رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"دولة الدراويش".. مريدو "الصوفية" يكشفون أسرارها

صورة من الحدث
صورة من الحدث

حالة من المحبة الجارفة، والأشواق الملتهبة، جذبتهم إلى أهل البيت، مما جعلهم متيمون، بالأولياء والصالحين، وأصبحوا يتقربون إلى الله، بتتبع خطوات علمائهم ومشايخهم من الصوفية، فأصبحوا بين عشية وضحاها دراويشًا فى حضرة الأقطاب، يلتمسون الطريق إلى الله عزوجل، من خلال الجلوس فى حضرة الشيوخ، وإتباع ما يأمرون به، وما ينهون عنه.

فى حضرة " شيخ العرب " أحمد البدوى، إلتقت "الدستور" بمريدين من كافة محافظات مصر، ليتحدثوا إ للمرة الأولى، عن أسرارهم الخاصة مع شيوخ وأقطاب الصوفية، والتى جذبتهم بقوة إلى حضرات الذكر، وجعلتهم متيمون غارقون فى أنوار العشق الألهى، يطوفون شرقا وغربًا جنوبا وشمالًا من أجل الحصول على البركة وإلتقاط كرامة يتغنون بها ليل نهار عن شيوخهم وأقطابهم.


قال على أحمد درويش أحد أتباع الطريقة البيومية، إن حياة الصوفية، مليئة بالاسرار والعجائب والكرامات، ويدخل الناس للتصوف، لأنهم وجدوا الإسلام الحقيقى بين أهله، غير راغبين فى الدنيا أو ملذاتها، حيث تأتى راكعة لهم.

وأوضح أن أقطاب الصوفية، لديهم كثير من الكرامات التى حيرت العقول وأربكت القلوب، وجعلت الناس تنجذب إليهم، ومنهم مولانا أحمد البدوى،الذى أخبرنا عنه مشايخنا أنه صاحب كرامات، لاينبغى ذكرها لأحد إلا اذا كان صوفيًا ذاق حلاوة الإيمان، وتدرج فى مراتب أهل الطريق، لأن غير صوفى إذا سمع كرامات "البدوى" سيذهل ومن الممكن أن يجن.

وتابع " درويش" أن سر إنضمامه للطريقة السمانية، هى المحبة والكرامات التى يمتلكها شيوخ الطريقة،
ويكفى أن أقطاب الصوفية وشيوخهم من آل بيت النبى، كما أنهم هم العارفين بالله تعالى،ولذلك هم يملكون الصفات الخاصة للمولى عزوجل، ويعشقون النبى والصحابة، وينتهجون نهجهم، والتصوف قبل أى شىء، هو أخلاق، وهو نهج النبى والصحابة رضوان الله عليهم، حيث أن فى عهد النبى كان يوجد جماعة من المسلمين يطلق عليهم أهل الصفة،يذكرون الله داخل المسجد وكان يجلس معهم النبى وبعض صحابته، وهؤلاء هم الصوفية الذين نتبعهم نحن الأن.

وردًا على الهجوم الدائم من التيارات السلفية، قال إن المتشددين من السلفية لايعرفون الدين على حقيقته، خاصة أنهم يحرمون زيارة الأولياء والصالحين، رغم أن النبى صلوات الله عليهم وسلم، أوصى بزيارة الأموات، لأخذ العبرة، وهذا أمر من السنة، حيث يحدث نوع من الخوف والعظة عند المسلم، ولكن التحريم الدائم من السلفية لزيارة الصالحين، يؤكد أن هؤلاء أعداء للنبى والصحابة وأولياء الله الصالحين، فالسلفيون يكذبون على أقطاب الصوفية الاربعة، ويكذبون على الصحابة أيضا من أجل الترويج لبضاعتهم المزيفة، واذا كان السلفيون يحرمون الإستغاثة بالاولياء والإلتجاء إليهم فى المصائب، نقول لهم أن الصحابة إستغاثوا بسيدنا العباس عم النبى صلى الله عليهم وسلم، عندما توقف المطر وقالوا "اللهم أنا نستغيث بالعباس أن تنزل المطر وبالفعل نزل المطر، وهذا يدل أن الإستغاثة بالصاحين واجبة ومطلوبة.

وقال على اسماعيل أبو دنيا أحد أتباع الطريقة الخلوتية، إن سر زيارته للقطب الصوفى أحمد البدوى، هو المحبة التى يمتلكها فى قلبه للصالحين، وليس "البدوى" فقط، مشيرا إلى أنه وعائلته يأتون إلى مقامات الصالحين منذ زمن بعيد،خاصة السيدة زينب، وسيدنا الحسين، وسيدنا على زين العابدين"،وهذا يدل على الغريزة السليمة التى يمتلكها المسلم المعتدل، لكن المتطرفين لايمتلكون هذه الغريزة.

وأوضح أن سر إنضمامه للطريقة هى الأنوار الإسلامية الحقيقية التى شهدها فى حضرات الصوفية، والتى جعلته يفرق بين أهل الحق والضلال على حسب وصفه، مشيرًا إلى أن التصوف هو سلوكًا ونهج وأخلاق، ومن زاد عنك فى الخلق فقد زاد عنك فى التصوف، ومن لايتسمك بكتاب الله، فهو ليس بصوفى، بل هو مندس ومبتدع، وأهل التصوف يوجد لديهم خوف وحياء من الله عزوجل.

وأوضح " أبودنيا" أن مريدى الطرق الصوفية يعرفون كرامات وبركات الشيوخ، ما جعلهم يأتون على أقدامهم ليقبلوا يد الشيوخ ويأخذون العهد منهم، ويسيرون فى رحابهم، وينهلون من علومهم ومعارفهم.

