رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شباب «شارع 306» لعربات الطعام: «نحقق أحلامنا تحت حماية الحكومة»

جريدة الدستور

عربات بألوان وأشكال مختلفة، تحمل طموحات وأحلام الشباب، تراصت منسقة فی ممرات مزينة بالورود، ومؤسسة على نظام فصل القمامة على الطريقة الحديثة، وإلى جانبها نُصبت «الأكشاك» والعربات المتنقلة التی تقدم الأطعمة والمشروبات، فی هدوء يسود المكان الذی ابتعد عن الشوارع المزدحمة، ليتمتع برونق خاص، مبهج صباحًا وحميمی فی الأوقات المسائية.
هنا «شارع ٣٠٦» فی منطقة مصر الجديدة، الذی يضم العديد من المشروعات الشبابية، المتمثلة فی عربات وأكشاك تبيع مختلف أنواع الأطعمة والمشروبات، الذی تزوره «الدستور» وتنقل فی السطور التالية حكايات الشباب أصحاب هذه المشروعات.
ويأتى هذا المشروع تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء مناطق تجمع مشروعات الشباب ورواد الأعمال ووحدات وعربات الطعام المتنقلة فى إطار قانونى.

عمر عزام: «تريلا» أنقذتنی من ظلم القطاع الخاص.. وحققت أمنية ٢٠ سنة
«شديد على قد الإيد».. عبارة مدونة على خلفية سيارة كبيرة برتقالية اللون مصممة على الطراز القديم، حيث يقف عمر عزام، الذی يقارب الأربعين من عمره، محققا حلمًا ظل يراوده ما يقرب من ٢٠ عامًا، حاول خلالها أن يفتتح مطعمه الخاص، لكن «الدنيا حظوظ».
استمرت هذه الحال إلى أن جاءت الفرصة لـ«عمر»، الذی يلتقی اليوم زبائنه مصطفين أمام عربته، بعد أن نجح فی لفت الأنظار وجذب رواد «شارع ٣٠٦»، بتقديمه المأكولات الشعبية التی يعشقها المصريون مثل «الكبدة والسجق» بطريقة جيدة، ليجنی سريعا ما ظل يحلم به: إعجاب الزبائن الذين عبروا عما يقدمه «الشيف عمر» قائلين: «طعمها حلو وسعرها معقول».
وعلى الرغم من انتشار هذه الأكلات على عربات مماثلة فی المحافظات كافة، فإن «عمر» يراهن على الإتقان والأسعار المناسبة، فضلا عن المنظر الجمالی الذی تظهر فيه العربات داخل «شارع ٣٠٦»، وهو ما دفع الجميع إلى التجربة، وتناول الطعام الشهى.
«عملت العربية على حسابی الخاص.. ووفرولی الأمان».. يقولها «عمر»، موضحًا أنه استطاع تدبير المصروفات اللازمة لتجهيز العربة التی أطلق عليها «تريلا»، بعد أن استقال من وظيفته بإحدى الشركات الخاصة، وذلك بعد إعلان الدولة عن المشروع. وأضاف: «ما شجعنی على الاستقالة، كان توفير محافظة القاهرة مساحة الأرض التی أقمت عليها المشروع، إضافة إلى تيسير الحصول على التراخيص والتصاريح، ما ساعدنی على تحقيق حلمى والشعور بالأمان فی حماية الدولة، وهو ما ظللت أفتقده سنوات طويلة»، مختتمًا: «العمل تحت مظلة آمنة يشجع على خوض التجربة دون خوف من ظلم القطاع الخاص».

ألفونس يوسف: أحلم بالوصول إلى لندن وباريس بـ«سيارة القهوة»
بملامح هادئة وقف ألفونس يوسف أمام عربة تقديم المشروبات، تزينها لافتة باسم «بايك أبس»، وملصقات تحمل أسماء أربع مدن حول العالم، هی باريس ولندن وروما ودبى، التی يحلم الشاب الثلاثينی بأن يفتتح بها فروعًا لعربته الصغيرة، وأن تصبح أشهر سيارة متنقلة لصنع القهوة حول العالم.
«بايك أبس» هی الانطلاقة الأولى لـ«ألفونس»، فی مجال العربات المتنقلة، التی جاءت بعد تخطيط استمر لـ٣ سنوات، حلم خلالها بسيارة مشروبات ساخنة متخصصة فی تقديم القهوة بمختلف أنواعها العالمية، وحاول أن يتخطى العديد من الصعوبات التی تواجه الشباب فی بداية رحلته، ومنها رفضه المغامرة فی بدء المشروع دون ترخيص، لأن ذلك يعرض رأسماله للخطر، سواء بمصادرة العربة أو التعرض للأذى من قبل بلطجية الشوارع، لذلك وجد ضالته فی «شارع ٣٠٦»، الذی يحظى بدعم الدولة على مستوى الأمن وتيسير الإجراءات.

