رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نساء تحت رحمة الرجال.. قصص الاعتداء الجنسي بكوريا الشمالية

جريدة الدستور

العنف الجنسي هو حقيقة يومية للنساء في كوريا الشمالية، وفقا لتقرير جديد مزعج يشرح بالتفصيل ثقافة سوء المعاملة المتفشية في الديكتاتورية السرية.

ووفقا لتقرير مجلة "نيوزويك" الأمريكية بعنوان "نساء كوريا الشمالية يتحدثن عن الاعتداء الجنسي: تحت رحمة الرجال"، تألفت تحقيقات هيومن رايتس ووتش (HRW) من مقابلات مع 54 كوريا فروا من البلاد منذ عام 2011 عندما وصل الحاكم الحالي كيم جونغ أون إلى السلطة؛ وثمانية من المسئولين السابقين الذين انشقوا أيضا، استغرق الأمر عامين لتجميع قصصهم في تقرير مكون من 86 صفحة.

والمسئولون الحكوميون، وحراس السجون، والمحققون، والشرطة، والجنود مدرجون جميعا كمسيئين من قبل الشهود، سواء في الأماكن اليومية مثل الأسواق أو في الظروف القاسية في سجون البلد.

وترسم الشهادات صورة للإساءة الجنسية المؤسسية التي يرتكبها علنا من هم في السلطة ضد النساء اللائي يواجهن السجن أو التعذيب أو الموت إذا قاومن، وقال التقرير "عندما يختار حارس أو ضابط شرطة امرأة، ليس أمامها من خيار سوى الامتثال لأي مطالب يقدمها، حتى لو وصل ذلك لممارسة الجنس".

وقد أوضح كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، "من المحتمل أن تقول سيدة كورية شمالية "مي تو" (الحملة النسائية ضد التحرش الجنسي وكشف المتحرش) إذا اعتقدت أن هناك أي طريقة للحصول على العدالة، لكن أصواتهن يتم إسكاتها في ديكتاتورية كيم جونغ أون".

كوريا الشمالية هي واحدة من أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في العالم. ووثق تقرير من الأمم المتحدة صدر عام 2014 حالات "الإبادة والقتل والاسترقاق والتعذيب والسجن والاغتصاب والإجهاض القسري وغيره من أشكال العنف الجنسي والاضطهاد لأسباب سياسية ودينية وعنصرية ونوع الجنس، والنقل القسري للسكان، والاختفاء القسري من الأشخاص والعمل اللاإنساني المتعمد الذي يسبب تجويعًا ممتدًا".

على الرغم من صعوبة تحديد الأرقام الملموسة، تعتقد المنظمة أن هناك ما بين 80.000 و120.000 سجين سياسي محتجزين في معسكرات الاعتقال في جميع أنحاء البلاد، هناك وفي أماكن أخرى، يعمل أولئك الذين في السلطة بمنأى عن العقاب.

النساء عرضة بشكل خاص لسوء استخدام السلطة، لأن غالبية من يشغلن مناصب السلطة هم رجال، في الأسواق السوداء في البلاد - مصادر الدخل الحيوية للعديد من الأسر - يعتبر العنف الجنسي هو القاعدة، وفقا لأحد المتعاملين السابقين.

أخبرت "أو جونغ هي" منظمة هيومن رايتس ووتش أن حراس السوق والشرطة "اعتبرونا ألعابا جنسية"، مضيفة: "يحدث ذلك في كثير من الأحيان لا يعتقد أحد أنه يمثل إساءة كبيرة، إن تطبيع هذا العنف يعني أن آثاره قد لا تكون محسوسة حتى وقت لاحق، نحن لا ندرك حتى عندما نكون مستاءين، لكننا بشر، ونشعر به، لذلك في بعض الأحيان، من لا شيء أنت تبكي في الليل ولا تعرف السبب ".

وقد أبلغت 21 تاجرة هيومن رايتس ووتش بأنهن تعرضن للعنف الجنسي والاعتداء الجنسي غير المرغوب فيه من قبل المسئولين الحكوميين أثناء عملهن.

وقالت هيومن رايتس ووتش؛ إن معاملة التحرش الجنسي على أنه أمر طبيعي مقترنا بالفساد والخوف يعني أن قلة من النساء يمكنهن الإبلاغ عن مثل هذه الانتهاكات.

السجناء أكثر عجزا في مواجهة السلطة الحكومية. قالت بعض النساء إنهن تعرضن للاعتداء الجنسي بعد محاولتهن العبور إلى الصين بطريقة غير شرعية، سواء للبحث عن عمل أو للهروب من الشمال بشكل كامل.

أبلغت ثماني سجينات سابقات لـ"هيومن رايتس ووتش" أنهن تعرضن "لسوء المعاملة الجنسية واللفظية والجسدية" التي يرتكبها موظفو الحكومة، وهو ما يناقض ادعاءات كوريا الشمالية لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن الاغتصاب يكاد يكون غير موجود في البلاد.

وقال البيان الصحفي المصاحب لتقرير هيومن رايتس ووتش: "إن الحكومة تقاعست عن التحقيق في الشكاوى أو مقاضاتها، أو لتوفير الحماية والخدمات للضحايا، بل وتؤكد أن البلاد خالية من العنصرية أو العنف الجنسي."