رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

درع العرب.. ومنتدى العالم



مع انطلاق ثانى أيام منتدى شباب العالم، بدأت، يوم الأحد، مناورات التمرين المشترك «درع العرب ١» الذى تشارك فيه إلى جانب قواتنا المسلحة، القوات المسلحة السعودية والإماراتية والكويتية والبحرينية والأردنية، بالإضافة إلى مشاركة لبنان والمغرب بصفة مراقب.
المنتدى ينعقد فى شرم الشيخ، أحد أبرز المعالم السياحية فى العالم. وفعاليات التمرين تقام فى كبرى القواعد العسكرية بالمنطقة، قاعدة محمد نجيب، وميادين التدريب القتالى بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية ومناطق التدريبات الجوية والبحرية المشتركة بالبحر المتوسط. وكما تثبت مصر، بالمناورات، أنها «درع العرب» مع كونها قلب العروبة النابض، فإنها تؤكد بالمنتدى أنها حاضنة لكل شعوب العالم، وتعزز فكرة مشاركة الشباب بفاعلية، فى مناحى الحياة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، وتنسف أكذوبة «دولة العواجيز» التى يعاديها الشباب وتعاديهم. وكما يراقب الأعداء مناورات «درع العرب»، فإنهم يراقبون أيضًا ويتابعون، مع الأصدقاء، فعاليات منتدى شباب العالم، فى نسخته الثانية، بعد أن انتزعت نسخته الأولى مكانًا بارزًا على خريطة وأجندة الأنشطة الدولية.
من تلك الزاوية، يمكننا متابعة منتدى شباب العالم الذى يشارك فيه حوالى ٥٠٠٠ شاب يحملون ١٤٥ جنسية، مع رؤساء ومسئولين، عرب ودوليين. ومن الزاوية نفسها، يمكننا النظر إلى تدريب عربى مشترك خالص يجرى على أرض مصر، هدفه الأساسى والرئيسى تطوير العمل العربى المشترك فى ظل التحديات الحالية بالمنطقة، وتنمية وترسيخ أواصر التعاون العسكرى بين قواتنا المسلحة والقوات المسلحة للدول العربية الشقيقة. بالضبط، كما يبنى المنتدى جسور التواصل بين كل شباب العالم لتبادل الرؤى والأفكار، عبر نقاشات جادة وبناءة تتناول مختلف القضايا، السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
عبر القضايا والموضوعات التى يناقشها المنتدى، يطرح الشباب رؤاهم وأفكارهم ويتبادلون تجاربهم، ويخرجون بتوصيات ومبادرات فى حضور نُخبة رؤساء ومسئولين وشخصيات مؤثرة. وتمرين «درع العرب ١» يهدف إلى تنمية وتعزيز مجالات التعاون العسكرى بين قواتنا المسلحة، وقوات الدول الشقيقة وتوحيد المفاهيم العسكرية ورفع الجاهزية القتالية عبر عدد من المراحل أهمها مرحلة تدريب القوات التى تستمر لـ٩ أيام، وندوة كبار القادة التى تتضمن محاضرات يقدمها ضباط من الدول المشاركة، ثم مرحلة تنفيذ الأنشطة البحرية ومرحلة القضاء على بؤرة إرهابية ومرحلة التدريب التكتيكى بالذخيرة الحية و... و... وقفزة الصداقة. وقد تكون الإشارة مهمة إلى أن منطقة البحر المتوسط شهدت أكثر من تدريب مع عدد من الدول الصديقة لتأمين المصالح المشتركة ومكافحة الإرهاب والتسلل والهجرة غير الشرعية.
الشباب، شباب مصر، فى الحالتين هم الركيزة الأساسية، وهم الكتلة الحرجة التى تقود الدولة. الشباب هم ركيزة قواتنا المسلحة، جنودًا وضباطًا، لا يمر يوم دون أن يوجهوا صفعات قاسية لمن أرادوا تشكيك الشعب فى درعه وفى سيفه. كما يؤكدون قدرتهم على استخدام كل ما هو حديث وجديد من الأسلحة والمعدات ذات التكنولوجيا المتطورة. والشباب أيضًا، هم من قاموا بتخطيط وتنظيم وإدارة فعاليات منتدى شباب العالم الذى خرج بتلك الصورة، التى لا نبالغ لو وصفناها بأنها مبهرة، ولفتوا أنظار العالم إلى واحد من أبرز المعالم السياحية فى مصر، إلى مدينة شرم الشيخ، وأكدوا أن لدينا كوادر شابة فاعلة يمكنها أن تسهم فى عملية بناء المستقبل. وأن على هذه الأرض، أرض مصر، ما يستحق التباهى.
سقطت، إذن، أكذوبة «دولة العواجيز» التى لعب بها لاعبون محترفون أرادوا تلخيص «شباب مصر» فى فئات معينة، وحاولوا نزع الصفة، صفة شباب، عن «مجايليها» أو شركائها فى المرحلة العمرية. وهناك للأسف من وقعوا بحسن «أو بسوء» نيّة فى الـ«فخ» الذى نصبه هؤلاء المحترفون، ليقطعوا بأن الشباب، «كل الشباب»، فى عداء مع الدولة، وخرجوا من ذلك الفخ بتنظيرات وهمية طرحوا فيها أسباب ومبررات دفعت «الشباب»، بعقد الألف واللام، إلى ذلك العداء. ومع تلك التنظيرات انطلقوا فى ترديد «وصلات ردح» ضد الجيل الأكبر، وبعضهم تجاوز ووجه «شتائم» لا يمكن تكرارها، ولو على سبيل الاستشهاد!.
.. ولا يبقى غير أن ننتظر «يوم العيد»، يوم أن يتخلص العالم العربى من محيطه إلى خليجه من طاعون الإرهاب، ويوم انتهاء عملية «سيناء ٢٠١٨» بتحقيق أهدافها. ووقتها سنطالب، أهالى البحيرة وآخر الصعيد، وأهالى العريش الحرة وبورسعيد، والرياض وأبوظبى والكويت والمنامة وعمّان و... و.... بأن يهنئوا بعضهم بعضًا ويشاركونا، جمعنا السعيد.