رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف استغل الرئيس الأمريكى احتجاجات فرنسا لصالحه؟

الرئيس دونالد ترامب
الرئيس دونالد ترامب

شكا الرئيس دونالد ترامب من أن المتظاهرين الفرنسيين الذين يشنون أعمال شغب بسبب تدهور الاقتصاد لا يأخذون في الحسبان مدى سوء معاملة الولايات المتحدة من قبل الاتحاد الأوروبي.

"وقال على حسابه الرسمي في تويتر "إن الاحتجاجات الفرنسية العنيفة والواسعة لا تأخذ في الاعتبار مدى سوء معاملة الولايات المتحدة سوء المعاملة التجارية التي تتلقاها من الاتحاد الأوروبي أو حول ما نستحقه من نفقاتنا العادلة والمنطقية لضمان حمايتنا العسكرية، علينا معالجة هذين الأمرين قريبا".

وضغط "ترامب" مرارا وتكرارا على الدول الأوروبية، الأعضاء في حلف الناتو للمساهمة بمزيد من الأموال في الإنفاق على الدفاع.

كما اشتكى من الممارسات التجارية للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة وهي التي بالكاد تجنب حربا تجارية هذا الصيف مع الكتلة الأوروبية، حيث وقع اتفاقا مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جنكر لتخفيف حدة التوتر وتجنب حرب شاملة مع أوروبا.

لكن شكاواه بشأن المعاملة الأمريكية تأتي في الوقت الذي تحترق فيه باريس الآلاف من مثيري الشغب الذين يحتجون على تراجع الاقتصاد الفرنسي، الذي يتخلف عن جيرانه الأوروبيين.

ويطالب المحتجون الذين يطلق عليهم اسم المتظاهرين ذوي الياقات الصفراء، والتي أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى سترات النيون الساطعة التي يرتديها سائقي السيارات خلال حالات الطوارئ على جانب الطريق، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتراجع عن رفع الضرائب المفروضة على البنزين.

وتقوم الحركة الشعبية بحملة ضد ما يعتقد أنه انخفاض عام في مستويات المعيشة في جميع أنحاء البلاد، والقرار الأخير برفع أسعار الوقود، والوثيقة الأوسع نطاقا لسياسات ماكرون الاقتصادية، وكراهية للرئيس الذي تبلغ نسبة تأييده نحو 26 %.

وانتخب المصرفي الاستثماري السابق، ماكرون، على سبيل التعهد بتقديم المزيد من الأموال في جيوب العاملين، لكن تأثيرات إصلاحاته المؤيدة للأعمال والبطالة والقوة الشرائية كانت محدودة حتى الآن.

كثير من المحتجين "ذوي السترات الصفراء" ذوي الدخل المنخفض غالبا ما يشعرون بالغضب بسبب قراره رفع ضرائب مكافحة التلوث على الديزل، مع إلغاء ضريبة الثروة على الأغنياء.

وكان حوالي 8000 متظاهر قد تجمعوا في الشانزليزيه في باريس حسب ما نقلته رويترز، وهناك احتجاجات إضافية تجرى في أنحاء فرنسا، وسمعوا ينادون باستقالة ماكرون.

وتحت حكم "ماكرون"، تراجعت معدلات البطالة قليلا لكنها بقيت عند 9.1%، أي ضعف النسبة في ألمانيا وبريطانيا المجاورتين، وفقا لما ذكرته بلومبرج نيوز.

وشوهدت أعمدة ضخمة من الدخان في الشوارع الأكثر شهرة، حيث قام المحتجون بحرق ألواح كبيرة من الخشب الرقائقي والكراسي وغيرها من المواد في مظاهرات ضد ارتفاعات الوقود المخطط لها.

كما استخدمت شرطة مكافحة الشغب مدفع المياه وجولات الغاز المسيل للدموع ضد آلاف المتظاهرين الفرنسيين للوقود حيث تم اختزال الشانزليزيه إلى ساحة معركة.