رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عاشوراء".. المعركة السنوية بين السلفية والصوفية والشيعة

صورة ارشفية
صورة ارشفية

- الإفتاء: الصيام مستحب.. والأوقاف: لن نسمح بالممارسات الشاذة بمساجد آل البيت
- السلفية: لدينا لجان لرصد مخالفات الشيعة والصوفية ولن نسمح بتجاوزتهم
- الهاشمي: شهر مُحرم يحول كل بيوت الشيعة للون الأسود
- الشبراوي: الصوفية ستحتفل بالمناسبات الدينية كافة ولن يمنعها أحد

أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى عاشوراء، الذي يوافق الخميس المقبل، 20 سبتمبر الجاري، ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء، لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن.

وبدأت صفحات السلفية على مواقع التواصل الاجتماعي في الحرب السنوية ضد الشيعة محذرة من القيام بأي احتفالات، كما أكدت وزارة الأوقاف أنها لن تسمح بأي ممارسات خارجة عن المألوف في ذلك اليوم.

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن صيام يوم "عاشوراء"، وهو يوم العاشر من محرم؛ يكفر ذنوب السنة التي سبقته، مشيرة إلى أن ما يحدث من مظاهر لم ترد في الشرع؛ كضرب الجسد وإسالة الدم من بعض الشيعة بحجة أن سيدنا الحسين رضي الله عنه قُتل وآل بيته رضي الله عنهم جميعًا وعليهم السلام في هذا اليوم، فهو بدعة مذمومة لا يجوز إتيانها.

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن ممارسات الشيعة لن تمس مساجد آل البيت، ولن نسمح بأي ممارسات طائفية في أي من المناسبات الدينية، مشيرًا إلى أن هناك لجان من وزارة الأوقاف لمراقبة احتفال عاشوراء، وهناك تنسيق كامل مع قوات الأمن؛ لتأمين الاحتفال.

وأضاف طايع لـ"الدستور"، أن المخالفة القانونية ستواجه بشدة، محذرا أي شخص يحاول نبذ الطائفة وتخريب الاحتفال، أو يتطاول على حرمة المساجد وقدسيتها.

من جانبه، قال الطاهر الهاشمي، القيادي الشيعي، إنه منذ بداية شهر محرم لم تتوقف الزيارات اليومية لمقام الإمام الحسين بمسجده في القاهرة، ويتوافد الزوار من كل المحافظات لتقديم العزاء لبعضهم البعض، وتوزيع الطعام على فقراء الناس برحابهم الطاهرة، فضلا عن رفع رايات سوداء داخل بيوت الموالين، بالإضافة إلى قراءة القرآن والأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

وأشار الهاشمي لـ"الدستور"، إلى أن إحياء يوم عاشوراء قديم ويحتفل به منذ عهد الدولة الفاطمية بمصر، وكانوا يعتبرونه يوم حداد وحزن فيه عطلة رسمية للدولة، كما كانت تقام طقوس يطلق عليها "حزن عاشوراء" أطلقه المحبون من الصوفية "الدراويش"، كما كانوا يقومون أيضا ببعض الطقوس الصوفية المعروفة.

بينما، قال سامح عبد الحميد، القيادي السلفي، إن الاحتفال بذكرى عاشوراء له طابع معين لدى المسلمين هو الاقتداء بالنبي صل الله عليه وسلم، وهو الصيام وتِدُبر قصة سيدنا موسى، مطالبًا بوقف احتفالات الصوفية والشيعة في هذا اليوم.

وأضاف عبد الحميد لـ"الدستور"، أن الشيعة دائما تربط بين ذكرى عاشوراء ومقتل الإمام الحسين، لافتًا إلى أن الاحتفال بعاشوراء ليس بسبب مقتل الحسين رضي الله عنه، ولكنه اقتداء بسنة نبينا، ولكنهم يحولون الذكرى بدلا من الفرح بالصيام وذكر الله إلى حزن وبكاء ويعتبرون "عاشوراء" أهم من عيد الأضحى".

وتابع عبد الحميد: "أما عن الصوفية فينقلب الاحتفال لديهم إلى أناشيد وموسيقى وافتعال البدع، وسيكون هناك لجان رصد من السلفية لرصد أي مخالفات".

وطالب عبد الحميد، وزارة الأوقاف بغلق ضريح الحسين في هذا اليوم، لافتًا إلى أن مقام الحسين الموجود بالمسجد مزعوم وليس حقيقًا.

ومن ناحيته، قال الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، إن الصوفية لن يمنعها أحد عن الاحتفال بذكرى عاشوراء، مشيرًا إلى أن احتفالات الصوفية عبارة عن حلقات ذكر وإطعام الفقراء، ومحبي آل بيت النبي صل الله عليه وسلم.

وأضاف الشبراوي لـ" الدستور": "تصريحات السلفين بأننا أهل البدع لا أساس لها من الصحة، فهم مرتزقة لا فكر لهم، متسائلا: "كيف يقال على أهل التصوف أصحاب المنهج الوسطي السني بأنهم أهل بدع ونحن نحارب من أجل نشر التسامح والوسطية والقضاء على الطائفية".