أطباء نفسيون وخبراء: محمد رمضان مشروع "راب".. لولا عقدة النقص
«أنا اللي برسم الطريق وانتوا اللي بتمشوا عليه، ماهو النجاح مش بالعافية مهما عملتوا إيه.. ما أنا مافيا مافيا مافيا».. هذه الكلمات من أغنية محمد رمضان التي طرحها مؤخرًاعلى قناته الرسمية بموقع الـيوتيوب، وقاربت من تحقيق 3 مليون مشاهدة ولازالت الأرقام تتصاعد، وذلك فور إطلاقها بعد 24 ساعة فقط.
أعداد المشاهدات الفلكية لأغاني رمضان ليست مفاجأة، فقد سبق وتحولت أغنيته "نمبر وان" اإلى تريند انتشر على تويتر بعد مرور ساعات قليلة من إصدار الكليب.
سواء انهالت الشتائم عليه، أو دافع عنه محبوه، في كلتا الحالتين يصبح محمد رمضان "تريند" ويتصدر اسمه الأحاديث الإعلامية وموضوعات البرامج، فهو في النهاية حالة فريدة، وقد راهن على الجمهور وبالفعل استطاع أن يكسب الرهان.
كل هذا يمكن أن يقال على الفنان الشاب بعد أعماله أو تصريحاته المثيرة للجدل، أو حتى عقب نشره صوره، أما الكليب الأخير "مافيا" الذي بدا فيه وكأنه مطرب راب مخضرم يمكن أن يضع محمد رمضان في منطقة جديدة لم يسبقه لها أحد.
1-يظهر رمضان في الفيديو كليب الذي أخرجه ياسر سامي، كرئيس لعصابة يقول الأغنية بطريقة الحديث أكثر مما يغني كلمات ملحنة، يستخدم كافة أدواته من صوت وتمثيل واستعراض حركات بدنية تلعن عن رحلته مع صالات اللياقة البدنية، باختصار يمكن أن نطلق على هذه الأغنية استعراض أظهره كمغني راب من الطراز الأول على طريقة "الرابرز" العالميين.
ساعده الإخراج أيضًا في إيصال الفكرة نفسها، حيث تم الاستعانة بفتيات وشباب يتمتعون بلياقة وكاريزما وضحت في مشاركة محمد رمضان رقصته الخاصة.
قبل أكثر من قرن من الزمان، قبل موسيقى الراب انفجرت على الساحة الموسيقية الأمريكية، كان الموسيقيون في غرب إفريقيا يخبرون القصص بطريقة إيقاعية، مع ضرب الطبلة. في هذه الأثناء، كان الفنانون الشعبيون من جزر الكاريبي يروون قصصا من الواقع، يضع هؤلاء الشعراء الغنائيون من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي الأساس لموسيقى الراب الأمريكية الحديثة.
تنطوي عملية الغناء في هذا النوع بشكل أساسي على التحدث أو ترديد كلمات الأغنية، وغالبًا ما يتم ضبطها على نغمة، تعتبر القافية التي أنشأها الراب واحدة من أكثر أساليب الشعر تطورًا ومن خلالها تناول الفنانون مواضيع استفزازية مثل الجنس والعنف والقضايا الاجتماعية السياسية.
محمد رمضان على طريقة الراب الأميريكي:
2- في البداية استخدم موسيقى الراب شعبية في الولايات المتحدة في السبعينيات كنوع من فن الشارع، خاصة بين المراهقين الأمريكيين من أصول أفريقية، ولكن حتى عام 1979، عندما انطلقت فرقة "شوجارهيل جانج" ولاقى هذا النوع من الموسيقى الناشئة نجاحًا كبيرًا ظهرت بعدها العديد من أعمال الراب، وبدء جمهور هذا الفن في الانتشار أكثر.
3- 4 لم يكن الانتشار فقط لمغنيي الراب الأميركيين من أصل إفريقي، فبحلول الثمانينيات، كانت فرق الراب تضم ذوي البشرة البيضاء مثل فريق Beastie Boys وفرقة الراب النسائية مثل Salt-n-Pepa.
5- أما بحلول التسعينات من القرن الماضي، تحولت موسيقى الراب من أسلوب المدرسة القديمة - الذي كان مبنيًا على كلمات بسيطة نسبيًا - إلى أسلوب جديد للمدرسة، كان أعلى صوتًا وكان يتضمن كلمات أكثر تعقيدًا. الفنانين كما فعل إيمينيم - واحد من أشهر مغني الراب الأبيض في كل العصور.
خبيرة لغة جسد: محمد رمضان يقلد نجوم الراب الأمريكي:
هكذا بدأت رغدة السعيد خبيرة لغة الجسد حديثها عن محمد رمضان فهو أجبر الجميع أن يشاهده بلا شك سواء بانتقاداه أو مدحه، وتقول لـ«الدستور»: "هناك معيار اعتبره من وجه نظري علامه نجاح وهو معيار التأثير على السوشيال ميديا حيث اكتسح الكثير من التريندات والمشاهدات.
6- وترى "السعيد" أن بهذا الفيديو كليب يمكنه أن يواكب العالمية، فهو كليب متطور ومستغل لكل الأدوات العصرية، وتجنب ظهور الأسد والثعبان والصور التقليدية الأخرى، مقلدًا "الرابرز" في أمريكا، وقد نجح في هذا النمط من الغناء، مستعيضًا عن الأسد بالرصاص والقنابل تماشيًا مع أدوات العصر الحديث.
وتشير خبيرة لغة الجسد إلى أن رمضان متفوق في إظهار لغة جسد متقنة سواء من خلال أغانيه، أو برامجه الحوارية التي يخرج منها بمكسب وقوف الجمهور في صفه، وتضيف: "أظن أنه تلقى العديد من الدورات التدريبية في لغة الجسد والتحكم في حركاته، ومع ذلك فلا شك أن "الأنا" لديه عالية كما انه لديه استراتيجية تسويقية خاصة به فهو يعرف تمامًا كيفية كسب جمهوره.
7- وينطلق فن الراب ليكسر في العموم قواعد الغناء المتعارف عليها، ويستعين مغنييه بطريقة الحديث المتسارعة، وإظهار القدرات البدنية في الركلات السريعة والعنيفة في الفيديو المصور، أو حركات يد تتسم بالعنف أيضًا، وهذا كله ما فعله محمد رمضان، لكنه لايزال يحتاج الى التجديد وإلى الابتعاد عن التركيز على نفسه، ويسعى في البحث عن كلمات ذات صلة بموضوع ما مهما كان بسيطًا، ثم ينطلق.
هذا ما أكده الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، وقال: لا أحد يختلف على موهبة الفنان محمد رمضان فهو لديه العديد من الإمكانيات التي يمكنه استغلالها لخروج من دائرة إظهار القوة وأنه لا مثيل له، مؤكدًا أنه يسعى دائمًا لتصوير نفسه محاطًا بمجموعة من الفتيات اللاتي ترقص حوله، لإيصال رسالة للجمهور أنه المرغوب والمحبوب وليس أي شخص آخر.
8- وأوضح "فرويز" أن ما يفعله رمضان من تعاليه داخل كليباته وإظهار القوة بشكل أو بآخر ما هو إلا شعور بالنقص، مؤكدًا أن النجومية السريعة لمحمد رمضان جعلته لا يصدق ما وصل إليه، ولذلك هو في حاجة الآن إلى النصيحة والمشورة، وبعد أغنيته الأخيرة التي أظهرت جانبا جيدا من موهبته يحتاج إلى المزيد من المشورة والتروي قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.
