رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب على الإرهاب


مصر تمر الآن بمرحلة هى الأخطر فى تاريخها حيث تخوض حربا شرسة ضد عدو للأسف الشديد من أبنائها، كنا دائما نعتقد أن إسرائيل هى العدو الأول والاستراتيجى لمصر، ولكن الأيام القليلة الماضية أثبتت أن هناك عدوا آخر أكثر خطورة عليها من إسرائيل،

خمسة وثلاثين عاما تقريبا مضت على اتفاقية السلام وإسرائيل ملتزمة بها ولم يحدث أن قتلت جنودا مصريين أو اقتحمت منشآت عسكرية أو زرعت ألغاما للجنود المصريين أو قامت بخطفهم وتعذيبهم وإكراههم على إهانة وسب الجيش المصرى كما أنها لم تقم بقتل مواطنيها واتهام جيشنا فى ذلك أو استخدام صور أطفال قتلى فى سوريا لتشويه الجيش المصرى، إذن العدو الأول والأخطر لمصر اليوم ليست إسرائيل بل بشر من جلدتنا ويتحدثون لغتنا ويعتنقون ديننا ويعيشون بيننا ويقتلون أبناءنا كل يوم بلا رحمة، والله لن يفلحوا فيما يريدون لأن الله حافظ هذا البلد وهو أعلى وأعلم بأنهم منافقون وغير صادقين لأنه القائل فى كتابه الكريم »إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ« »النحل:128« فشروط المعيّة هنا التقوى والإحسان وهى لا تتوافر فى الإخوان، نحن نعلم جيدا خطورة الحرب التى تخوضها القوات المسلحة الباسلة فى هذا الشهر الكريم ضد هؤلاء الإرهابيين الذين يقتلون المسلمين وهم صائمون، هى حرب على الإرهاب خاضتها مصر من قبل فى ثمانينيات القرن الماضى فى الصعيد ونجح رجال الشرطة فى القضاء عليه، واليوم يحاول المتطرفون تكرار المشهد فى سيناء,ولكن الأمر مختلف لأنهم فى الماضى كانوا فى الظلام أما اليوم الكل يعرفهم ويعرف مَن ورائهم، فى الماضى كانت الشرطة وحدها فى الميدان أما اليوم فالجيش والشرطة معا، فى الماضى كان الشعب يتعاطف معهم ضد الأجهزة الأمنية أما اليوم فالشعب مع أجهزته الأمنية يثق فيها ويدعمها بل على استعداد لخوض المعركة معها لتطهير مصر من القتلة والمجرمين، مؤخرا فى جنازة الشهيد المقدم أحمد أبوالعينين رأيت بنفسى عشرات الآلاف من المواطنين معظمهم لا يعرفونه مشاركين فى تشييعه وسط هتافاتهم المنددة بهذه الجريمة البشعة وقد قاموا بطرد أنصار الإخوان واقتحام مقرهم فى قرية الشهيد البطل. الحرب على الإرهاب تتطلب عودة أمن الدولة وقانون الطوارئ.

إلى رجال القوات المسلحة الباسلة وإلى رجال الشرطة الأوفياء هى معركة وجود بين أن نكون بلدا قويا محترما ومتماسكا أو أن يأتى يومٌ يُقال فيه إنه كانت هناك دولة زمان اسمها مصر فتتها الإرهاب، وهذا لن يحدث إن شاء الله لأن المولى تبارك وتعالى حافظ هذا البلد بفضل جهودكم وحبكم لها ومهما حدث من خسائر فإنها سوف تكون قليلة جدا فى مقابل التخلص من هذا الورم الإخوانى الخبيث مع العلم بأن هذه المعركة كانت حتما سوف تحدث لأن الإخوان ما كانوا ليتركوا الحكم بسهولة ولو بعد 100سنة.

أناشد نفسى وكل المواطنين الشرفاء التعاون مع الجهات الأمنية فى الإبلاغ عن الجرائم والمشتبه فيهم وألا نتهاون فى شىء فتعاوننا مع الأمن ولو بمعلومة بسيطة قد يمنع وقوع جريمة كبيرة.

اللهم احفظ هذا البلد العظيم ووفق ولاة أمره ورجال أمنه ومواطنيه الشرفاء إلى ما فيه خيره، أما من يريد به سوءا اجعل تدبيره فى تدميره وكيده فى نحره يا رب العالمين اللهم آمين.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.