رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أنا وصمة عار".. كيف أهدر والد طفلي الدقهلية مليون جنيه قبل قتلهما؟

طفلي الدقهلية
طفلي الدقهلية

أهدر مليون جنيه وتورط فى ديون كبيرة وأصبح سيئ السمعة لإدمانه الخمر

الوالد ادعى أنه مريض نفسيًا وارتكب الجريمة خوفًا على طفليه من «الحياة الصعبة»

اعترف محمود نظمى السيد، والد الطفلين «ريان ومحمد»، من مركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، اللذين عثر عليهما غريقين فى ترعة فارسكور- بقتلهما، الجمعة، فى التحقيقات التى أجراها معه رجال المباحث قبل تحويله للنيابة العامة.
وعثرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن دمياط على جثتى طفلين، انتشلتهما من مياه ترعة فارسكور، الأربعاء الماضى، بعد أن أبلغ والدهما باختفائهما الثلاثاء، أول أيام عيد الأضحى.
وتم استدعاء والد طفلى الدقهلية لتقارب المواصفات التى أدلى بها فى المحضر مع المعثور عليهما، وتوجه الأب إلى مشرحة مستشفى فارسكور المركزى، وتعرف على جثتى الطفلين.
وادعى الأب فى المناقشات الأولية التى أجراها الرائد فتحى صالح، والعميد سيد خشبة، رئيسا فرع البحث الجنائى بشمال الدقهلية- أنه مريض نفسى، وأنه ارتكب الواقعة بدافع الشفقة على طفليه من مستقبل مظلم، بسبب سمعته السيئة وظروفه المادية الصعبة.
وأقر الأب بأنه ارتكب جريمته فى تمام الساعة ٤.٣٠ عصرًا، وادعى اختطافهما وأبلغ مركز الشرطة فى تمام الثامنة مساءً.
وقال نظمى: «أنا مستحقش أكون أبوهم، أنا وصمة عار بالنسبة لهم»، موضحًا أنه أهدر مبالغ مالية تقترب من المليون جنيه الفترة الماضية، وتورط فى ديون كبيرة، وكان يخشى أن يواجه طفلاه مصيرًا غامضًا بسبب سمعته التى ساءت بعد أن أدمن الخمر.
وشكلت وزارة الداخلية لجنة لكشف ملابسات الحادث، ضمت اللواء أيمن عبدالله، مساعد مدير أمن الدقهلية، والعقيد ناجى جادالحق، مأمور مركز شرطة ميت سلسيل، ومحمد شرباش، مدير المباحث الجنائية بالدقهلية.
فيما وضعت أسرة الطفلين ملابس العيد على قبرهما، تعبيرًا عن حزنها الشديد لفراق الطفلين فى أول أيام العيد.
كان الأب قد اختلق عددًا من الروايات للإيهام بخطف الطفلين، فقال فى البداية إنه على خلاف مع أحد تجار الآثار بمركز أجا، بسبب قطعة أثرية «تمثال قطة فرعونية»، حصل عليها من تاجر آثار بمحافظة دمياط.‏
وقال والد الطفلين إنه أعطى التاجر ٣٠٠ ألف جنيه عمولة على القطعة الفرعونية، بينما كانت العمولة المتفق عليها ٨٠٠ ألف جنيه، مرجحًا أن يكون الدافع وراء قتل طفليه هو ‏الانتقام منه، وليس بغرض الابتزاز أو السرقة، مضيفًا: «لم أتلقَ أى اتصالات لطلب فدية».‏
وادعى فى البلاغ الذى تقدم به أنهما اختفيا أثناء مصافحته شخصًا مجهولًا، صادفه فى الملاهى بصحبة الصغيرين، لكن الحقيقة أنه ألقى بهما من أعلى كوبرى فارسكور فى المياه.
ووجه وائل السعيد، ابن عم القاتل، الشكر لكل من تعاطف مع الطفلين محمد وريان، وقال إنه يجب معاقبة القاتل أيًا كان، وأن ابن عمه مريض نفسى، وأن ما حدث جريمة بشعة، أودت بحياة طفلين لا ذنب لهما.
وشيع الآلاف من أهالى مدينة ميت سلسيل، أمس الأول، جثتى الطفلين وسط حالة من الحزن والغضب بسبب الحادث.