رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماكرون يتراجع عن رفع ضريبة الوقود

ماكرون
ماكرون

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الثلاثاء، تعليق الزيادات المرتقبة في ضرائب الوقود لمدة ستة أشهر على الأقل؛ استجابة لاحتجاجات استمرت أسابيع وشابها العنف في بعض الأحيان، وذلك في أول تراجع كبير لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بعد 18 شهرا على توليه السلطة.

وقال فيليب في كلمة ألقاها لإعلان القرار إن من لا يسمع أو يرى الغضب في الشوارع بشأن سياسة وصفها ماكرون بأنها ضرورية لمكافحة التغير المناخي "إما أصم أو كفيف"

أضاف في الكلمة التي بثها التلفزيون: "الفرنسيون الذين ارتدوا السترات الصفراء يريدون خفض الضرائب وأن يكون العمل مجديا، هذا ما نريده نحن كذلك. إذا لم أتمكن من شرحه، إذا لم تتمكن الأغلبية
الحاكمة من إقناع الفرنسيين فإن شيئا يتعين أن يتغير... لا توجد ضريبة تستحق تعريض وحدة الشعب للخطر".

وإلى جانب تعليق زيادة الضريبة، التي كان من المقرر سريانها في يناير، لمدة ستة أشهر قال فيليب إنه سيجري استغلال هذه الفترة لمناقشة إجراءات أخرى لمساعدة الطبقة العاملة الفقيرة التي تعتمد على المركبات للذهاب إلى العمل والمتاجر.

وسبق أن لمح مسؤولون إلى زيادات محتملة في الحد الأدنى للأجور لكن فيليب لم يعلن أي التزام بهذا الشأن لكنه نبه المواطنين إلى أنه لا يمكنهم توقع خدمات عامة أفضل وخفض الضرائب في الوقت نفسه.

وقال "لو كان هناك أمر تعلمناه من الأحداث الأخيرة فهو أن الفرنسيين لا يريدون زيادة في الضرائب أو ضرائب جديدة. وإذا تراجع تحصيل الضرائب فسيتراجع الإنفاق لأننا لا نريد أن نورث ديوننا لأحفادنا. وهذه الديون ثقيلة بالفعل".

وبدأت الحركة التي تحمل اسم "السترات الصفراء" يوم 17 نوفمبركمجموعة احتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي وركزت على التنديد بارتفاع كلفة المعيشة بسبب الضرائب التي فرضها ماكرون
على الوقود.

لكن على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية تحولت هذه الاحتجاجات إلى انتفاضة عامة أكبر ضد ماكرون في ظل انتقاد كثيرين الرئيس لتطبيق سياسات يرون أنها تميل لمصلحة الأثرياء ولا تفعل شيئا يذكر
لمساعدة الفقراء. وذهب بعض الجماعات إلى حد مطالبة ماكرون بالاستقالة.

وعلى الرغم من عدم وجود قائد واضح للحركة وعدم وضوح أهدافها في بعض الأحيان، فقد اجتذبت أناسا من كل الأعمار والطبقات ولعبت على وتر الاستياء من التوجه الذي يحاول ماكرون أن يأخذ البلد إليه.

وخلال اليومين الماضيين انضم سائقو سيارات الإسعاف والطلاب إلى الاحتجاجات بل ونظموا احتجاجات خاصة بهم وصعد الطلاب احتجاجاتهم اليوم مع ورود تقارير من مختلف أنحاء البلاد عن إضرام محتجين النيران في مبان واشتباكات عنيفة مع الشرطة.

وأبلغت السلطات المحلية رويترز بأن النيران أضرمت اليوم في جزء من مدرسة ثانوية في بلاناك قرب تولوز بجنوب غرب فرنسا ووقعت اشتباكات أيضا في ليون ومرسيليا وبوردو ومدينة أورليان
بينما أغلقت المدارس في كريتيل وفرساي قرب باريس.

وبعد ثلاثة أسابيع من تنامي الإحباط، لا توجد مؤشرات تذكر على أن تحرك فيليب سيهدئ من احتجاجات السترات الصفراء التي يحاول أصحابها الوصول إلى موقف موحد.

وقال المتحدث باسم الحركة بينجامين كوشي لتلفزيون (بي.إف.إم): "الفرنسيون لا يريدون الفتات، بل يريدون الخبز"، مضيفًا أن الحركة تريد إلغاء الضرائب.

وتحدث مشارك آخر في الحملة يدعى كريستوف شالينكون بصراحة أكبر وقال لرويترز "يعتقدون أننا حمقى".