محمد أبوالسعود: أحمد خالد توفيق الأكثر مبيعًا على «عجلة الكتب»
وسط كل العربات المتخصصة فی الأطعمة والمشروبات، راهن محمد أبوالسعود صاحب الـ٢٧ عامًا، على فكرة جديدة وهی «عجلة الكتب»، التی بدأ رحلته معها فی العام الماضى، حتى أصبح يدير ٤ عربات تتوزع فی عدة مناطق بالقاهرة، هی الرحاب ووادی دجلة ومصر الجديدة، وأحدثها فی «شارع ٣٠٦».
يحلم «أبوالسعود» ببناء أسطول من عربات الكتب المتنقلة فی مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، ويوضح الشاب: «الفكرة إنی أكسر الحاجز اللی بين الناس والكتب، لأن الناس بقى صعب تدخل مكتبة تشتری كتبًا وتدور وسط مئات أو آلاف العناوين، لكن العربة تصل إلى الناس فی أماكنها، وننتقی أفضل الإصدارات على مستوى مصر والشرق الأوسط، خاصة أعمال الكتاب المعروفين بين الأوساط الشبابية». وعن تفاعل الجمهور مع مشروعه المميز فی «شارع ٣٠٦»، يقول الشاب العشرينى: «المكان يجمع فئات المجتمع المختلفة، وعلى العكس من توقعات الكثيرين الذين قالوا إننا مختارين المكان الغلط، توقعنا أن يلتفت رواد الشارع لشىء مميز عن عربات الأطعمة والمشروبات وبالفعل أقبلوا على عجلة الكتب يوم الافتتاح».
وعن أكثر الكتب مبيعًا من خلال العجلة، يقول «أبوالسعود» إن كتاب «فن اللا مبالاة» الذی ظهر به الفرعون المصری محمد صلاح يتصدر قائمة الأعلى مبيعًا على «العجلة»، ويليه كتاب «علاقات خطرة»، إضافة إلى «خروج عن النص»، و«موسم صيد الغزلان»، وكتب وروايات الراحل أحمد خالد توفيق.

محمد رمضان: أسعارنا أقل.. والجودة لا تقل عن المحال الكبرى
يشهد «شارع ٣٠٦»، على انطلاقات جديدة للشباب الذين شاركوا فی مشروع الدولة المماثل «شارع مصر»، ومن بينهم محمد رمضان، الشاب العشرينی الذی تخرج فی كلية الآداب، ويعتبر مشروعه الحالى، وهو «مقهى صغير على عربة» بمثابة «ابنه الكبير»، الذی يراه يكبر يومًا بعد يوم، واضعا كل آمال المستقبل القريب فی «شارع ٣٠٦».
التجربة هی المرحلة الثانية لمشروع «رمضان»، الذی أتی من «شارع مصر» بعد انفصاله عن شريكه، مقررا خوض التجربة منفردا، خاصة بعد تعثر تلك الشراكة، لافتًا إلى أنه كان مضطرًا لعقد شراكة لعدم استطاعته توفير رأس المال اللازم للعمل منفردًا حينها، وهو ما استطاع توفيره الآن.
ويؤكد «رمضان» أن الشارع الجديد يتمتع بمظلة آمنة تشجع على العمل، بالإضافة إلى أن الإيجارات متوسطة، وأقل نسبيًا من «شارع مصر»، فبادر على الفور بنقل عمله إلى هذا المكان، وينتظر من النوافذ الإعلامية أن تؤدی دورها فی الترويج لأفكار الشباب فی «شارع ٣٠٦»، وحث الناس على التعامل مع أصحاب تلك المشاريع، قائلًا: «الشباب هم وقود الاقتصاد الوطنى، وعرباتنا تقدم خدمة مماثلة للمحال الكبيرة والمعروفة، بل تتفوق عليها بتقديمها أسعارًا أقل، قد تصل إلى ربع القيمة».