رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير عن جيش الاحتلال: معظم الجنود لا يرغبون فى العمل

جريدة الدستور

كشفت تقارير عسكرية فى إسرائيل عن تراجع كفاءة القوة البشرية فى الجيش، ما يؤثر على جاهزيته لخوض المعارك فى المستقبل، فى ظل تجاهل القادة لشكاوى الجنود، وانتشار التفرقة بين عناصر الجيش على أساس جنسى أو طائفى.
ووفقًا لصحيفة «هآرتس»، فإن «يتسحاق بريك» المفوض العسكرى لشكاوى الجنود، الذى يستعد لإنهاء خدمته فى وقت قريب- رفع تقريرًا شاملًا عن حالة الجنود إلى القيادة العليا للجيش الإسرائيلى، أوضح فيه معاناة الجنود الميدانيين فى قطاعات مختلفة، فى ظل إطلاعه على أوضاعهم الحقيقية بسبب طبيعة منصبه.
وحذر «بريك» من انخفاض المستوى العام للجنود والضباط فى الجيش، بعد التقائه بأعداد كبيرة منهم فى جميع الوحدات والأقسام، بسبب تراكم الأعباء الزائدة عليهم نتيجة كثرة المهام الموكلة إليهم، وعدم رغبة كثير منهم فى الانخراط فى العمل العسكرى من الأساس، ما أثر سلبًا على دوافعهم ومستواهم.
وأوضح مفوض الشكاوى فى تقريره، أن ماكينة الدعاية الإعلامية الإسرائيلية تتحدث عن جاهزية الجيش بشىء كبير من المبالغة والتهويل، كما أن رئاسة الأركان تهتم كثيرًا بالتقارير التى تذكر أن الأوضاع ممتازة، لكونها منشغلة بالمظهر عن الجوهر.
وأشار إلى أن القيادة تتجاهل الدافع وراء رغبة كثير من الضباط والجنود فى ترك مواقع الخدمة الميدانية والقوات البرية، والانتقال إلى الوحدات التكنولوجية والسيبرانية والاستخباراتية، وهو ما يرجع إلى كون هذه الوحدات بعيدة عن المعارك والاشتباكات.
كما أشار إلى أن تقليص أعداد القوات البرية فى السنوات الماضية، زاد من الأعباء على المجموعات المتبقية، ما تسبب فى تدنى كفاءة معظمهم بسبب تراكم الأعمال. وذكرت «هآرتس» أن هذا التقرير يعد الثانى لـ«بريك»، الذى رفع تقريرًا سابقًا عن الأوضاع الحقيقية فى الجيش فى يونيو الماضى، وتسبب فى جدل داخل صفوف الجيش، ما استدعى مناقشته فى جلسة مغلقة، عقدتها لجنة الشئون الأمنية والخارجية فى «الكنيست».
كما كشفت الصحيفة عن أن الجيش الإسرائيلى يعانى أيضًا من تفشى التمييز ضد المجندات على أساس الجنس، موضحة أن هذا التمييز لم يعد مقصورًا على المتدينين فقط، وإنما تعداهم إلى الجنود العلمانيين أيضًا.
وذكرت أن عددًا من الجنود العلمانيين اعتادوا طلب الإذن بالتغيب عن مواقعهم فى الأعياد والمناسبات الدينية، رفضًا للمشاركة فى بعض الصلوات، مثل جولات الغفران، التى اعتبروها نوعًا من الإكراه الدينى.
واعتبرت «هآرتس» أن التمييز داخل الجيش تحول إلى ظاهرة، خاصة بعدما قام أكثر من ٥٠ متدربًا فى سلاح المظلات من أصل ٧٠ بإدارة ظهورهم بعيدًا عن مدربتهم «نوعا حليوة»، أثناء قيامها بالشرح العملى لهم، لكونهم يرفضون النظر إليها لكونها امرأة.
وأضافت الصحيفة أن الشهر الماضى شهد منع المسئولين فى قاعدة «شزيفون» العسكرية للمجندات المتدربات فى دورة قادة المدرعات، من ارتداء القمصان الداخلية البيضاء أثناء التمارين الرياضية، بسبب خوفهم من المس بمشاعر الجنود المتدينين، الذين يرون أن هذه الملابس كاشفة للجسد.
من جهته، طالب الجنرال «موتى ألموس» رئيس الإدارة المدنية السابق فى الجيش الإسرائيلى، القيادات باتخاذ ردود فعل أكثر قوة تجاه تفشى التمييز ضد النساء، مؤكدًا أنه كلما زادت أعداد الجنود المتدينين والحريديم فى الجيش، زادت حالات الإقصاء وفرض الوصايا الدينية على العاملين به.