رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتهم بقتل طفليه في الدقهلية: خدعتهما بـ"صورة سيلفي"

المتهم بقتل طفليه
المتهم بقتل طفليه

_أهدر ثروة والده على «حفلات ماجنة».. وخشى عليهما من السمعة السيئة

‏32 كاميرا كشفت مزاعم الأب القاتل.. والجانى فشل فى خداع الضباط بزعم تواصله مع الجنتناول «الاستروكس والفودو» لنسيان جريمته وتوقيت ظهور الجثتين أربك حساباته

انتهت نيابة المنصورة الكلية، من تصوير جريمة قتل طفلى الدقهلية «ريان، ومحمد»، والمعروفة إعلاميًا بـ«عصافير الجنة»، على يد والدهما، محمود نظمى، الذى اعترف بإمساكه طفليه من سيقانهما ‏ورقبتيهما وإلقائهما -وهما على قيد الحياة- فى المياه من أعلى كوبرى فارسكور بدمياط.‏
وقدّم فريق البحث الجنائى، مقاطع فيديو، توضح خط سير المتهم، ليلة ارتكابه الجريمة، منذ لحظة خروجه من منزله بصحبة الطفلين، حيث أظهرت الفيديوهات أن الجانى لم يتوجه نهائيًا إلى الملاهى، ‏بل ذهب مباشرة إلى مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، ثم توقف بالسيارة داخل إحدى محطات البنزين الموجودة بالقرب من المدينة، وكان معه الطفلان.‏
ووفقًا لأوراق القضية المقدمة للنيابة، فإن المباحث تتبعت الهاتف المحمول الخاص بالمتهم، واكتشفت أنه اتصل بزوجته «سماح»، وأخذ يصرخ «الولاد اتخطفوا»، وكانت المكالمة صادرة من فارسكور ‏بدمياط، وليست من ملاهى سلسيل، كما ادعى فى بلاغه.‏
وكشفت تحريات فريق البحث الجنائى عن أن والد الطفلين كان يقرأ فى الفترة الأخيرة كتبًا عن تحضير الجن، معتقدًا أنه «يمكن تسخيره لخدمة أهدافه فى تجارة الآثار، كما كان يتعاطى الكثير من أنواع ‏المخدرات التى أصابته بالهوس وفقد التحكم فى أعصابه».‏
وحضر المتهم إلى مقر النيابة الكلية فى المنصورة، فى الثامنة من صباح أمس السبت، وسط حراسة أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن، التى نقلته من ديوان قسم شرطة ميت سلسيل إلى النيابة فى سرية ‏تامة، خشية من فتك الأهالى به.‏
ورافق المتهم خلال التحقيقات عدد من ضباط فريق البحث الجنائى، الذين توصلوا إلى ارتكابه الواقعة، واعترافه تفصيليًا بها، فيما دفع فريق البحث بأدلة جديدة، منها تسجيلات لـ٣٢ كاميرا للمراقبة على ‏الطريق إلى فارسكور.‏
وقال المتهم إنه تخلص من نجليه خوفًا عليهما من سمعته السيئة وديونه وعلاقاته النسائية غير الشرعية، مؤكدًا أنه ورث عن والده تركة كبيرة تقارب المليون ونصف المليون جنيه، أنفقها وما يزيد عليها ‏فى سهرات ليلية ماجنة مع النساء.‏
وأوضح أنه فى يوم الحادث ظل داخل المنزل حتى تمام الساعة الخامسة عصرًا، ثم دعا نجليه لارتداء الملابس للخروج للتنزه بأحد الملاهى، مشيرًا إلى أنه أخذهما فى سيارته وتوقف لتزويدها بالبنزين، ‏واتجه مباشرة إلى كوبرى فارسكور العلوى، أعلى نهر النيل.‏
وأشار المتهم إلى أنه نزل من سيارته وأبلغ نجليه بأنه سيصورهما ويتصور معهما «سيلفى»، مضيفًا: «بدأت مراقبة المكان، للتأكد من عدم وجود أحد، ثم ألقيت بهما وهما يمسكان ببعضهما البعض، ‏وتوجهت مسرعًا بسيارتى نحو الملاهى، وادعيتُ اختفاءهما».‏
وأكد أنه اتصل بأشقائه، الذين جاءوا مسرعين للبحث عن الطفلين، لافتًا إلى أنه لم يتوقع أن تظهر الجثتان بعد الحادث بساعات، مضيفًا: «توجهت بعدها إلى الرائد محمد فتحى، رئيس المباحث، للمطالبة ‏بتحرير محضر، لعلمى بأن القانون يحتم مرور ٢٤ ساعة على الاختفاء، وتعاطف معى، واصطحبنى بنفسه إلى الملاهى للبحث عن الطفلين، خاصة أن علامات الخوف والقلق كانت تظهر بشدة على ‏وجهى».‏
وأضاف: «رئيس المباحث عاد إلى القسم، وظل يناقشنى حول وجود أى خلافات بينى وبين بعض الأشخاص»، مؤكدًا أنه نفى وجود أى خلافات أو أعمال تجارية مع شركاء.‏
وتابع: «كل الضباط والأمناء، كانوا متعاطفين معى، حتى وصلت إشارة إلى قسم الشرطة من مركز شرطة فارسكور، وعلمت أن المباحث وجدت جثتى الطفلين، وازدادت علامات التوتر وأنا ذاهب إلى ‏المستشفى، ثم دخلت بصحبة وكيل نيابة فارسكور، وشاهدتهما فى ثلاجة المستشفى، ودخلت بعدها فى نوبة فقدان للوعى».‏
وأوضح المتهم، أنه ظل بصحبة جثتى نجليه حتى صلى الجنازة عليهما وشيّعهما إلى مثواهما الأخير، لافتًا إلى أنه حاول الاختفاء لفترة لكى يتعاطى «الاستروكس»، بهدف الدخول فى نوبة نسيان، متابعًا: ‏‏«حتى تمكن فريق البحث من التوصل إلىّ فجر الخميس الماضى، وناقشونى مجددًا، وأبلغنى أحد الضباط بأن هناك مَن رآنى فى مدينة فارسكور».‏
وأكمل: «حاولت تضليل الضباط مرة أخرى، بأننى فعلت ذلك لأن الجن كان يسيطر علىّ»، نافيًا تعرضه لضغوط للاعتراف، لافتًا إلى أن الجريمة جاءت نتيجة الضغط النفسى الذى كان يمر به، بعد ‏فقدان أكثر من مليون ونصف المليون جنيه على ملذاته، وتعاطيه «الاستروكس والفودو»، ووصوله إلى مرحلة يائسة دفعت أشقاءه إلى إيداعه مصحة نفسية.‏
وقال المتهم، إنه كان يحب نجليه، وقتلهما بدافع الخوف عليهما، وأنهما حين يموتان فى هذه السن الصغيرة سيدخلان الجنة، ولن يريا مصيرًا سيئًا فى المستقبل، مضيفًا: «كان تخوفى أن يعلما فيما بعد أن ‏والدهما مدمن وضيّع أموالهما».‏
وقررت النيابة حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيق، وأمرت باستدعاء أشقائه للإدلاء بأقوالهم، وإجراء تحليل سموم للجانى لبيان نوع المخدر الذى يتعاطاه.‏