رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شباك الصيد.. صناعة اندثرت بسبب المستورد

جريدة الدستور

يبكرون صباحًا، كل منهم يقتاد مركبته، يلقي بشباكه في مياة البحر، بحثا عن رزقه، من خيرات، جمبري، شراغيش، دينيس، مياس، وأنواع مختلفة من المأكولات البحرية، بعد ساعات طويلة من الإنتظار.

لكن صناعة الشباك مهنة أندثرت بسبب تدخل الماكينة، فلم يحدث مثلما كان في الماضي، أن يعكف الصياد على شباكه حتى ينتهي من غزلها، قرابة 5 أيام، الآن أصبحت شباك الصيد تصنع أليًا، باستخدام الماكينة، علاوة على كونها لم تعد صناعة مصرية بل أصبحت مستوردة من الصين واليابان.

في منطقة بحري على شاطىء البحر، يجلس رجب الدكروني، صياد، بجوار مركبه الصغير، بعدما قضى ساعات في البحر بحثًا عن رزقه، يقول إن الشباك تختلف أنواعها على حسب نوع السمك، فلكل نوع له شبكته، نظرا لوسع وضيق المسافات المتواجده بين حبال غزلها.

ويتابع: لم يعد أحد من الصيادين يغزل شبكته بنفسه كما كان في الماضي، فهي مهنة أندثرت، فلاداعي أن يضيع الصياد عده أيام في تصنيعها وهي متوفرة آليا، مستوردة من اليابان أو الصين، حيث أن الشباك المستوردة أمتن وأقوى وعمرها أطول، معلقا:"مبيكرمش"، ويساعدنا في الصيد كثيرًا عن اليدوي.

ويكمل "الدكروني"،: بعد خروج الصياد من البحر ما عليه إلا ترقيع شبكته، نظرا لما تتعرض له أثناء الصيد من تلفيات من شدة الأمواج أو تعلقها بأحد الصخور، وهو أمر نفعله يوميًا.

يجلس على الرصيف المقابل لمنزله، واضحا شبكته أمامه، ليرقعها، تجهيزا لرحلته في اليوم التالي للصيد وسط البحر، هكذا اعتاد علي نعمان، صياد، مؤكدا فى حديثه: "الصيد حياتي، وأكل عيشي"، فهو يبدأ يومه من الـ 6 صباحًا وحتى الوحدة بعد الظهر، بعدما أن استغرقت رحلته قرابة 7 ساعات، ليخرج منها برزقه من السمك لأهل بيته، وشبكة صيد بها عدة تلفيات تحتاج إلى اصلاحها بالترقيع حفاظًا عليها استعدادا لرحلة أخرى.

وقال إن صناعة شباك الصيد كانت في الماضي، لكن الآن لم تعد موجودة بسبب الاستيراد مما يوفر الوقت والجهد لغزلها، وعلى الرغم من غلو أسعارهاـ تصل إلى 500 جنيهًاـ إلا أنها أقوى وأطول عمرا،وهذه التكلفة تتفاوت نظرا لحجمها ونوعها.

يكمل حسن السبخي، بائع مواد تصنيع شباك، أن السوق تغير، ففي الماضي كان سعر الشباك رخيص والمواد الخام أيضًا، ولكن مع إرتفاع سعر الدولار زادت اسعارها، حتى أصبح أنه من الممكن أن يضحي الصياد بحياته من أجل إنقاذ شبكته إن علقت بشىء في البحر.

وعن أنواع الشباك،يقول هناك القنار وهومكون من 3 طبقات، والعالي من طبقة واحدة من الغزل، وأيضا الشنشوله وهو أضيق أنواع الشباك.

ويتابع أن حركة الشراء تأثرت كثيرا، وكميات الشراء أصبحت قليلة، فبدلا من شراء عدة أمتار من خيوط الغزل لصناعة شبكة صيد، أصبح المطلوب عدة أمتار قليلة لزوم ترقيع التلفيات بها بتكلفة تقريبية 100 جنيه للكيلو، معلقا: " تكلفة اليدوي أغلى من شبك الماكينة المستوردة".