رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زواج القاصرات.. بين طمع الآباء ومرض العواجيز

جريدة الدستور

آباء ماتت قلوبهم، دفعتهم ظروف الحياة الصعبة لبيع فلزات أكبادهم من أجل شقة، أموال، أو التخلص من مسؤليتهن، ولأن أي فتاة قاصر لم ينضج عقلها؛ فيكون كل حلمها هو ارتداء فستان أبيض وأن تنال لقب عروسة فقط، ولا يأتى في مخيلتها مطلقا هذا العالم الذى ينتظرها، ولكن سريعا ما تكتشف أنها ضحية والدها الذى باعها مثل أي سلعة.

قاصر تطلب الطلاق وتتهم سمسار بتزويجها في الحوامدية بعد هروب زوجها

في البداية قالت "نورا" 20 سنة، لـ"الدستور": "أوقعني حظي في قبضة أب عديم الرحمة، أجبرني على ترك المدرسة، برغم تفوقي وحصولي على درجات عالية كل سنة".

واستكملت " نورا " حديثها: "كنت متولية مسؤلية نفسى منذ صغري، فكنت أعمل صيف وشتاء، أثناء إجازتى كنت أعمل في مصنع ملابس، وأيام الدراسة كنت أعمل في محلات بقالة ومغسلة، وبرغم كل ذلك كان يتحصل مني على نصف راتبي كل شهر؛ وإلا كنت أنول منه علقة موت".

وأضافت "الزوجة": كان والدي يحاول تزويجى بأي طريقة، وأنا أتهرب منه، وحاولت إقناعه بأننى سأكمل تعليمي وأتوظف وسأعوضه عن كل ما مضى، لكن كان موضوع زواجي بالنسبة له صفقة سيربح منها مبلغ فائق يستطيع من خلاله تعاطى المواد المخدرة أكثر وأكثر".

واستكملت " نورا ": "وأخيرا حضر والدي للمنزل ومعه "عبدالرحمن" سمسار زواج بمنطقة الحومدية، وقام بإلقاء النظر علي وقال لوالدى "دا بنتك حلوة وهشوف لها اللي يدفع أكثر".

وتابعت: "كنت حينها لم أستوعب ماذا يقول، وبعد أسبوع فقط فوجئت بحضور هذا السمسار وبرفقته رجل من سن والدي تجاوز عمره 55 عاما، وحينها أجبرنى والدى على التذين والخروج لهم؛ وإظهار مفاتن جسدى أمامهم، واتفق والدي معهم على مهر 30 ألف جنيه، وبالفعل تحصل منهم يوم العرس على 30 ألف جنيه، وتركنى لألقى مصيرى مع رجل عجوز من سنه".

وأضافت:"وبعد شهرين فقط من زواجنا قرر زوجى "ممدوح.ح " السفر لزيارة أهله بالإسماعيلية ومن حينها لم يعد، وبعد محاولات من الاتصال به هاتفيا لم أجد منه أي رد، فلجأت للمحكمة ومكثت سنتين ونصف لأحاول اثبات زواجي؛ للحصول على الطلاق بشكل رسمي، وها أنا الآن تقدمت لمحكمة الأسرة بأكتوبر لرفع دعوى طلاق ضده تحمل رقم 5387".

"آمال" ضحية طمع والدها بعها لعجوز والمقابل شقة

"آمال" 19 سنة، ضحية أخرى لمسلسل طمع الأباء وبيعهم لبناتهم، وقالت آمال حسن": "أبويا باعني عشان شقة جديدة، بدأت مأساتى عندما تعدى عمري 16 سنة، وبدأت تظهر أنوثتي، فصاحب المنزل الذي كنا نمكث فيه كان رجل سيء السمعة، ومريض بالستات".

وأضافت "آمال": "حظرتني والدتي من التعامل معه، لتحرشه بالفتيات والسيدات دوما، وبرغم صغر سنى حينها لكنى لم أسلم منه، فتحرش بي عدة مرات، وعندما فضحت أمره أمام والدي، فكنت أتصور بأن والدي سيضربه وسيتشاجر معه، لكن كانت الحقيقة المرة؛ بأن والدي سلمنى له مقابل حصوله منه على شقة بعقاره الجديد".

واستكملت "آمال": " اعترضت والدتي على تصرفات والدي، فألقى بها في الشارع وهددها إذا لم تنصاع لأوامره سيتزوج من غيرها، فاضطرت والدتي أن تصمت، وقاموا بتزيني وتزويجي له بعقد عرفي مقابل الشقة، وقامت والدتى بإخفاء هذا العقد لأنها كانت تعلم جيدا بأنه سيأتى اليوم وسأحتاجه فيه".

وتابعت: "كنت صغيرة جدا لا أعلم ما هو الزواج، وكانت الصدمة الكبرى لي بأول أيام زواجي؛ إصابتي بنزيف نتيجة صغر سني، وبرغم ذلك لم أسلم من يد العجوز الذى تزوجته، فكان يغتصبني عنوه حتى تسبب لي في أزمة نفسية، وبعد سنة ونصف وأنا بهذا الوضع من ضرب ومهانة وحياه سيئة لا أحد يتحملها قررت الهروب واللجوء لمنزل أهل والدتي؛ الذين وقفوا بجانبي ضد والدي وزوجي وشجعوني على التقدم لمحكمة الأسرة بأمبابة؛ وأثبات زواجي بعقد الزواج العرفي، وبالفعل تمكنت من اثبات الزواج، وقمت برفع دعوى خلع ضده تحمل رقم 5287 لسنة 2018 أحوال شخصية، حتى أتخلص من هذا السجن الذى وضعني به والدي بدون أي رحمة".