رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جوليان أسانج يترشح لعضوية البرلمان الأسترالي عن بعد

جوليان أسانج يترشح
جوليان أسانج يترشح لعضوية البرلمان الأسترالي عن بعد

أكد جوليان أسانج في مقابلة هاتفية، أنه واثق من قدرته على خوض حملة انتخابية لترشحه لعضوية البرلمان الأسترالي، انطلاقا من سفارة الإكوادور في لندن حيث يعيش منذ أكثر من عام، بعد منحه حق اللجوء فيها، لكي لا تسلمه بريطانيا إلى السويد، حيث يواجه اتهامات بالتحرش الجنسي.

وأكد أسانج أن خوض الحملة الانتخابية لا يختلف عن إدارة منظمة ويكيليكس، "فنحن لدينا كوادر في كل قارة، وعلينا أن نتعامل مع أكثر من 12 قضية قانونية في آن واحد".

وكان اسم أسانج ذاع بوصفه مدافعا عن الشفافية في الحكم ومعاديا للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وهو شخصية مثيرة للجدل والاستقطاب.

ويعتقد كثيرون أن حزب ويكيليكس مشروع يدغدغ نزوات أسانج نفسه، ولكن استطلاعات متعددة تشير إلى أنه قد يحقق نتائج أفضل مما كان يعتقد حين طرح فكرة تأسيس الحزب أول مرة في وقت سابق من العام .

و لمجلس الشيوخ الاسترالي تاريخ طويل من انتخاب محتجين في عضويته . وقال جون وانا ، استاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية الاسترالية في العاصمة كانبيرا، إن اسانج يأمل باستثمار اسمه والسير على خطى مرشحي احتجاج آخرين، عرفوا بتبنيهم قضايا محددة وصلوا على اساسها إلى مجلس الشيوخ الأسترالي.

واعتبر وانا أن اسانج مرشح مشاكس قد يستأثر بقدر من الاهتمام ، لأنه في الواقع لا يريد المشاركة في ادارة الدولة و الجلوس في البرلمان ، فهو لا يرشح للقيام بهذا العمل بل يرشح من أجل قيمة المشاكسة في ترشيحه.

وأوضح أسانج في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن حزبه سيعمل في حال وصوله إلى البرلمان من أجل تنفيذ برنامج أهدافه الشفافية والعدالة والمحاسبة.

وأضاف أسانج أن خطته هي إيصال فريق من الصحفيين الاستقصائيين الأفذاذ إلى مجلس الشيوخ ، "ليفعلوا ما فعلناه من خلال ويكيليكس بمحاسبة مصارف و مؤسسات حكومية و اجهزة استخباراتية على أعمالها".

وتابع اسانج أن خبرته في ادارة منظمة ويكيليكس وموقعها أعدته لمجلس الشيوخ الاسترالي ، الذي يشبه في سلطاته و هيكله مجلس الشيوخ الامريكي .

وينظر انصار اسانج اليه على انه بطل لصلابته في المطالبة بالشفافية في الحكم ، لكن منتقديه قالوا إن نشره وثائق امريكية سرية عمل أهوج أضر بمصالح الولايات المتحدة و عرض حياة أشخاص للخطر.

واشار نائب الرئيس الامريكي جو بايدن إلى اسانج بوصفه "ارهابيا تكنولوجيا" . وكان اسانج نشر آلاف البرقيات الدبلوماسية الامريكية على موقع ويكيليكس ، ويقول مؤيدوه إن الولايات المتحدة و دولا متحالفة معها لفقت تهمة التحرش الجنسي ضده لمنعه من نشر وثائق سرية اخرى ومعاقبته على ما نشره حتى الآن .

واعلن حزب ويكيليكس انه سيخوض الانتخابات المقررة في 14 سبتمبر المقبل بستة مرشحين آخرين إلى جانب اسانج . وبموجب القانون الاسترالي يتعين على اسانج أن يأخذ مقعده في مجلس الشيوخ خلال عام من انتخابه ، رغم أن مجلس الشيوخ يمكن أن يمدد هذه الفترة إذا لم يستطع اخذ مقعده فعلا .

و أكدت الحكومة البريطانية انها ستعتقله إذا غادر مبنى سفارة الاكوادور في لندن . ويقول خبراء أن هذا سيخلق عقبات لوجستية و قانونية غير معهودة في حال فوز اسانج في الانتخابات . ولفت اسانج في المقابلة إلى أن مجلس الشيوخ الاسترالي يمكن أن يجيز للعضو ممارسة عمله عن بعد . وقال: "ان هذا لم يحدث من قبل ، ولكنه ممكن نظريا ، وفي كل الأحوال لدينا مرشحون متوفرون لشغل المقعد إلى أن يتاح لي شغله".

ورغم أن اسانج معروف بمواقفه في الشئون الدولية ، فانه حرص في حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز" على طرح موقف حزب ويكيليكس من اجراءات الحكومة الاسترالية لوقف تدفق الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى شواطئ استراليا كل عام بقوارب كسيحة و متداعية طلبا للجوء.

وحمل اسانج بشدة على السياسة الجديدة التي اعلنها رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود ، بارسال طالبي اللجوء الذين يصلون إلى استراليا بقوارب إلى مراكز في بابوا غينيا الجديدة ، للنظر في طلباتهم هناك . وإذا ثبت حقهم في اللجوء بموجب اتفاقيات الأمم المتحدة ، سيعاد توطينهم في بابوا غينيا الجديدة من دون أي حق لطلب اللجوء في استراليا نفسها .

واكد اسانج أن السياسة الجديدة سياسة خاطئة تماما لمعالجة قضية طالبي اللجوء في استراليا، الذين بلغ عددهم رقما قياسيا.

وقارن أسانج وضعه ووضع المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن الذي سرب وثائق عن برامج التجسس الأمريكية على الاتصالات الهاتفية والإنترنت بطالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أستراليا بقوارب.

وقال أسانج: "أنا طالب لجوء منحتني حكومة الإكوادور حق اللجوء، لكن بريطانيا ومعها دول أخرى تتدخل في ذلك".