آخر رسالة كتبها العميد ساطع النعمانى قبل يوم من وفاته
توفى، اليوم الأربعاء، العميد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق، بعد خضوعه لعدة عمليات جراحية داخل مستشفى سانت ماري بلندن.
وقبل وفاته، كتب "النعماني" أمس، على حسابه بـ"فيسبوك"، رسالة حملت كل ما في قلبه، وكأنه شعر بأن الموت يحوم حوله.
وقال النعماني في رسالته: "السيد الفريق أول وزير دفاع مصرنا الحبيبة.. تحية طيبة وبعد.. نصت الأعراف والمواثيق الدولية على حماية حق المكفوفين ومتحدى الإعاقة والأقزام في الحياة والأمن أثناء قيامهم بأعمالهم أو وجودهم في حياتهم الخاصة، وذلك لاعتبارات حساسيتهم من كل مشكلة، وذلك لحساسيتهم تجاه إعاقتهم وما قد تسببه من مشاكل لهم".
وأضاف: "ارتادت مصر هذا المجال، وذلك لما تملكه من أسرار حضارة عاشت ملايين السنين، بل إن رئيسها وابنها البطل سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي قرر تخصيص عام ٢٠١٨ عاما لمتحدي الإعاقة، ووجه بتوحيد كل قوي الحكومة في سبيل إنجاح فعاليات هذا المطلب الحضاري الذي تقاس به نهضة الأمة وحضارتها".
وتابع "النعماني" رسالته، قائلًا: "تخوض القوات المسلحة المصرية الباسلة، التي تعتبر معجزة من معجزات المصريين فى العصر الحديث، بكل بسالة حربا ضروسا بالنيابة عن العالم بأسره، وتحقق نجاحات يشهد العالم بها، وتقود ببراعة جهودا مخلصة في بناء وتشييد العديد من المشروعات العملاقة التي تشهد على حضارة هذا البلد.. وإيمانا منها بضرورة تكريم أبطال مصر من القوات المسلحة والشرطة الذين أفنوا حياتهم وأعيقت أطرافهم وأعينهم من أجل هذا الوطن، استقبلت هؤلاء الأبطال بمستشفياتها وأنديتها ودورها، مؤمنة بأن قيمة مصر الحضارية وعزتها إنما تعتمد علي قدر ما تقدمه من الرعاية والاهتمام بهؤلاء الأبطال الحقيقيين".
وواصل: "سيدي القائد العام؛ أنا ضابط شرطة مصري أفنيت حياتي في خدمة هذا البلد، وعندما طلب مني التضحية لأهل بلدي قدمتها طواعية، فلم أتردد ولم أخف، فقدمت لبلدي عينين حتي يعيش أبناء هذا الوطن فى نور الحق والخير والأمان، ولم تهملني قواتنا المسلحة العظيمة كعادتها دائما، فقامت بتذليل كل الصعاب التي قابلتني في الخارج أثناء رحلة علاجي.. وعقب إجرائى إحدى العمليات الجراحية الدقيقة في عيني أخطأ طبيب التخدير أثناء عملية الإفاقة، وترتب على ذلك أن قمت أثناء نومي أصرخ بهستيريا أكثر من مرة".
واستكمل "النعماني" رسالته، قائلًا: "هذا وقد قام أخي ومرافقي بالسيطرة علي هذا الوضع، وذلك بتعليمات وتوجيهات من الطبيب المعالج.. وفي أثناء ذلك فوجئت باتصال تليفوني من مدير الفندق المقدم سامي قشطة، وقيامه بالصراخ في هستيريا وسؤالي عن المشاجرة الموجودة في غرفتي، ما جعلني لا أفهم منه شيئا، بسبب صراخه إلا أنني أصبت بجزع وخوف شديد.. وعند استغراقي في النوم وفي حوالي الثالثه صباحًا فوجئت بطرق شديد علي باب غرفتي لأكثر من عشر دقائق، حيث قمت من النوم مذعورًا ليفاجئني هذا المدير بالصراخ والصياح في وجهي متسائلاً عن وجود مشاجرة عنيفة في غرفتي، وعبثًا حاولت إقناعه بعدم وجود أية مشاجرات إلا أنه استمر في صياحه وصراخه بطريقة غير لائقة متجاوزًا وجوب احترام فارق الرتب وحالتي الصحية».
واختتم "النعماني" رسالته، قائلًا: «سيدي القائد.. إنني لم أسرد هذه اللحظات التي أثرت بالسلب في صحتي النفسيه لشيء، إلا أنني رغبت في توضيح أنه بالرغم من تجاوز هذا الضابط فإنه لن يسيء لقواتنا المسلحة العظيمة التي ستظل نبراسًا مضيئًا لحياة المصريين.. اللهم قدرني علي أحبائي أما أعدائى فأنا كفيل بهم».