رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رءوف مسعد: جذور الثقافة المصرية تقوم على الإقصاء وهنا تكمن أزمتها

رءوف مسعد: جذور الثقافة
رءوف مسعد: جذور الثقافة المصرية تقوم على الإقصاء وهنا تكمن

أكد الروائي رءوف مسعد، أن الحديث عن مستقبل ثقافة مصر بعد زوال حكم الإخوان يدخل في باب الأمنيات أكثر منه في منطقة الواقع، لأنه لا ثقافة طارئة بدون جذور سابقة لها حتى لو اختبأت طويلا وعميقا في التربة.

وأضاف أنه كمثال على هذا، قدم المحللون الاجتماعيون والتاريخيون عدة تفسيرات لموقف الشعب الألماني في مرحلة النازية الهتلرية، أي محاولة توضيح الأسباب التي أدت بغالبية الشعب الألماني أن يقبل ويتقبل "الثقافة" النازية التي تعتمد أساسا على العنف وعلى مبدأ نقاء العرق، أي باختصار على رفض الآخر، باعتباره أكثر دونية من العرق الآري "الجرماني" وجدوا في الموسيقار فاجنر مثلا إرهاصات لهذه الرؤية في موسيقاه وسيمفونياته لم يجدوها في بيتهوفن أو غيره من المبدعين الألمان.

وأوضح أن الثقافة هي في الأساس النظرة الكلية للحياة الدنيا وما بعدها وعلاقة الكائن البشري بالكون، وهي أيضا واحدة من الروافد الأساسية التي تسبح فيها المعتقدات الدينية مختلطة بالأساطير الفلكلورية والميثولوجيا الدينية المتشابكة الجذور مع جذور عميقة لديانات سابقة على الديانة التوحيدية المسيطرة، مثل أعياد "الكريسماس" في الغرب المسيحي وهي في الأصل أعياد وثنية سابقة للمسيحية، وعيد شم النسيم المصري وعيد النوروز الفارسي.. إلخ

ورأى أن الثقافات كافة، كما يقول لنا علماء الأنثربولوجيا "الأعراق" هي إقصائية بطبيعتها، أي أنها ترفض تواجد ثقافات أخرى بجوارها، وإذا رجعنا إلى السؤال الأساسي حول مستقبل الثقافة في مصر فإنني أجيب بثقة بأن مشكلة الثقافة المصرية أنها تتحول إلى أن تصبح ثقافة "جماعات"، تحولها هذا ناجم من "ترييف الثقافة"، أي غلبة الرؤية الريفية الفلاحية الزراعية على ثقافة الحضر كما نبه ابن خلدون.

وأضاف أن هذه الثقافة الريفية هي في الأساس إقصائية وتجميدية؛ لأنها نتاج ثقافة أجندة زراعية ثابتة معتمدة على الفصول الأربعة، وبالتالي تجد صعوبة في الانفتاح على آفاق رحبة.