رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تناولت الصحف الدولية قرار انسحاب قطر من "أوبك"

جريدة الدستور

باهتمام بالغ، تناولت الصحف الدولية تداعيات قرار قطر بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بداية من يناير المقبل، والتي تباينت فيما بين عدم تأثر المنظمة بالقرار القطري نظرًا لإنتاجها المحدود من النفط الخام، مقابل مخاوف من اتباع دول أخرى نفس المسار الذي سلكته قطر مما يهدد مستقبل المنظمة.

"سي. إن. بي. سي."
قالت شبكة "سي. إن. بي. سي." الأمريكية، إن قطر تعد واحدة من أصغر منتجي النفط في منظمة أوبك، خاصة عند مقارنتها بالمملكة العربية السعودية، إلا أنها في الوقت نفسه، واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم.

كما أشار التقرير الأمريكي، إلى أن القرار القطري الأخير يأتي في ظل استمرار المقاطعة العربية بين قطر من جهة، والمملكة العربية السعودية التي تعد هي الأخرى عضوًا في منظمة الأوبك بالإضافة إلى الإمارات والبحرين من جهة أخرى، وذلك منذ يونيو 2017.

وقالت "سي. إن. بي. سي."، إنه من المتوقع أن يكون الاجتماع المقبل لمجموعة الشرق الأوسط هو آخر اجتماع لقطر، وهي عضو رسمي في منظمة أوبك منذ عام 1961.

"الجارديان"
فيما قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن انسحاب قطر يأتي في الوقت الذي اكتسبت فيه دولًا أخرى غير أعضاء في أوبك مثل روسيا، نفوذًا أكبر في وضع سياسة نفطية، إلى جانب المملكة العربية السعودية.

وأشارت الصحيفة البريطاينة، إلى أن قطر تضخ نحو 600 ألف برميل يوميًا، في حين تنتج المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر في العالم، 11 مليون برميل.

من جانبه، قال نعيم أسلم، كبير محللي السوق لدى معهد "ثينك ماركتس"، إن مغادرة قطر لمنظمة الأوبك ليست أخبارًا رائعة لسوق النفط، مشيرًا إلى أن المشاركين في السوق لم يستوعبوا التأثير الكامل لهذا القرار الذي قد يؤدي إلى عدم استقرار أكبر بين العلاقة القطرية والسعودية.

وأضاف أسلم، وفقًا للصحيفة البريطانية: "في الواقع، لن نفاجأ إذا بدأت دول أخرى في اتباع نفس المسار، ومن ثم لن يصبح لدينا سيطرة على العرض أو الطلب، لأن كل بلد على حدة يمكنها أن تفعل ما يحلو لها".

وتابع: "في الوقت الراهن، هناك تفاؤل بأن المملكة العربية السعودية وروسيا ملتزمان بالاحتفاظ بالإمدادات تحت السيطرة، وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار النفط، خاصة أن أكبر مقاطعة منتجة للنفط في كندا تعمل على كبح الإنتاج".

"سي. إن. إن."
وقالت شبكة "سي. إن. إن." الأمريكية، إن قطر ستكون أول دولة في الشرق الأوسط تعلن انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك"، والتي تتعامل فقط مع النفط الخام، بينما تعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تمثل حوالي 30٪ من الطلب العالمي.

وأضافت الشبكة الأمريكية في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، إن مساهمة قطر كانت هامشية بالمقارنة مع بعض أكبر منتجي المنظمة مثل المملكة العربية السعودية والعراق، حيث تضخ قطر نحو 600 ألف برميل يوميًا من إجمالي نحو 25 مليون برميل يوميًا من جميع أعضاء أوبك.

من جانبه، قال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة "قمر" للطاقة، وهي شركة استشارية مقرها في دبي: "قطر هي منتج صغير إلى حد ما، ولم تكن تحقق الكثير، لذا فهي ليست مهمة في حد ذاتها، لكنها خيبة أمل لمنظمة الأوبك لأنهم كانوا يحاولون جذب الأعضاء".

وأشار التقرير الأمريكي، إلى أن "الأوبك" توسعت في أفريقيا، حيث انضمت غينيا الاستوائية والكونغو في الآونة الأخيرة، وأضاف ميلز، أنه إذا تم إضافة إنتاج هذه الدول، فإن الإنتاج يساوي نسبة قطر.

ويقوم أعضاء الأوبك بشكل جماعي بتزويد حوالي 44٪ من النفط الخام العالمي، إذ تهدف المنظمة إلى مراقبة السوق واتخاذ قرار برفع أو خفض إنتاج النفط من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار والعرض.

"إيه بي سي نيوز"
بينما علقت شبكة "إيه. بي. سي. نيوز" الأمريكية، قائلة إن قطر تنتج فقط نحو 600 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، مما يجعلها في المركز الـ11 بين أكبر منتج في منظمة أوبك، لافتة إلى أن خسارة الإنتاج القطري الذي يقل عن 2 في المائة من الإمدادات الإجمالية لمنظمة أوبك في اليوم، لن تؤثر بشكل كبير على وضع المنظمة في السوق.

