رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تيلرسون: ترامب "غير منضبط" والرئيس يصفه بـ"الغبى"

الرئيس الأميركي دونالد
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

شتم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب علنًا، أمس الجمعة، ريكس تيلرسون ووصفه بأنه "غبى"، معبرًا بذلك عن غضبه من انتقادات وجهها إليه الرجل الذى كان قد عينه من قبل وزيرًا للخارجية فى إدارته.

والرئيس الأمريكي معروف بتصريحاته الساخرة من خصومه والمقربين منه الذين يثيرون غضبه، لكن هذه التصريحات القاسية عن رجل شغل أحد أهم المناصب فى إدارته لا سابق لها فى التاريخ السياسى الحديث للولايات المتحدة.

وكتب "ترامب" في تغريدة "مايك بومبيو يقوم بعمل رائع وأنا فخور جدًا به".

وأضاف أن "سلفه ريكس تيلرسون، لم يكن يتمتع بالقدرات العقلية اللازمة. كان غبيًا مثل صخرة، وكان يفترض أن أتخلص منه بسرعة أكبر"، مؤكدًا أنها "لعبة جديدة تمامًا الآن وروح عظيمة للدولة".

وتابع "ترامب" في تغريداته عن الرئيس السابق لمجلس إدارة مجموعة إكسون موبيل "كان كسولا جدا".

والتناقض كبير بين هذه التصريحات والتغريدة التي كتبها قبل عامين عندما عين تيلرسون وزيرًا للخارجية، وقد وصفه حينذاك بأنه "أحد أعظم رؤساء الشركات فى العالم".

ويشغل وزير الخارجية في الإدارة الأمريكية منصبًا أساسيًا، فهو مسئول عن سبعين ألف دبلوماسى وموظف ومتعاقد ويشرف على 250 سفارة وقنصلية في العالم.

ما أثار غضب الرئيس الأمريكي هو مقابلة أجرتها شبكة "سى بي إس" مع وزير الخارجية السابق الذي كان متحفظًا جدًا منذ إقالته فجأة في مارس الماضي.

وقال ريكس تيلرسون: "وجدت صعوبة أنا الآتي من مجموعة إكسون موبيل المنضبطة جدًا والصارمة جدًا في عملها، في العمل مع رجل غير منضبط ولا يحب القراءة ولا يقرأ التقارير ولا يحب البحث فى التفاصيل، لكنه يفضل أن يقول "هذا ما أفكر فيه".

وأضاف: "كنت اضطر لأن أقول له سيدى الرئيس أتفهم ما تريد أن تفعله، لكن لا يمكنكم فعله بهذه الطريقة، هذا يخالف قانونًا وهذا ينتهك معاهدة، كان هذا يثير استياءه إلى حد كبير".

وتابع تيلرسون للصحفي المخضرم بوب شيفر على قناة "سى بى إس" التي بثت مقاطع من المقابلة: "أعتقد أن جزءًا من ذلك يعود فى الحقيقة إلى اختلاف أساليبنا فى شكل صارخ".

وأضاف: "شعرت بإحباط كبير، أعتقد أنه سئم مني لكوني الرجل الذي يقول له كل يوم لا تستطيع فعل هذا، ودعنا نتكلم حول ما الذى نستطيع فعله".

وعندما كان تيلرسون وزيرًا للخارجية، كانت الخلافات بين الرجلين واضحة حول عدد كبير من القضايا، من المناخ إلى إيران.

ولم يسهل الرئيس الأمريكى يومًا مهمة وزير الخارجية، فقد حرمه أولًا من الملف الفلسطينى الإسرائيلي الذي يرتدي أهمية رمزية كبيرة وعهد به إلى صهره جاريد كوشنير، وبعد ذلك اتخذ مبادرات عديدة للابتعاد عن التعددية على الساحة الدولية.

وفي نهاية 2017، انتقد الرئيس ترامب علنًا وزير الخارجية في خطوة نادرة، لأنه تحدث عن وجود قنوات اتصال تهدف إلى سبر نوايا كوريا الشمالية، وكتب على تويتر "إنه يضيع وقته في التفاوض" وأضاف "احتفظ بطاقتك ريكس سنفعل ما يجب علينا فعله".

وبات الخلاف يرتدي طابعًا شخصيًا أكبر عندما ذكرت شبكة التليفزيون الأمريكية "إن بى سى" أن تيلرسون وصف في نهاية اجتماع في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، ترامب بأنه "متخلف عقليا".

واضطر وزير الخارجية بعد هذه الواقعة إلى التأكيد علنًا أنه يدعم الرئيس و"يلتزم العمل من أجل نجاحه".

وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي السابق والمفاوض فى عدد من الإدارات الديموقراطية والجمهورية، إن السؤال أصبح يتعلق بمعرفة ما إذا كان ريكس تيلرسون الذي أهانه الرئيس على «تويتر» "سيبدأ برواية كل شيء".

وأضاف "ميلر" في تغريدة على «تويتر»: "لم ألتقه من قبل، لكنني أشك في ذلك".