استرجل.. دراسة كندية: الرجال ذوو الأصوات الخشنة الأكثر خصوبة وجاذبية

هل توقعت أن يكون صوتك دليلًا على حالتك الصحية؟ قد يبدو ذلك ممكنًا فى حالة الإصابة بالوهن وعدم القدرة على الحديث، لكن ما لا يخطر على بال كثيرين أن الرجال ذوى الصوت العميق ليسوا فقط الأكثر جاذبية، وإنّما أصحاب الصحة الجيدة والخصوبة الأعلى.

الأمر ليس «نكتة» أو حديثًا ذكوريًا تقليديًا، قد يربط صاحبه بين الشارب وكثافته وبين الرجولة، أو يربط بين الصوت العميق والقدرة الفحولية، بل هى حقيقة علمية انتهت إليها دراسة أعدتها جامعة «نيبيسينج» بكندا.
وبطبيعة الحال، تنجذب النساء إلى الرجال ذوى الصوت العميق بوصفه أكثر جاذبية وإثارة فقط، ودليلًا على الوسامة الذكورية، لكن لم يكن يخطر ببال أحد أنه مؤشر على امتلاك صاحبه صحة أفضل وجهازًا مناعيًا أقوى، فضلًا عن قدرة إنجابية أعلى.
انطلقت الدراسة من تساؤل عن بقاء أصوات مثل مورجان فريمان وإدريس ألبا أو عمر الشريف فى الذاكرة والذهن على نحو دائم؟ لتنتهى إلى أن أصحاب هذه الأصوات الأفضل صحيًا، كما أن نبرات أصواتهم وخروجها من حناجرهم مؤشر على أن دفاعاتهم الجسدية مجهزة بشكل أفضل من الرجال ذوى الأصوات المسطحة.
وأشارت الدراسة التى نشرتها صحيفة «ديلى ميل» البريطانية إلى أنه كان يُعتقد سابقًا أن النساء يجدن أن الرجال الذين يتمتعون بصوت أعمق أكثر جاذبية لأنه يشير إلى مستويات عالية من التستوستيرون، ما قد يمنح الرجال ميزة جنسية، لكن الدراسة كشفت عن أنهم كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض، وأن أجسادهم مجهزة بشكل أفضل لمكافحة الجراثيم والفيروسات.
من جهته، كشف الباحث «ستيفن أرنوكى» من جامعة نيبيسينج أن «لدى الذكور الذين لديهم أصوات عميقة مستويات كبيرة من الأجسام ذات المناعة الوقائية القوية، ما يعنى تقليل خطر الإصابة بالأمراض، وهو دليل واضح على أن الصوت الرجولى إشارة نزيهة وموثوقة لجودة المناعة عند هؤلاء الرجال»، مضيفًا «وما تُظهره الدراسة من وجود علاقة بين درجة الصوت ومؤشر الصحة، يوفر لنا دليلًا أوليًا على أن الصوت الرجولى للرجل قد يعمل كإشارة لحالته المناعية».
وجرت الدراسة على أكثر من ١٠٠ متطوع، تحصل الباحثون منهم على عينات من الحلق بحثًا عن علامات على «الجلوبولين» المناعى أحد أنماط بروتينات بلازما الدم يتألف من سلسلة غير متجانسة من عائلات البروتينات ويحارب العدوى «الأجسام المضادة»، وقياس توافره بالجسم دليل على مدى قوة جهاز المناعة ومؤشر الحصانة، كما سجل الباحثون التاريخ الصحى للمتطوعين المائة مع تسجيل قياسات الرأس والجزء العلوى من الجسم.
وخلصت الدراسة إلى أن: «الرجال الذين اعتقدوا أنهم يتمتعون بصحة عامة أفضل كان لديهم صوت ذو جرس أفضل وأطول فى القناة الصوتية بالمقارنة بالرجال الذين اعتقدوا أن لديهم صحة أسوأ بشكل عام»، كما وجد الباحثون أن أصحاب الأصوات قوية النبرة من المرجح أن يجذبوا النساء، على الرغم من أنهم يعتبرون أكثر خطورة عندما يتعلق الأمر بالزواج.
«الأكثر جاذبية والأكثر خطورة»، هنا تتوقف أستاذ علم النفس والعصبية والسلوكية بجامعة «ماكماستر» «جيليان أوكونور» حول تأثير صوت الرجل على طريقة تفكير الناس فيه، مشيرة إلى أنه لم يكن من الواضح لماذا تحب النساء أصوات الرجال العميقة؟ حتى جاءت الدراسة لتؤكد أنهم الأكثر صحة وخصوبة ومناعة.
وبعد مسح أجراه الباحثون على ٨٧ امرأة استمعن إلى أصوات الرجال- التى جرى تغييرها إلكترونيًا لتبدو رخوة أو عميقة- حددت النساء أى الأصوات مناسبة للدخول فى علاقة حب، وأوضحت الدراسة أن أصحاب الأصوات القوية يتمتعون بميزة نقل جيناتهم إلى أطفالهم على نحو أفضل، فضلًا عن القدرة على إنجاب عدد أكبر من الأطفال بسبب زيادة الخصوبة.
وبيّنت الدراسة أن معظم النساء فى المجتمعات الغربية يجدن أصوات الرجال العميقة أكثر جاذبية، ويندرج أصحابها تحت مسمى «مجموعة خصوبة طبيعية»، أى القدرة على إنجاب الكثير من الأبناء، وهو ما انتهى إليه مسح تاريخ الإنجاب الذى أجرى على ٧٩ رجلًا و٥٢ امرأة، واكتشف معدو الدراسة أن نوعية الصوت وجودته تمثلان ٤٢٪ من عوامل التأثير على نجاح الرجل فى التكاثر، أما ما يخص أصوات النساء، فلا علاقة لها بالقدرة على الإنجاب إطلاقًا.
وتعد الدراسة واحدة من الدراسات القليلة التى تتناول تأثير الصوت على اللياقة الجنسية والإنجابية والصحية عند البشر، وتتزامن نتائجها مع عدد من الدراسات التى تشير إلى أن الإشارات الصوتية تلعب دورًا فى التأثير على اختيار المرأة للرجل.
على صعيد متصل، استدركت «كورن أبيسيلا» الكاتبة الرئيسية للدراسة ومرشحة الدكتوراه فى الأنثروبولوجيا البيولوجية فى جامعة «هارفارد» أن «النتائج قد لا تترجم فى الواقع إلى أى شىء فى المجتمع حول الفائدة التناسلية، فنحن ننظر إلى العديد من السمات عند اختيار الرجال الشركاء فى حياتنا»، مضيفة أن النساء لديهن ميل أكثر إلى أصحاب الأصوات القوية غير الرتيبة، وربما تحدد كثيرات منهن موقفها العاطفى بناء على درجة صوت الشريك المقترح.