رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالدم والروح نفدى جيشنا ورجال داخليتنا


الإسلام يا متأسلمين أعظم وأرقى من أن تمثله جماعة لا تتقى ربها ولا نبيها فى إخوانهم من المسلمين أو من المسيحيين أو غيرهم، كما نرفض لجوءكم واحتماءكم بالخارج لرجوع مندوبكم الرئاسى فالشعب بات يقظا ولن تفلتوا من غضبته وعقابه إذا واصلتم حملتكم الإرهابية عليه.

تسع طائرات حربية.. أظنها من نوع «ميراج» حلقت فى سماء القاهرة يوم الأحد الماضى.. لقد بعث هذا السرب نوعاً من الطمأنينة للشعب ضد أى عبث يمكن أن تقوم به عناصر جماعة الإخوان، مشهد أكثر من رائع لم نره منذ زمن بعيد يذكرنا بمطلع الأغنية الجميلة «والله زمان يا سلاحى.. اشتقتلك فى كفاحى».. لحظتها كنت أقف أعلى سطح الدور الثامن بنقابتى.. سمعت وشاركت زملائى الصحفيين عندما اعترتهم وملأت قلوبهم وعلت وجوههم الفرحة وهم يهتفون «الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. وحمى الله مصر وشعبها وجيشها ورجال داخليتها من كيد الحاقدين».. ولفت انتباهى صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسى ـ القائد الأعلى للقوات المسلحة ، الأعلى أنا أقول وأصر عليها وليس القائد العام - على صدر عدد من الصحفيين.. ومكتوب أسفل الصورة «الشعب والجيش والشرطة.. إيد واحدة».

هنا لم أتمالك نفسى وسقطت دموعى عندما تذكرت التكافل والمحبة والتكامل بين كل المصريين فى بدايات ثورة 25 يناير العظيمة.. ورأيت أن تلك الصورة وهذه الروح الرائعة عادت مرة أخرى لتتصدر المشهد.. كلما نظرت إلى الناس فى المواصلات أجدهم سعداء.. فى المقاهى وفى البيوت.. فى جميع مصالح الدولة.. الكل سعيد بزوال دولة الإخوان ورجوع مصر إلى المصريين.. ولاحظت أن الكثيرين بدأوا يتساءلون عن الذين هاجموا وزارة الداخلية فى أحداث محمد محمود الأولى والثانية؟؟ الكل بدأ يطالب بالكشف عن الطرف الثالث الذى قتل شبابنا وحرق المجمع العلمى وسرق الآثار وخطف المواطنين ونهب ممتلكاتهم فى المرحلة الأولى للثورة.. الكل أصبح «يبغض» الإخوان بعد مهاجمتهم الشعب والجيش والشرطة... الكل يريد عودة البلطجية إلى السجون بعد أن أطلق سراحهم مرسى.. الكل بدأ يشدد على محاكمة جميع القيادات المتأسلمة التى حرضت على العنف والقتل للأبرياء.. الكل تأكد الآن من أهداف وخطط جماعة حسن البنا وسيد قطب ومصطفى مشهور وعاكف وبديع التى «نغصت» علينا عيشتنا خلال عام من وصولهم للحكم.. الكل كشف مؤامرتهم وخيانتهم للوطن لصالح الأعداء.. الكل يضرب كفا بكف، بعد فضح الاتفاق الذى تم بين أوباما والشاطر!!.. الكل الآن يتساءل: هل هذه هى الجماعة الدعوية التى عاشت بين ظهورنا وحميناها بدمائنا ودافعنا عنها ضد الأنظمة السابقة، لقد ظهرت الصورة جلية حاليا عن عدو الشعب وصديقه.. فالإخوان هم أعداء الله بسبب ما يقومون به من ترويع الآمنين وقتل الأبرياء وتعريض عناصرهم للهلاك.. الإخوان الآن هم الأعداء.. والجيش والقضاء والشرطة والإعلام والأزهر والكنيسة هم الأصدقاء... نعم أنتم الآن يا قادة الإخوان جماعة خارجة عن القانون.. أنتم من حرقتم وقتلتم وزرعتم الفتن بيننا.. أنتم ولا أحد سواكم بسبب طمعكم فى السلطة، لن ننسى جنودنا الذين استشهدوا فى سيناء رمضان الماضى على يد قتلة مأجورين.. لن نترك أى نفق حتى نغلقه حفاظا على أمننا القومى... ولن نهدأ حتى يتم القبض على من خططوا وخطفوا جنودنا السبعة منذ شهرين.

