رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العجز الإنساني وتبدد الرومانسية في "هي التي رأت"

هي التي رأت
هي التي رأت

عن العجز الإنساني وانعدام التواصل في الحياتي والمعيشي والعاطفي الرومانسي، أصدرت دار العين الرواية الثالثة "هي التي رأت" للكاتبة العراقية سمية الشيباني، والتي تقع في 366 صفحة من القطع المتوسط وبغلاف للفنانة هبة حلمي.

سمية الشيباني تتعرض في "هي التي رأت" لمناطق عميقة وواعرة في السرد العربي من خلال زخم وتدفق الأحداث التي تتفاعل بين "رسن وفرج الإسكافي، والعوالم المستعادة لمنصور باشا، وابنته، وما بين تلك التداخلات والتمازج السحري ما بين العاطفي الرومانتيكي والديني، وحتى الطقوس: الكنسية، الدير المغارة، وثمة أبنية رأسية وأفقية توسع من فتون القص داخل الروى لاستكمال العوالم الحسية التي تعمق من دلالات الرموز وتتجلى بالبلاغة في لغة تجمع ما بين الخفة والثقل والتدفق المدهش والتمدد ببراح آسر في المعيشي الموغل في إنسانية عميقة تبغى الخلاص الإنساني قبل النفسي من خلال البحث عن الحبيب المخلص القريب البعيد.

وتلعب الكاتبة من خلال روايتها على مستويات عدة من شفرات ومسارات كثيرة تأويل المجاز والحس والحدث بقصدية تورط القارئ في حكايا إنسانية تدور وتفور وتمور دائما فيما ينشب من سعير مؤجج في البناء اللغوي يدور في أكثر من بيئة، فما بين البحر والنهر والكنيسة والبيوت ورائحة العطور والملابس بتضفير يأخذ أبعادًا سحرية في الرواة والمروى عنهم عنهن، بتعدد أصوات الرواه، لصوت واحد يكتب بدافع التطهر.

ومن أجواء الرواية ومنحاها الرومانتيكي الغائص في واقعية ملبدة بغيوم الظرف التاريخي والزمكاني والمعيشي: (إذا ما الذي كنت أفعله؟ هل أنا مثلهم لست سوى مخلوقة عاجزة؟ هل عولت على سحر سلب مني دون أن أدري؟ رفعت رأسي إلى السماء، أبحث عن مدخل لأعرف ما اقترفته من ذنب.

سمية الشيباني إعلامية وكاتبة روائية عراقية مولودة بالكويت وعملت في تليفزيون، العراق، البصرة، ودبي، ونشرت العشرات من القصص في مواقع وصحف ودوريات عربية ودولية وصدر لها من قبل "حارسة النخيل" رواية، و"نصف للقذيفة" رواية.