رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مارتن لوثر.. أول من حطم صكوك الغفران

مارتن لوثر
مارتن لوثر

في مثل هذا اليوم - 10 ديسمبر 1520، عارض القس وأستاذ اللاهوت الألماني مارتن لوثر، الكنيسة الكاثوليكية، وحرق المرسوم الكنسي الذي ينص على طرده من الرحمة كعقاب له على معارضة الكنيسة، لكنه رأى أن الرحمة والغفران شرطها الوحيد التوبة إلى الله، وليست أي سلطة أخرى أو صك غفران.

في عام 1516، أُرسل الراهب الدومينيكاني والمفوض البابوي الخاص "يوهان تيتزل" إلى ألمانيا لبيع صكوك الغفران، لجمع الأموال اللازمة لإعادة بناء كاتدرائية القديس بطرس في روما، حيث كان اللاهوت الكاثوليكي الروماني يرى أن الإيمان وحده - أو التوبة وحدها - غير كافية لغفران الخطيئة، بل يجب أن تصاحبها أعمال صالحة كالتبرع بالمال للكنيسة.

هذا الأمر دفع مارتن لوثر أن يكتب لأسقفية "ألبرت الماينزي" احتجاجا على بيع صكوك الغفران، معتبرا أن التوبة لله وحدها كافية لمحو الخطايا، وأرفق مع رسالته نسخة من أحد كتبه التي عرفت باسم الأطروحات أو القضايا الخمس والتسعين، والتي أعلن فيها أنه لا ينوي مواجهة الكنيسة أو البابوية مطلقًا.

واعتبرت الكنيسة الرسائل والمناظرات وأسلوب الكتابة، ينمّ عن تحدى لاسيّما الرسالة 86، والذي سأل فيها: "لماذا يريد البابا بناء كنيسة القديس بطرس من مال الفقراء، بدلًا من ماله أو مال الفاتيكان؟".

وأدى التحدي إلى إصدار مرسوم يطرد "لوثر" من الرحمة، لكنه أحرقه، ورغم صدور أمر بمحاكمته إلا أن الأمير فريدريك الثالث، نقله تحت حماية فرسان ملثمين إلى قلعة فرتبرج بعد انفضاض المجلس، وخلال إقامته في القلعة الواقعة بمنطقة إيزنباخ، ترجم "لوثر" العهد الجديد من اليونانية إلى الألمانية.

وضع "لوثر"عددًا من الكتب الجدليّة، كان من ضمنها كتابًا تهجم فيه على ألبريشت رئيس أساقفة ماينز، وألف كتبًا تشرح مبدأ التوبة، وتفنيد اللاهوت الخاص بها في الكنيسة الكاثولكية، كانت رأس ثورة الإصلاح الديني التي نتج عنها المذهب البروتستانتي.