هذا هو واقع الإخوان الأليم الذى نحياه اليوم... ارجعوا للوثائق التى عثر عليها فى مكتب الإرشاد.. ارجعوا إلى لقاءات الأمريكان بأعضاء مكتب الإرشاد.. ارجعوا إلى الإجرام الإخوانى الآن ضد الشعب.. ارجعوا إلى مكالمات خالد مشعل مع محمد بديع قبل ثورة يناير.. إنهم الإخوان ولا أحد غيرهم.. قد يقول لى قائل إنهم على حق بسبب ضياع السلطة والجاه منهم.. بل ومطاردتهم الآن والمطالبة باعتقال قياداتهم ومحاكمتهم.. وهنا أجيب بأن هؤلاء خالفوا العهد وكذبوا على الشعب وخانوه فى كل شىء.. فى مشروعهم المزعوم «النهضة» فى دستورهم الباطل.. فى استيلائهم على الثورة وضياع حق الثوار.. فى مصالحة الفاسدين والتستر عليهم.. فى عدم رجوع الحقوق المنهوبة للشعب من رجال العهد البائد مقابل صفقات مشبوهة.. فى قتل أبناء القوات المسلحة والإطاحة بقياداته فى العداء المستحكم والهجوم غير المبرر على القضاء والإعلام والشرطة والأزهر والكنيسة.. فى تجرؤ الدول علينا والاستهانة بنا وضياع هيبتنا وحقوقنا التاريخية من مياه النيل.. لهذه الأسباب وغيرها «قرف» الشعب من هذه الجماعة ومندوبهم الرئاسى الذى أهان مصر والمصريين بعد أن وثقوا فيه وأوصلوه إلى سدة الحكم.

لكل ما سبق.. كان لابد لجيش مصر العظيم بالتنسيق مع جهاز الشرطة وجميع القوى الوطنية والثورية أن يحمى ثورة الشعب فى 30 يونيو من نظام عنيد وعتيد وغبى.. نظام تجاهل العصيان المدنى لمدن القنال الباسلة «السويس والإسماعيلية وبورسعيد» نظام أعمى البصر والبصيرة عندما صم أذنيه وأغلق قلبه وفمه أمام رغبة 33 مليون مصرى يطالبونه بالرحيل!!.. نعم كان لابد أن يرحل هذا النظام الفاشل إلى مزبلة التاريخ.. لكن كيف ذلك والجماعة لديها ميليشيات مسلحة تهدد وتتوعد بها الشعب إن أطاح بمندوبها؟؟.. وهنا كان لابد للجيش أن يتدخل لحقن الدماء والحفاظ على الدولة من الانهيار والاحتراب، وكان لابد أيضا أن تتوحد الجبهات والمنظمات والحركات والأحزاب والشخصيات الوطنية لتأييد ما قامت به القوات المسلحة لصالح البلاد والعباد.. فتحية من القلب إلى «السيسى» ورجاله العظام.. وإلى وزير الداخلية محمد إبراهيم ورجاله الأبطال.. وإلى فضيلة شيخ الأزهر الجليل وكل رجاله الشرفاء.. وإلى قداسة الأنبا تواضروس ورجال الكنيسة.. وإلى شبابنا الواعد فى حركة «تمرد» محمود بدر ومنى وأحمد ومحمد و.... تحية حب وإجلال واحترام لهؤلاء على موقفهم البطولى فى هذه الفترة الحرجة والحساسة من تاريخ المحروسة.. نعم لكم منا أيها الأحباب كل الوفاء والإخلاص على تضحياتكم.. لكم منا كل التقدير وفى رقابنا لكم دين كبير لن تنساه مصر على مر التاريخ.. نعم سيذكركم تاريخ مصر بكل خير.. سيذكر أنكم حافظتم على هذا البلد.. وسيكتب أساميكم ومواقفكم بحروف من نور.

أما جماعة الإخوان ومن ظل يساندهم فى ترويع وقتل المتظاهرين السلميين.. فأقول لهم إن التاريخ لن يغفر لكم.. وإن هذا الشعب لن يسامحكم على جرائمكم إلا إذا توقفتم عن إلباسكم الحق بالباطل.. وأنصحكم بالحفاظ على هذا البلد الذى احتضنكم ورعا تنظيمكم ورغم ذلك تضمرون له الشر والخديعة.. فاتقوا الله قبل أن يطاردكم الشعب فى الشوارع وفى بيوتكم.. اتقو الله وارجعوا عن غيكم وصلفكم وخروجكم عن الدين والسنة النبوية وعن أبسط قواعد حقوق الإنسان.. اتقوا الله فى دم الأبرياء سواء من عناصركم أو ممن تعتبرونهم أعداء فنحن جميعا أبناء هذا الوطن.. ولا نقبل بأى حال إراقة الدم من أى مواطن مهما كانت انتماءاته الدينية أو السياسية.

■ كاتب صحفى