رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفن والموروث الإسلامي في "المعاني العلوية للعمارة الإسلامية"

جريدة الدستور

هل للإسلام صلة بالفن؟، سؤال يتكرر كثيرًا في مجالس الأدباء والمثقفين ورجال الدين والشخصيات العامة، لكن الإجابة عن هذا السؤال، مثّلت إشكالية لدى البعض وشغلت حيزًا من الدفاتر في مدونات عدة.

ونظرًا لأهمية السؤال وحساسيته فيما يتعلق بالدين الإسلامي وعلاقته بالفن وأنماطه المتعددة، كان الخوض في محاولات الوصول لتفسير لهذه العلاقة أشبه بالإمساك بالجمر.

وفي محاولة جديرة بالمتابعة والثناء علي الجهد المبذولة في إتمامها، غاص الدكتور مصطفي حسن البدوي في تفسير معاني فن العمارة الإسلامية في كتاب صدر حديثًا حمل عنوان «المعاني العلوية للعمارة الإسلامية» في 256 صفحة بدأت بمقدمة عن الفن الإسلامي ومعانيه، ثم عرج إلى القيم الثلاث للفن الإسلامي (النفعية والجمالية والمعنوية).

كما أسهب الدكتور مصطفي بدوي في تفنيد الموروث الفكري الإسلامي من ناحية الإطار النظري، وأظهر بضرب الأمثال من القرآن الكريم والحديث الشريف العلاقة بين الفن المعماري والدين الإسلامي المعروف بالعمارة الإسلامية.

وكان لمفهوم الحدائق عند المسلمين والتذكير بالجنة في التصميمات الهندسية، مساحة مهمة في كتاب « المعاني العلوية للعمارة الإسلامية »، وأوضح أن هناك تتابعًا بين فن العمارة الإسلامية متسقًا مع مفاهيم من الموروث الفكري ظهرت جلية في التصاميم المعمارية.

يقول الدكتور مصطفي عن إجابة السؤال الشائك:" إن الدين ينظم الواقع والفن يتعامل مع الخيال، وأن هناك الناحية الخلقية، فالأديان تحرص علي الأخلاق، والفن كما نراه اليوم يكره القيود كلها، بما فيها قيود الأخلاق"، ويتابع:" والحقيقة أن الفن لا يجب أن يكون محض خيال، أنما هو تعبير الإنسان عن واقعه، فإن كان الواقع إيمانيًا، كان الفن إيمانيًا، وما الإيمان إلا معرفة الواقع الغيبي علي ما هو عليه، وإن كان الواقع إلحاديًا أو مغرقًا في المادية، كان الفن كذلك، وكان الهروب إلي الخيال، وإن كان الواقع مؤلمًا، كنا الفن تعبيرًا عن الألم".