رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهولوكوست الإخوانى الجديد


يكتب الإخوان المسلمون اليوم فصلاً جديداً فى كتاب الترويج لهولوكوست يقع عليهم كل عدة سنوات، ولكنهم لا يقولون الحقيقة عن السبب فيما يحدث لهم، لقد اصطدموا بكل السلطات، واليوم يصطدمون بالشعب، الشعب خرج عن بكرة أبيه لإبعادهم عن السلطة، السلطة

التى استخدموها لتقسيم الوطن والمواطن، فصار هناك مسلم وكافر، مؤمن ومنافق، وصار التكفيريون يعيثون فسادا بسيناء تحت حكمهم، من أجل ذلك أسقط الشعب الإخوان، ثم يحاولون الصدام مع الجيش وإشعال الحرب ضد الجيش واستيراد الأجانب للدفاع عن شرعيتهم، مثلما فعل الخديوى توفيق من قبل، وعندما يسقط لهم قتلى، قالوا محنة ومذابح جديدة يروجون لها فى كذب فاضح لأبسط قواعد الإيمان.

وهذا ما حدث من قبل، فبعد أن خرج الإخوان المسلمون من السجون فى منتصف السبعينيات، خرجت معهم كتب تروج للتعذيب الذى حدث لهم فى سجون الرئيس جمال عبد الناصر، بحيث يمكن القول إنهم روجوا لهولوكوست حدث لهم فى السجون الناصرية، كنا نقرأ بشغف كتاب مذابح الإخوان فى سجون عبد الناصر لجابر رزق وكتاب خلف البوابة السوداء لأحمد رائف، وهما الكتابان اللذان أخذهما الكثيرون دليلا على إدانة فترة الستينيات، وهى مقولة الرئيس المعزول محمد مرسى عن تلك الفترة.

كنا نقرأ كيف كان يُفرض على أفراد الجماعة تنظيف السلالم بألسنتهم، وكيف كان الونش يخلع أكتافهم، وكيف يغرقون الزنزانات بمياه المجارى ليمنعوا عنهم النوم، وكيف كان يترك السجانون الكلاب جوعانة لعدة أيام ثم يطلقوها على السجناء لتنهش أجسادهم، وكيف حضر الرئيس ناصر حفلات التعذيب، خاصة حفلة تعذيب السيدة زينب الغزالى، وأن الشيخ سيد قطب ناله من التعذيب ما تقشعر منه الأبدان، والحقيقة أن تلك الكتب روجت للطهارة الإخوانية وقدرتهم على التحمل، وأنهم تمكنوا من الصمود حتى خرجوا للنور، والحقيقة التى أدركناها مبكرا عندما نمت المدارك أن ما حدث للإخوان من تعذيب ليس بما وصفته كتبهم ومعهم كارهو التجربة الناصرية، حدث تعذيب بالفعل، ليس للإخوان فقط بل لكل التيارات التى عرفت السجون، ربما حدث تعذيب فى بدايات دخول السجن للحصول على الاعترافات ولو كانت ملفقة، ولكنه لم يصل لبشاعة الوصف الإخوانى، فكيف نصدق أن سيد قطب ألف كتابى «فى ظلال القرآن» و«معالم فى الطريق» وهو تحت التعذيب؟!، هذا من المستحيلات، لقد ظل سيد قطب طوال عشر سنوات من عام 1954 – 1964 فى مستشفى السجن وكتب ما كتب وهو فى ذاك المستشفى، أيضا لم يمت لهم أعداد ضخمة تحت التعذيب كما كذبوا، ولكنهم فى المقابل لم يدينوا من عذب السجناء من التيارات الأخرى فى سجون ناصر والسادات ومبارك، ذلك أنهم يعتبرون أنفسهم المؤمنين وغيرهم من الكافرين، تماما مثلما يحدث هذه الأيام العجاف، سحقا لتدين يعتبر الكذب حلالاً طالما أنه يخدم هدفهم، ولا يعتبرون بقول النبى «من كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

■ كاتب