رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاديمية الأزهر.. سلاح المؤسسة لتدريب رجال الدعوة على القضايا الشائكة

فضيلة الدكتور أحمد
فضيلة الدكتور أحمد الطيب

تبدأ أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى عملها، اعتبارًا من يناير المقبل، وذلك بعد الانتهاء من تجهيز مقار الأكاديمية، وإعداد المناهج الخاصة بتأهيل وتدريب الأئمة، بحد أقصى منتصف ديسمبر المقبل، وفقا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أصدر قرارًا بإنشاء "أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى"، على أن يكون مقرها الرئيسي بالقاهرة، السابع من أكتوبر الجاري.

من جهته، قال الدكتور عبدالمقصود الباشا، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، إن مشروع أكاديمية الدعاة التي أنشأها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، يعتبر أكثر من رائع، والأزهر كما عهدناه دائمًا رائد التجديد الفقهي والفكري والثقافي والديني بصفة عامة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنه منذ أن نشأة الأزهر وهو رائد التجديد، ويسير مع ركب الحياة وتطورها، فعلماؤه الأجلاء لم يتوقفوا عند دراسة وتدريس مذهب معين، فدرّسوا ودرسوا المذاهب السنية كلها، والمذاهب الشيعية جميعها، والإباضية، بل إنه يمنح الدرجات العلمية الكبيرة في فقه هذه المذاهب ولم يتعصب طيلة حياته إلي مذهب واحد بل كان مذهبه الفكر الوسطي الذي يأخذ من كل مذهبٍ يدرسه ويدرسهِ حتي يفتح المجال أمام الجماهير المسلمة لترتقي بفكرها وثقافتها وتعلو بفقه دينها إلي الأعلى.

وأشار إلى أن هذه الخطوة المهمة وهي افتتاح الأكاديمية تتماشي تمامًا مع فكر الأزهر الشريف وعلمائه ومفكريه، إذ أن هذه الأكاديمية تعتبر بمثابة دراسات عليا شاملة سواء في الفقه بأنواعه، ولغة العرب بلهجاتها، والقرآن الكريم بقراءاته، فضلًا عن علم التوحيد والمنطق والفلسفة وغير ذلك من العلوم التي تجعل الداعية على اتصال دائم بالفكر المعاصر وإحتياجات المجتمعات الإسلامية.

ولفت "الباشا" بأن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر تستضيف باستمرار دعاة من مختلف أرجاء العالم الإسلامي في دورات أكاديمية متخصصة يدرس فيها أساتذة الدراسات العليا بالجامعة، وتقوم دول العالم بشرقه وغربه بإرسال بعض دعاتها لحضور هذه الدورات التي يتكفل الأزهر بكل ما يلزم هذه الدورات من توفير العلماء الأكفاء ليوقفهم علي مستجدات الحياة الاجتماعية.

وقال الدكتور محمد شرباني عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وكلية الجامعية الإسلامية بماليزيا، إن خطوة القرار بإنشاء أكاديمية لتأهيل وتدريب الدعاة تأتي إيمانًا من فضيلة الإمام الأكبر بأن رسالة الأزهر الشريف لا تقتصر على الدولة المصرية بل رسالته عالمية تخدم المسلمين في كل مكان، ورأيت هذا وأنا أقيم في دولة ماليزيا واقوم بالتدريس في جامعتها والدعوة في مساجدها.

وتابع: فهم يعتبرون الأزهر الكعبة العلمية والقبلة الثقافية، لأن المنهج الأزهري يمثل الوسطية والاعتدال في الدعوة والفتوى والفكر وفي معالجة المستجدات العالمية.

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور" أن هذا يتطلب التطوير والتجديد ومواكبة المستجدات العالمية والنوازل العصرية مما يحتاج إلى تأهيل وتدريب الشيخ والداعية الأزهري بما يناسب التطورات والتقنيات الحديثة في العالم حتى يكون قادرًا على أداء رسالة الدعوة والإمامة والفتوى بالمنهج الاسلامي الوسطي المعتدل وبما يحقق آمال المسلمين في كل بقاع الأرض.

وثمن الدكتور سامي عوض العسالة مدير التفتيش الديني السابق بوزارة الأوقاف، جهود فضيلة الإمام الأكبر في حرصه على تأهيل وتدريب الأئمة والوعاظ وأمناء الفتوى وتعتبر خطوة متميزة.

وأضاف سامي في تصريحات لـ"الدستور" أنه لا شك أن التقاء الدعاة بالأساتذة والعلماء الكبار سيكسبهم خبرة هؤلاء العلماء، الذين سيحرصون على منح الدعاة خبراتهم في مجال الدعوة والإفتاء، ونحن كنا في حاجة لمثل هذا التعاون المشرك بين الأزهر والأوقاف والإفتاء، حتى يستفيد الجميع من الخبرات المتبادلة.

وتابع: وحتى يتم تخريج عالم وفقيه بعيد عن الشطحات العلمية والفقهية، وما يسمى بفوضى الفتاوى الذي نعاني منه، وأرى أن مثل هذه التدريبات سوف تقضي على هذه الفوضى.

يذكر أن أكاديمية الأزهر تبدأ عملها اعتبارا من يناير المقبل، وذلك بعد الانتهاء من تجهيز مقار الأكاديمية، وإعداد المناهج الخاصة بتأهيل وتدريب الأئمة، بحد أقصى منتصف ديسمبر المقبل.

وتمارس الأكاديمية عملها بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء والجهات المعنية بهذا الشأن، وسوف يعقد فضيلة الإمام الأكبر اجتماعا تنسيقيا بين هذه الجهات خلال الأيام القادمة للاتفاق علي نظام العمل بالأكاديمية ودور كل جهة منها.

تهدف أكاديمية الأزهر إلى تأهيل وتدريب العاملين في مجالات الوعظ، والإمامة والخطابة، والدعوة، وأمانة الفتوى، من خريجي الكليات الشرعية والعربية بالأزهر الشريف، فيما نص قرار فضيلة شيخ الأزهر على تشكيل لجنة متخصصة لوضع المناهج والبرامج التدريبية الخاصة بالأكاديمية، على أن تنتهي من عملها خلال شهرين على الأكثر.

وتشمل الأكاديمية قسمين: الأول تأهيلي وهو مخصص لحديثي التخرج الراغبين في الالتحاق بالعمل الدعوى، وذلك بهدف تكوين عقول قادرة على مسايرة تطورات الأحداث والمجتمعات وإتقان التعامل معها بالوسائل والتقنيات الحديثة، وتزويدهم بما يحتاجه الداعية الأزهري صاحب المنهج الوسطى المعتدل.

أما القسم الثاني من الأكاديمية فهو يختص بتدريب العاملين في المجال الدعوى من الوعاظ والأئمة والدعاة وباحثي الفتوى وأمنائها، وذلك لتوعيتهم بالسياقات المختلفة المحيطة بالمهام الدعوية وفقه الواقع، وتنمية الجانب العلمي والخلقي لديهم، بما يمكنهم من أداء المهام الموكولة إليهم.

تخضع الأكاديمية من الناحية العلمية والعملية والإدارية لإشراف مجمع البحوث الإسلامية مع الاستعانة بأساتذة جامعة الأزهر والمتميزين من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء.

ومن جهته، أعلن مجمع البحوث الإسلامية عن تجهيز أول دفعة من وعاظ الأزهر ممن سيتم تدريبهم بأكاديمية الأزهر الشريف التي تبدأ فعاليتها يناير القادم.