رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاشوراء على الطريقة الأمريكية.. الشيعة يحتفلون بـ«الأذى الذاتي»

جريدة الدستور

احتفل الملايين من المسلمين الشيعة، الخميس، فى مزارات ومساجد كربلاء ومناطق أخرى بالعراق، بيوم عاشوراء، الذى يتواكب مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين، حفيد النبى محمد.
وسلطت الصحف العالمية ووكالات الأنباء الضوء على الحشود التى تجمعت فى ساحات كبيرة بكربلاء لممارسة طقوس الاحتفال بذكرى الحسين، إلى جانب تمثيل مشاهد تحاكى واقعة استشهاد حفيد النبى.

ذكرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، أن عاشوراء يوم له طابع خاص فى الثقافة الإسلامية لدى السُنة، الذين يحتفلون فيه بنجاة النبى موسى من يد فرعون، ولدى الشيعة الذين يحيون فيه ذكرى استشهاد الحسين فى كربلاء.
وأشارت المجلة إلى أن الشيعة يحتفلون عبر ممارسة الأذى الذاتى، بهدف الإحساس بمعاناة الحسين وآلامه التى عايشها فى واقعة استشهاده.
وأضافت: «يفترش الرجال الشيعة الشوارع، ويؤذون أنفسهم بالسلاسل أو السياط، ويُغطون أجسادهم بالدماء، والاحتفالات تتحول لحمام دماء، حتى الأطفال يغرقون فى الدماء، ويستخدمون السكاكين لجرح رءوسهم، والنساء يشاركن فى الطقوس بالشوارع خلال موكب دينى وحداد».
وأوضحت المجلة أن المسلمين السُنة يحيون عاشوراء بالصوم، على الرغم من أنه ليس شرطًا أو فرضًا فى الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن تلك الممارسات لها جذور فى الديانة اليهودية أيضًا، باعتبار عاشوراء اليوم الذى أنقذ فيه الله «موسى» وبنى إسرائيل من فرعون عندما شق لهم البحر.
وأشارت صحيفة «ديلى إكسبريس» البريطانية، إلى أن الاحتفالات بذكرى الحسين لم تكن فى العراق فقط، وإنما فى جميع البلدان التى تشهد تجمعات للشيعة، مثل أفغانستان وأذربيجان والبحرين وإيران ولبنان وباكستان والمملكة العربية السعودية وسوريا.
وقال وحيد صباح، أحد المحتفلين بذكرى الحسين بالعراق للصحيفة: «الدم ليس سوى شىء بسيط نقدمه إلى الحسين، وكل ما نقدمه لا يساوى بعضًا من المعاناة التى عاشها، حتى لو ضحينا بحياتنا كلها فإنها لا تكفى، نحن مستعدون لتقديم كل ما لدينا، وحياتنا، وأطفالنا وعائلاتنا للحسين، عسى أن نحصل على شفاعته يوم القيامة».
وحسب الصحيفة، انتشرت لافتات حمراء وخضراء فى الأحياء الشيعية، فى العاصمة الأفغانية، كابول، احتفالًا بذكرى الحسين، بينما وقفت عناصر مسلحة على المساجد والتقاطعات الرئيسية لحماية الاحتفالات من الهجمات الإرهابية.
من ناحية أخرى، أحيا الشيعة فى بنجلاديش، التى يبلغ عدد سكانها ١٦٠ مليون نسمة، ذكرى عاشوراء، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث شهدت البلاد، فى السنوات الماضية، اعتداءات نفذها متطرفون على المقدسات الشيعية.
وقال أسد الزمان ميا، قائد شرطة العاصمة البنجلاديشية، دكا: «رغم عدم وجود تهديدات للاحتفالات، فإننا اتخذنا كل الإجراءات الممكنة لتجنب أى حوادث غير متوقعة».
وذكر هومايان، زعيم شيعى فى دكا: «هذه ليست مجرد طقوس، بل هى مناسبة للاعتراف بالأخطاء التى ارتكبناها فى الماضى».
وفى الهند، شارك رجال ونساء شيعة، يرتدون ملابس سوداء، فى الاحتفالات، فى مشاهد تغلب عليها أجواء الأسى والحزن، حيث كانوا يبكون ويضربون صدورهم فى مواكب طويلة فى العاصمة نيودلهى.
وقال نصير حسين، من سكان منطقة كشمير: «نريد أن نوضح أنه لو كنا هناك فى كربلاء، وقت استشهاد الحسين، لقاتلنا إلى جانبه ونصرناه».
ومشى الهنود الشيعة فى مومباى فى موكب كبير، أدوا خلاله طقوس الجلد والمشى على الجمر والحرق بالنار.
وقال «النجف»، شيعى من مركز بنجالور جنوب الهند: «الموقف الذى اتخذه الإمام الحسين عند استشهاده يعزز اعتقادى بأن هناك خيرًا فى كل مجتمع، إنه القتال من أجل المعتقد مهما كان، لقد خسر المعركة، لكن ما حارب من أجله لا يزال صادقًا حتى اليوم».
وسلطت الصحيفة الضوء على الصور المؤلمة للاحتفالات، فى الهند وباكستان، حيث يمر الأطفال فى سن المدرسة الابتدائية، فوق الجمر، ويغطون أجسادهم بالدماء، ويجلدون أنفسهم بالسكاكين والسلاسل، بينما يستخدم آخرون سيوفًا طويلة لقطع لحمهم أثناء طقوس الجلد.
من جهتها، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن الشيعة فى إيران، وعدة دول أخرى، يسافرون سنويًا إلى العراق لزيارة ضريح الإمام الحسين فى كربلاء، التى تقع على بعد ٥٠ ميلًا جنوب غرب بغداد فى العراق.
وأضافت: «ملايين من الشيعة من جنوب آسيا يقيمون مواكب فى مدنهم الأصلية، ويؤدون مجموعة متنوعة من طقوس الحداد، كما يمشون فى مواكب حاملين الأعلام الملونة، ويغنون أناشيد خاصة بالحسين».