رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ريهام شعبان: لا تحاكموني دون قراءة الديوان.. وموهبتي سترفعني

جريدة الدستور

لم تكن وليدة اليوم في الشعر، لكنها تكتب منذ فترة طويلة، ويوم أن تم استضافتها في برنامج "كلام ستات" على قناة أون تي في، كان ما تقوله عبارة عن خواطر صغيرة، ولكن ثارت ثائرة السوشيال ميديا على اعتبار أنهم اعتبروا أن ما تقوله هو شعرا مكتمل الشعرية وبالتالي نصبت لها المحاكمات.

هي ريهام شعبان والتي تستعد لتصدر ديوانها الأول بعنوان "الفتاة السيئة" بمعرض الكتاب عن دار الكنزي التي يشرف عليها محمد صلاح شديد وإيناس الدسوقي، وقالت ريهام عن هذا الامر: "أنا أقمت العديد من الحفلات في صوفي بوك ستور، وستوديو مان هاوس، ومن المقرر أن يكون لي حفل كبير في شهر فبراير المقبل بساقية الصاوي، ولكن فكرت أخيرا أن أنشر ديواني الاول والذي كنت قد كتبته منذ منتصف العام الماضي، وانتظرت فرضة لنشره،وحين هاتفتني دار الكنزي وافقت على نشر الديوان معهم".

وعن الكتابة والشعر والخواطر قالت شعبان: "أكتب الفصحى النثري، ولكن لم يسبق لي إصدار دواوين من قبل، لكن ما لا يعرفه البعض أن الشعر الحديث حر ولكن به نوع من السجع والترتيب فقط لا يلتزم بقافية أو وزن، وهناك من نبغوا فيه مثل رياض صالح الحسين وعماد أبو صالح والسيد العديسي والكثيرين ممنا تربينا على كتاباتهم، أنا أقرا منذ زمن بعيد وقرأت تجارب كثيرة في هذا الأمر".

وعن الذين راحوا يسبون دار الكنزي ويسبونها قالت ريهام شعبان: "كلهم تحاملوا على الدار وعلي بدون قراءة، الديوان لم يصدر بعد ولكنهم حكموا عليه قبل قراءته كأنهم يعلمون الغيب، وكان مقاليد الامور منوطة بهم، وكأنهم ينصبون أنفسهم قضاة في حين أن الوعي متغير وليس ثابت، ويجوز جدا أن يحكم احدهم على ديوان وهو يكتب الشعر أو الرواية وهو في الأساس يحتاج إلى من يقول له اكتب بهذه الكيفية، وبالتالي أنا لا أعبأ بهم وسأستمر في مشروعي رغما عن أي شخص".

وعن رؤيتها لمن يسبونها على السوشيال ميديا قالت شعبان: "حقيقي أنا مشفقة عليهم، هؤلاء الناس يعيشون بفكر مريض والكلام الذي يقولونه مهما بلغ فهو لن يلتصق بي، ولكن بدلا من التركيز على الغير فلماذا لا يركزون على أنفسهم ويحاولون تطوير تجاربهم الكتابية لعل الله يصلح شأنهم ويمنحهم خلود ينشدونه من وراء كتابتهم الباهتة".

وعن العمل على ديوانها الأول "الفتاة سيئة" قالت شعبان: "لي أكثر من خمسة أشهر والديوان شبه مكتمل لكن كنت اؤجل نشره بحكم أنني دكتورة صيدلانية ووقتي في الكثير من الأحيان ليس ملكا لي، وكنت قد بدأت حلقات توعية لمرض السكر فتقلص الوقت كثيرا إلى أن وجدت مسئولي دار الكنزي يكلمونني فوافقت على النشر معهم وكان حافزا جميلا".

لكن ليست كل الآراء كانت في هذا الاتجاه وليست كلها تنم عن تلك الرؤية، فهناك تعليقات كانت مرحبة وتنم عن وعي كبير، تقول شعبان: "المفترض أن هذه آراء لكتاب، وهذا ما أتعجب له، ولكن على الجانب الأخر فهناك آراء رشيدة وتشي بحجم الوعي الذي يملكه صاحبه، الكثير من الآراء التي رحبت وناقشت بوعي ورسائل كانت مبشرة وتقول إن هناك أشياء جيدة في هذا البلد.

وعن توقعها للكتاب وصداه في معرض الكتاب قالت شعبان: "الكلام حدث على الديوان من قبل قراءته وهذا شيء غريب جدا، قد اتفق حين تقرأ وتكتب ما لم يعجبك في الديوان، وفي تلك الحالة سيكون هناك مناقشة عقلانية، ولكن أعرف أن الكثيرين سنوا سيوف الكلام من قبل حتى قراءته، وانهم ينتظرون صدوره لتبدأ حملة وكأنها ممنهجة فهذا شيء محزن، لكني أثق في كتابتي وأتمنى أن يغيروا رؤيتهم إن أعجبهم الديوان وألا يسلكوا ذلك المنحى بعد ذلك، بمعنى اقرأ وأحكم".

لشعبان رؤية أخرى في هذا الأمر عن الفن والكتابة والإبداع، تقول: "في النهاية الفن وجد لكي يطهر أرواحنا من دنسها، يخفف أيامنا من التعب ويجعلنا نشعر أن الحياة أفضل، ليس الإبداع أن تهاجمني أو أهاجمك، ولكن أن نختلف في حدود الرؤية ولا تنكر رؤيتي ولا أنكر رؤيتك للعالم، كما أن من حقك أن تقول هذا الكتاب لا يعجبني ولكن ليس من حقك أن تقول هذا الإنسان لا يعجبني، ولنا في التاريخ عبرة، فإن جوخ انتحر وهو من أعظم الفنانين لأنهم لم يستوعبوا إبداعه، وكافكا رائد الرمزية كذلك، وهيباتيا وغيرهم، كلهم سبقوا عصورهم فكانت لعنة عليهم لأن العقل لم يستوعب وجودهم وتجاوز وقتهم، أنا لا أقول إني مثلهم ولكن لا تحارب لأن وعيك ليس مكتملا وتطلب منا أن نكون مثلك".

وعن اعتبار هل الديوان كان ردا لمن قللوا من شأنها تقول شعبان: "لا بالطبع ليس ردا لأي أحد لأن الديوان مكتوب قبل الظهور في البرنامج، وبالتالي كان هذا التفكير قيد النشر قبل ذلك كله، ومن يعرفني يعرف أنني لست هذا الشخص الذي يركب التريند، فمن يفعل هذا خال تماما من الموهبة، وأنا أعرف أن الموهبة متأصلة في الإنسان وهي عبارة عن طاقة كبيرة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، وهي التي سترفعني مرة أخرى إلى حيث أريد، ثم إنني لا احتاج إلى أن أثبت شيئا لأحد".