رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فاروق حسنى يتذكر".. تجربة ٢٣ عامًا في خدمة وزارة الثقافة

فاروق حسنى
فاروق حسنى

قالت الكاتبة انتصار دردير، إن كتابها "فاروق حسنى يتذكر.. زمن من الثقافة"، الصادر عن دار نهضة مصر، يرصد تجربة ٢٣ عامًا فى خدمة وزارة الثقافة المصرية، ضرب خلالها فاروق حسنى رقمًا قياسيًا لاستمرار وزير فى منصبه، على مستوى العالم، وشهدت فترة توليه الكثير من الإنجازات والمعارك، التى توقف عندها الكتاب بموضوعية شديدة.

ورأت "دردير" أن الكتاب لم يتأخر كثيرًا، قائلة: "حين نود رؤية شىء ما بوضوح، فيجب الابتعاد عنه لفترة لنستطيع التحقق والتدقيق، وكان لا بد لفاروق حسنى أن يبتعد لفترة، حتى يستطيع تقييم التجربة"، مشيرة إلى أنها عملت معه على تقييم التجربة على مدى عامين.

وقالت إن الوزير الأسبق كان مترددًا فى البداية، معبرة عن سعادتها باختياره لها لكتابة مذكراته، و"هى فى الحقيقة مزيج بين السيرة الذاتية، والمواجهة بالأسئلة، وشهادات الشهود، وفيها مواقف كثيرة كاشفة، إذ كان فاروق حسنى من الوزراء الذين لا يتحدثون كثيرًا فى الصحافة والإعلام؛ ما فتح الباب أمام الإساءة والتشويه لحقائق الأمور".

وذكرت أن الكتاب يرصد مسيرة فاروق حسنى بما لها وما عليها، مشيرة إلى أنها استعانت بآراء وشهادات عشر شخصيات مهمة عاشت فترة فاروق حسنى، قائلة: "أنا لا أنقل وجهة نظرى فقط، ولكننى قمت برصد موضوعى غير منحاز، وقمت بمواجهته بكل ما حدث فى الأدب أو السينما أو المسرح أو قصور الثقافة وغيرها من القطاعات المختلفة فى الوزارة المنوط بها تشكيل وجدان الناس وعقولهم".

وعن العوائق التى قابلتها فى العمل على الكتاب قالت "دردير"، إنه لم تكن هناك عوائق، ولكنها كانت تتوقف أحيانًا عن العمل، بسبب المزاج الفنى لفاروق حسنى، إذ لم تكن لديه رغبة فى الكتابة فى بعض الأحيان، فضلًا عن انشغاله بمعارضه الفنية فى أحيان أخرى، "لذلك لم نضع وقتًا محددًا، وعملنا على الكتاب بشكل هادئ ولم نكن متعجلين، فقط حرصنا أن يخرج الكتاب بشكل جيد، وأن يكون تقييمًا حقيقيًا لفترة فاروق حسنى فى وزارة الثقافة".

وكشفت أن الكاتب محمد سلماوى هو من كتب مقدمة الكتاب، والتى تعتبرها مقدمة شيقة عن فاروق حسنى، تحمل رؤية مثقف اقترب منه وعمل معه، وقادر على تقييم تجربته بحيادية.

وأشارت إلى أن هناك أجزاء من الكتاب تتعلق بالعمل الثقافى، تحدث فيها نخبة من المثقفين والفنانين ورجال المجتمع، من بينهم وحيد حامد، وخالد منتصر، ونجيب ساويرس، وليلى علوى، وحسين فهمى، وخالد جلال، وسهير عبدالقادر.

ومن الشخصيات التي اعتمد الكتاب على شهادتها كان الناقد والمؤرخ السينمائى على أبوشادى، لأنه كان أحد رجال فاروق حسنى، وتولى العديد من المناصب فى فترته، من قطاع الثقافة الجماهيرية للرقابة على قطاع الإنتاج الثقافى، وختمها بالمجلس الأعلى للثقافة، ما يجعله شاهدًا على طريقة عمل الوزير، فضلًا عن كونه طرفًا فى العديد من الأزمات مثل أزمة رواية "وليمة لأعشاب البحر"، ولذلك التقيت به وسجلت معه، وكان يتمنى أن يرى الكتاب، ولكنه توفى قبل صدوره.

ورصدت انتصار دردير فى كتابها إنجازات فاروق حسنى، ومنها إنشاء ٤٢ متحفًا و٤٥ مكتبة، فضلًا عن إطلاقه أكبر حملة لترميم الآثار المصرية، إلى جانب تأسيس المهرجانات الكبرى مثل مهرجان القلعة، والمسرح التجريبى، والفيلم القومى، وإعادة افتتاح الأوبرا فى أكتوبر ٨٨ بعد ١٧ عامًا من التوقف.