رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للشعب جيش يحميه


فى هذا مثل اليوم والمكان الأسبوع الماضى كتبت متسائلا عن الأمن القومى المصرى وعن الجهات السيادية فى الدولة وهل مازالت تعمل حتى نطمئن على بلدنا وعلى مستقبل أولادنا وفى نفس اليوم كان البيان الرائع للفريق أول عبدالفتاح السيسى والذى أثلج صدورنا

جميعا وأثبت أن للشعب جيشاً يحميه.وفى مثل هذا اليوم أيضا من العام الماضى أقسم د. مرسى أول رئيس مدنى منتخب عقب الثورة أنه سوف يحترم الدستور والقانون وسوف يحافظ على الوطن وسلامة أراضيه ويرعى مصالح الشعب ولكنه من أول أسبوع رئاسة أصدر قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل.

ومن هنا ظهرت نوايا الرئيس الجديد أنه لن يكون رئيسا لكل المصريين ولن يحترم الدستور والقانون وتوالت بعد ذلك القرارات التى تهدف فقط إلى تمكين جماعته حتى برنامجه الانتخابى لم يحقق منه شيئا، المشاكل والأزمات تحاصر المواطن فى حياته اليومية، المواطنون كانوا يحلمون بحياة أفضل بعد الثورة ولكنهم الآن يتمنون العودة إلى ما كانوا عليه قبلها وكأنهم انتقلوا من السيئ إلى الأسوأ وأصبح منتهى آمالهم العودة إلى السيئ مرة أخرى وتدهورت أحلامهم إلى حد الحصول على السولار بدون معاناة، ليس هذا فقط ولكن سياسة الإخوان الفاشلة أدت إلى انقسام المجتمع وبث الكراهية بين أبنائه وزرع الفتنة بينهم هذا مسيحى وذاك مسلم وهذا سنى وذاك شيعى وهذا سلفى وذاك ليبرالى.

وهذه جريمة كبرى سوف نعانى منها كثيرا لأن الأمر وصل الى حد القتل وإراقة الدماء بين المصريين بل إن الفرقة والتمزق أصبحت داخل الأسرة الواحدة. أما عن الوضع الاقتصادى فإن مصر فى عهد مرسى أصبحت دولة متسولة واقترضت 11 مليار دولار فى أقل من عام واعتمدت على الاقتراض والضرائب والرسوم ولم تستفد من مقوماتها الاقتصادية والتى كانت دائما جماعة الإخوان وهى فى المعارضة تتهم النظام السابق بأنه يفتقد الرؤية والإرادة للاستفادة من هذه القدرات الاقتصادية المتنوعة، خلال عام من حكم الرئيس شهدت معظم مؤسسات الدولة صراعا وانقساما لم تشهده من قبل، وأزمة النيل وسد النهضة الإثيوبى، رأينا الطريقة التى تعامل بها الرئيس مع الأزمة والتى جعلتنا أضحوكة العالم.

كذلك أزمة حلايب وشلاتين وما أثير بشأنهما بعد زيارته للسودان.أما عن ملف سيناء وما يحدث فيها وكذلك حدود مصر كلنا يشعر بقلق وعدم اطمئنان للأوضاع هناك، أما عن السياسة الخارجية فإن مصر التى كانت مريضة فى عهد مبارك ماتت فى عهد مرسى وخلال عام من حكمه لم يزرها رئيس دولة مهمة بل إن الرئيس نفسه فى زياراته الخارجية الكثيرة كانت مراسم استقباله ولقاءاته إهانة لمصر والمصريين، حتى علاقة مصر بالأشقاء العرب فى أسوأ عهدها باستثناء قطر، وبالعالم كله كذلك باستثناء تركيا إذن ملخص عام من الحكم هو الفشل داخليا وخارجيا والحقيقة أننا لم نكن نتوقع الكثير من أول رئيس يأتى بعد الثورة وتركة كبيرة وثقيلة وفساد.

ولكن على الأقل كان يكفيه خلال عامه الأول أن يضع مصر على أول الطريق وأن يحقق لها المصالحة الوطنية ويجمع الشعب حوله ويضع لها دستوراً محترماً ويشرك الجميع معه الحكم وهذه كانت تعهداته أثناء حملته الانتخابية ولكنه لم ينفذ منها شيئا بل فعل عكسها تماما وكان هذا هو الحصاد المر لأول عام رئاسة والكلمة اليوم للشعب.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط