رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أبوعلي": مقاطعة إسرائيل تشكل قوة ضاغطة لتحقيق السلام العادل

السفير سعيد ابو علي
السفير سعيد ابو علي

دعت جامعة الدول العربية إلى مقاطعة إسرائيل، مؤكدة أن المقاطعة التزام قومي عربي جماعي ووسيلة مشروعة من وسائل الدفاع الشرعي، كما أنها تنسجم مع أحكام القانون الدولي، وتشكل أيضًا قوة ضاغطة لتحقيق السلام العادل، ليتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها السفير سعيد أبوعلي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، أمام المؤتمر الـ92 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية للمقاطعة العربية لإسرائيل، بمشاركة وفود من الدول العربية وممثلين عن منظمة التعاون الإسلامي والذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وأكد السفير "أبوعلي" في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، على أهمية الاجتماع والذي يؤدي دورًا محوريًا كشكل من أشكال المقاومة السلمية للاحتلال الإسرائيلي، كما أنه يعقد في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، سواء مع استمرار انسداد آفاق السلام، أو تلك التي تشهدها الأرض الفلسطينية المحتلة، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني، والقمع المتواصل لمسيرات العودة السلميّة في قطاع غزّة المحاصر والذي ذهب ضحيته حتى الآن أكثر من 170 شهيدًا وأكثر من 9 آلاف جريح، بالإضافة إلى ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة بعد نقل السفارة الأمريكيّة من تهويد، والأرض الفلسطينية من استيطان محموم يتسارع بصورة غير مسبوقة بما يُقوض من احتمالات حل الدولتين.

ودعا "أبوعلي" إلى ضرورة اتخاذ موقفًا دوليًا حازمًا للتصدي لمخططات التهويد والاستيطان ولهذا التمادي الإسرائيلي في الاستهتار بإرادة المجتمع الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.

وقال "أبوعلي" إن مكاتب المقاطعة الإقليمية وضباطها يواصلون نشاطهم ودورهم المعهود في القيام بالمسئوليات والمهام الموكلة إليهم بحرص وعناية وخاصة في نطاق متابعة قرارات الدورة السابقة والمستجدات ذات الصلة بمبادئ وأحكام المقاطعة وآليات العمل المحددة وفي نفس الوقت الذي تتطور فيه حركة المقاطعة الدولية ويتسع نشاطها داعمًا للمقاطعة العربية، قائلا "لقد اتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدة إجراءات لمحاربة حركة المقاطعة الدولية (BDS) في محاولة لمضايقة ناشطيها في كل أنحاء العالم ووقف نشاطهم واتهامهم بمعاداة السامية، وكان آخرها قيام وزارة الشئون الاستراتيجية الإسرائيلية، بإنشاء شركة دولية باسم (مقلاع سليمان) بهدف الترويج للرواية الإسرائيلية في الخارج، ومواجهة النشاط الدولي لحركة (BDS).

وأضاف "أبوعلي" أنه بالرغم من كل هذه المعوقات إلا أن حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، تواصل صعودها وانتشارها، ويواصل مناصروها حول العالم دعمًا للقضية الفلسطينية العادلة، موضحًا أن العالم شهد حركة تضامن واسعة مع الشعب الفلسطيني، وموجة تأييد جديدة لحركة المقاطعة الدولية لإسرائيل (BDS)، خاصة على مستوى النقابات المهنية والاتحادات الطلابية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية والجامعات وغيرها.

وطالب "أبوعلي" الأمم المتحدة بالإعلان عن قائمة الشركات المتعاونة مع الاستيطان، موجهًا في الوقت ذاته التحية للمواقف الشعبية والرسمية الدولية التي تدعو إلى مقاطعة المؤسسات والشركات الداعمة للاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة تصويت مجلس الشيوخ الأيرلندي، لصالح مشروع قانون يعاقب كل من يستورد أو يساعد على استيراد أو يبيع بضائع أو يقدم خدمات للمستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يحمل هذا التصويت رسالة ذات بعد عالمي موجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي بأن عليه أن يحترم القوانين الدولية ذات الصلة المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك إعلان "مجلس الاشتراكيّة الدوليّة" والذي يضم 140 حزبًا اشتراكيًا حول العالم، عن تأييدهم لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها، بالإضافة إلى إعلان مجموعة من المدن الكبرى في إسبانيا خلال شهر يونيو 2018 عن دعمها القويّ لحقوق الشعب الفلسطيني، وإدانة القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى العديد من المجالس المحلية الإيطالية الكبرى التي تطالب الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي بوقف أو تعليق التجارة العسكرية مع إسرائيل، دعمًا للحقوق الفلسطينية واستجابةً لنداء حركة المقاطعة الدولية.

وجدد السفير "أبوعلي" التأكيد على الموقف العربي الثابت والدائم باعتبار القضية الفلسطينية، القضية المركزية للعرب جميعًا، مهما كانت التحديات والمخاطر، مؤكدا على جميع قرارات مجلس الجامعة العربية في دوراته المتعاقبة، التي أكدت على أهمية عمل أجهزة المقاطعة العربية والدور الفعال الذي يقوم به ضباط اتصال المقاطعة في الدول العربية، الذين واصلوا نشاطهم وجهدهم في متابعة تنفيذ مبادئ المقاطعة العربية.

ونوه "أبوعلي" بمواصلة جهاز المقاطعة بقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بتوجيه من الأمين العام، بذل الجهد لمتابعة النشاط بفعالية والرد على استفسارات الدول الأعضاء، ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة في هذا الشأن.

ويناقش الاجتماع على مدى ثلاثة أيام، عددًا من الموضوعات المتعلقة بمبادئ وأحكام المقاطعة العربية المقررة من خلال تطبيق الحظر وإدراج شركات علي لائحة المقاطعة وإنذار أو رفع شركات أخري من لائحة الحظر لاستجابتها لأحكام المقاطعة.

كما يتابع الاجتماع أعمال مكاتب المقاطعة الإقليمية بالدول العربية وتعزيز التنسيق والتعاون والتبادل فيما بينها، بالإضافة إلي مناقشة بند خاص بحركة المقاطعة الدولية لإسرائيل(BDS) من خلال رصد أنشطتها وإنجازاتها والتي تعبر عن تضامن شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.