رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرض لم يمنعها من تسلق أعلى قمة جبل.. داليا بدراوي: أنا محظوظة

داليا بدراوي
داليا بدراوي

كانت تصارع الآلام، والوجع يحاول أن يبدل حياتها من فرح إلى الحزن والكآبة، لكنها لم تترك نفسها لذلك، عشقها للمغامرة واكتشاف كل ما هو جديد جعلها لا تستسلم، وكان سببًا في تسلقها جبل "البروس" في روسيا، وهو أعلى جبل في أوروبا.

أصيبت داليا بدراوي بمرض السكرى وهى في الـ26 من عمرها، أم لثلاث بنات، وأنجبت ابنتها الأخيرة بعد إصابتها بالسكرى، واختارت "بدراوي" أن تتحدى مرضها من خلال أهدافها التي سعت لتحقيقها، فقررت أن تعرف المزيد عن حالتها لتفهمها والتعامل معها والسيطرة عليها.

تمارس بدراوي العديد من الرياضات، من بينها الجري والسباحة، ومؤخرا أضافت إلى تلك المجموعة رياضة تسلق الجبال، تقول لـ"الدستور": "بعد إصابتي بمرض السكرى أصبحت أكثر اهتمامًا بممارسة الرياضة بشكل منتظم للتغلب على المرض حسبما نصحني طبيبي، ومن ممارسة الرياضة جاءت فكرة الاشتراك في ماراثون باريس، وممارسة الـ"كروي فيت"، ثم تسلق الجبال، وأنا أحب المغامرة واكتشاف الجديد".

منذ ستة أشهر عرض عليها أحد أصدقائها خطته هذا الصيف لتسلق جبل "البروس" في روسيا وهو أعلى قمة جبل في أوروبا، أعجبتها الفكرة وعرض عليها الانضمام للمجموعة.

تروي داليا بدراوي: "ماما رفضت في الأول بس زوجي وأولادي شجعوني، ومرضي بالسكرى في الأول نمّى داخلي الخوف، ليس من الإصابة؛ لكن من تذبذب مستوى السكر في الدم وتغير الاحتياج للأنسولين، ولكني وجدت مجموعات مختلفة ممن قاموا بذلك قبلي من كل مكان في العالم وكلنا نتبادل التجارب، والدكتور أسامة حمدي، طبيبي، كان معي على الخط وشجعني وكتب عن تجربتي لمرضاه، كما أننى تعلمت كيفية الحفاظ على الأنسولين من التجمد، ووضعت 3 أجهزة مختلفة لرصد قياس السكر (2 على ذراعي و1 على المعدة)، وذلك لفحص نسبة السكر في الدم بشكل متواصل بدون الحاجة لشك أحد أصابعي"، ومن ثم أدركت بدراوي أن التحضير لرحلة تسلق جبل البروس سيجعلها آمنة.

تتابع بدراوي قائلًة: "إحساسي أثناء التسلق كان رائعًا وممتعًا، كذلك إحساسي بالتغلب علي مرضي كان يعطيني قوة في الاستمرار، ولكن مع الصعود المستمر اشتد البرد، لكن جميع مجموعتي كانوا يساعدونني، ووصولي لقمة جبل البروس من أكثر التجارب الصعبة في حياتي، من الممكن أن أكون من أكثر المحظوظات في العالم، لقد فعلتها، وأنا سعيدة جدًا".

واختتمت متسلقة أعلى جبل في العالم قولها: "على الرغم من أنني كنت أعمل مدرسة بمصر، إلا أن مرضي وتسلقي للجبل ساعدني على الاشتراك الآن في جمعية لنشر ثقافة مواجهة مرض السكرى، وأصبحت مدربة لرياضة الكروس فيت التي تنتشر في كل العالم، كما أنني أريد القول بأن مريض السكرى يستطيع أن يعيش حياة طبيعية بتطويع المرض والتغلب عليه، وتطويع المرض لصالح المريض وعدم الضغط عليه بأي شكل من الأشكال".