وقال عبدالمنعم سالم عبدالقادر، من محافظة الشرقية، إنه أنضم للطريقة الهراوية، منذ 30 عاما، وبايع شيخ الطريقة، بعد أن حدثت كرامة من الشيخ، حيث رأه فى منامه، وأتى إليه بكوب من اللبن، ثم وجد الشيخ بعد ذلك فى احد المساجد وسط مريديه، فذهب إليه وأخذ العهد علي يديه، وهذا يؤكد أن شيوخ الطرق لهم كرامات، ولاينضم لهم إلا من يريدوه هم، فالأمر ليس سهلا، على حد وصفه.

وتابع أن الطريقة الهراوية، تلزم أتباعها بأوراد وأذكار، بالاضافة إلى الصلاة وأتباع السنة المحمدية، والبعد عن كل مايشوه صورة المسلم، حتى تظل صورته نقية كالثوب الأبيض،كما أن أتباع الطريقة زاهدون فى حب الله، والسر فى الدخول فى الطريقة، هو ترك المعاصى والذنوب والسير مع أهل الله الصالحين الزاهدين الباعدين كل البعد عن شهوات الدنيا.

وأشار إلى أن سر أتباعه للصوفية، هو أختلافهم عن كافة التيارات الأخرى التى تسعى للدنيا وملذاتها، قائلا: طريق الصوفية كله زهد، وإخلاص لله عزوجل،وشيوخنا علمونا أن لاينفعنا سوى الله، والمداومة على الأذكار صباحا ومساءًا تنجى المسلم، من نار جهنم يوم القيامة، وعلمونا أن الله عزوجل فوق كل شىء، خلق البحار والأنهار، والأرض والجبال، وخلق الملائكة والجنة عظيمة يوجد فيها النبى وأصحابة، ومن يريد الذهاب اليهم يسير على خطاهم ويترك شيطانه، ومن يريد الأخرة عليه الإنضام للصوفية، فهم أهل بركة ومحبة.

وأوضح " سالم" أن الصوفية لايسعون لمنصب أو مركز أو جاه، فهم لايرجون إلا رحمة الله، وهم يسعون دائما الى الأخرة وتوحيد الله وعظمة الله، والجميع يدعى أنه باب الله،ولكن الله سيحكم بيننا وبين الأخرين من الإخوان والسلفيين، يوم القيامة، والله لايغفل ولاينام، ويعرف من هم أهل الدنيا ومن هم أهل الأخرة، والصوفية أهل صلاة وتقوى وإيمان ولايريدون الدنيا، مهما حدث، فالصوفية طلقوا الدنيا، وأرادوا الأخرة.

وأكد أن أقطاب الصوفية، كانوا يذكرون الله ليل نهار، حتى أحبهم الناس فى مشارق الأرض ومغاربها، وهذا هو السر الخاص بإتباع الناس لأقطاب الصوفية، كانوا مخلصين لله ولم يفعلوا شيئًا لأنفسهم، بل كل ما فعلوه كان من أجل الناس ومن أجل الفقراء والمساكين، وكانوا عابدين زاهدين، لم يسعوا وراء الدنيا.

وقال رمضان محمد حسن أحد أتباع الطريقة الجعفرية، من محافظة أسوان، إن هذا الأمر لم يكن بيده بل كان إراده إلهية، مشيرًا إلى أن المسلم لايختار طريقة ينضم اليها، بل الأختيار يكون من الله وحده، والطرق الصوفية، أهل فضل وبركان ونفحات وعطايا، وهى سفن النجاة التى تصل بالمسلم إلى أبواب الجنة، وشيوخها هم أحفاد النبى، وأتباعهم واجب.

وأوضح "حسن" أن شيوخ وأقطاب الصوفية الكبار، ينتمون لآل بيت النبى، حتى من لم يكن تابع للنبى صلبًا فهو تابع عهدًا، حيث قال النبى:" سلمان منا آل البيت"، وأقطاب الصوفية أمثال "السيد البدوى وأبوالحسن الشاذلى وعبدالرحيم القنائى"، ينتسبون لآل البيت، وإذا كان قد سلك آل البيت التصوف منهجًا، فيجب علينا نحن أيضا كذلك، وهذا يدل على أن هناك أسرار عند الصوفية لاتوجد لدى أحدًا أخر.

وتابع أن طريق الصوفية، صعبا وكله أختبارات وإبتلاءات، وليس سهلًا على المسلم أن يكون صوفيا، لأن التصوف يشبه "الجنة" التى لايدخلها إلا الاخيار، ويبعد عنها الأشرار،

وكشف محمد على الدسوقى أحد أتباع الطريقة الشناوية، سبب أنضامه للصوفية، وهو الروحانيات والكرامات التى يتمتع بها أقطابها، إضافة إلى العلوم المختلفة التى ساد بها أهل التصوف العالم كله، فهناك العديد من شيوخ الصوفية، المعروفين بعلمهم أمثال الشيخ على جمعة شيخ الطريقة الصديقية، والدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور محمد أبوهاشم من شيوخ الطريقة الهاشمية، والدكتور محمد مهنا شيخ الطريقة المحمدية وغيرهم من الشيوخ والعلماء.

وتابع أن مريدى الصوفية، يسيرون وراء مشايخهم، لأنهم يعلمون جيدًا أن شيوخ الطرق مؤيدون من الله، عزوجل، ولديهم أسرار ومكاشفات خاصة بينهم وبين المولى، لا يعلمها إلا هم والمقربون منهم، ولذلك هناك محبة كبيرة من قبل المريدين لشيوخهم المؤيدين بأسرار المعية الألهية.