وقال أنس الحاجي، المحلل النفطي، إن قرار قطر ليس له أي تأثير على السوق في كلتا الحالتين سواء كانت في المنظمة أو خارجها.

وأضاف الحاجي: "التكلفة بالنسبة لهم أعلى من الفائدة، وبالتالي فإن الأمر يأتي مثل إغلاق أي شركة خاسرة.".، وتعتبر قطر أول دولة خارج الأعضاء المؤسسيين للمنظمة الذين انضموا إلى صفوفها في عام 1961.

وإلى جانب قطر، تضم "أوبك" 15 عضوًا، بما في ذلك الجزائر، أنجولا، الكونغو، الإكوادور، غينيا الاستوائية، الجابون، إيران، العراق، الكويت، ليبيا، نيجيريا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وفنزويلا.

ونوهت "إيه. بي. سي. نيوز"، إلى أن دول في الأوبك مثل الإكوادور، الجابون، وإندونيسيا، إما أنها سحبت أو علقت عضويتها في الماضي، ولكنها عادت للانضمام، وبالتالي يمكن لقطر أن تفعل الشيء نفسه.

وأشار التقرير الأمريكي إلى تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، الذي قال في نوفمبر الماضي، إن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والدول الحليفة للنفط، ستحتاج على الأرجح إلى خفض إمدادات الخام، ربما بما يصل إلى مليون برميل من النفط يوميًا، لإعادة التوازن إلى السوق.

"بي. بي. سي."
من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي."، إن انسحاب قطر من منظمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك" قد لا يكون له أي تأثير دائم على سعر النفط لأنها منتج صغير نسبيًا، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تخفض أوبك إمدادات النفط في اجتماع هذا الأسبوع.

وأضافت في تقرير لها اليوم الإثنين، على موقعها الإلكتروني، أن الأسواق تتطلع إلى اجتماع المنظمة هذا الأسبوع عن كثب للوصول إلى أي اتفاق على خفض الإنتاج بعد انخفاض أسعار النفط بشكل حاد في نوفمبر الماضي.

ووفقًا للتقريرالبريطاني، فمن المتوقع أن يكون هناك اتفاق على الإنتاج بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية الأسبوع إنه وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتفقا على تمديد اتفاقهما للحد من الإنتاج، مشيرة إلى أن روسيا ليست عضوًا في الأوبك لكنها أكبر منتج للنفط خارج المجموعة.

وأعلنت قطر صباح اليوم الإثنين، انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وذلك اعتبارًا من الأول من يناير 2019، لتصبح بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تقرر الانسحاب من المنظمة.

وقال وزير قطر لشؤون الطاقة سعد الكعبي، في مؤتمر صحفي بالدوحة، إنه تم إبلاغ المنظمة بالقرار قبل المؤتمر، مشيرًا إلى أن القرار يعكس رغبة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخرًا لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال.

واعتبر الكعبي أن تأثير قطر على قرارات إنتاج نفط في أوبك محدود، مؤكدًا أن قرار الانسحاب لم يكن سهلا، خاصة أنها ظلت عضوًا في المنظمة طوال 57 عامًا منذ عام 1961.

وشدد الوزير القطري على أن انسحاب قطر من المنظمة يرجع لأسباب فنية واستراتيجية، وليس لأسباب سياسية على حد قوله، كما شدد على أن الدوحة ستواصل الالتزام بجميع التعهدات مثل أي دولة خارج أوبك.

ونوه سعد الكعبي، إلى أن قطر ستحضر الاجتماع المقبل لمنظمة "أوبك" المقرر عقده في وقت لاحق هذا الشهر باعتباره آخر اجتماع ستحضره كعضو في المنظمة.

وحول توقعاته لتداعيات قرار قطر بالخروج من منظمة أوبك، أوضح الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، أن إنتاج دولة قطر من النفط ليس ضخمًا وبالتالي فإن سوق النفط لن يتأثر بهذا القرار.

وبشأن خطط قطر للتوسع في إنتاج الغاز الطبيعي المسال الحالي من نحو 77 مليون طن إلى 110 ملايين طن خلال السنوات المقبلة، أفاد الكعبي بأن قطر للبترول عملت على تطوير وزيادة إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال، حيث أعلنت عن استراتيجيتها لرفع طاقتها الإنتاجية من 4.8 مليون برميل مكافئ يوميًا إلى 6.5 مليون برميل مكافئ يوميًا خلال العقد القادم.

وفي مجال الاستثمارات أيضا، أوضح أن قطر للبترول تدرس الدخول في شراكات لإنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن قطر للبترول قد تصبح أحد مصدري الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة عبر مشروعها محطة جولدن باس للغاز الطبيعي المسال.