رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الرفيقة مونيكا".. نجمة الإغراء الأشهر مناضلة شيوعية فى مسلسل قصير عن تينا مودوتى

مونيكا بيلوتشى
مونيكا بيلوتشى

تعيش الممثلة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشى، أسعد لحظاتها فى تلك الفترة، بعد أن حققت حلمها بتجسيد شخصية مواطنتها المصورة والممثلة وعارضة الأزياء والثائرة الراحلة تينا مودوتى، فى مسلسل قصير.
ولدت «مودوتى» فى ١٧ أغسطس ١٨٩٦، وتوفيت فى ٥ يناير ١٩٤٢، وتعد شخصية تاريخية مهمة فى إيطاليا، بسبب حياتها المليئة بالنضال.

انفردت مجلة «فوج»، الفرنسية، بأول صورة لـ«بيلوتشى» وهى تؤدى دور «مودوتى»، وتم تصوير المسلسل فى المكسيك، وولاية لوس أنجلوس، وإيطاليا، استنادًا إلى قصة حياة «مودوتى»، التى غادرت إيطاليا فى ١٩١٣ وانتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عملت كعارضة أزياء، وبعد ذلك كمصورة، وفى عام ١٩٢٢ انتقلت إلى المكسيك، حيث أصبحت مناضلة شيوعية. وتتولى إخراج المسلسل المخرجة الإيطالية إدواردو دى أنجيليس، بإنتاج مكسيكى إيطالى مشترك.
وبحسب المجلة، فإن «بيلوتشى» حلمت بخوض تلك التجربة منذ سنوات طويلة، مشيرة إلى تصريحاتها فى هذا الشأن، التى تؤكد أنها مفتونة بقصة حياة «مودوتى»، التى عملت لفترة وجيزة فى أفلام هوليوود الصامتة، ثم أصبحت معروفة خلال ثلاثينيات القرن العشرين فى أوروبا والمكسيك كمصورة وناشطة يسارية، وعُرفت أيضا بأنها من أنصار الحركة النسوية، ودافعت عن حريات المرأة فى أوائل القرن العشرين.
وأضافت المجلة أن المسلسل مكون من ستة أجزاء، ويحمل عنوان «حياة وأوقات تينا مودوتى»، وستكون لغات العرض الرئيسية هى الإنجليزية والإسبانية، مع وجود بعض الجمل الحوارية باللغة الإيطالية، وسيُعرض المسلسل فى وسائل الإعلام فى سبتمبر المقبل.
وقالت بولا فاكارو، المشاركة فى إنتاج المسلسل: «كنا فى منزل بيلوتشى، وسألناها ما الدور الذى ترغبين فى تجسيده، فاستأذنت ودخلت إلى غرفتها، وخرجت لنا بكتاب عن تينا مودوتى، وقالت: (هذا هو الدور الذى أود أن أؤديه حقا.. إنه الدور الذى يشتاق إليه قلبى)، وكان تعبيرها هذا عجيب حقًا».
وأضافت «فاكارو»، للمجلة، أن المنتجين أقنعوا «بيلوتشى» بأن حياة «مودوتى» تحتاج إلى مسلسل وليس فيلمًا كما كانت تريد، لأن تفاصيل حياتها كثيرة ومتشعبة للغاية، ما يؤكد أن السلسلة الطويلة هى أفضل أشكال السرد المتجانس التى ستُعرف الجمهور بقصتها، وتابعت: «واقتنعت بيلوتشى بذلك».
وعلى الرغم من ظهور «بيلوتشى» فى العديد من المسلسلات، وأبرزها «Mozart in the Jungle»، إلا أن ذلك المسلسل هو الأول الذى تلعب فيه الممثلة الإيطالية الشهيرة دورًا رائدًا فى السوق الدولية، بحسب المجلة.
وأكدت «فاكارو»: «بيلوتشى معروفة فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الصين وروسيا وأمريكا، ولديها فريق كتابة متخصص سيضمن لنا مشروعًا متميزًا يمكن أن يصل صداه الجماهيرى إلى مدى بعيد».
وقالت المجلة: «ربما كانت حياة مودوتى قريبة من بيلوتشى، لذلك أرادت تجسيدها، حيث أحبت الأولى أن تكون عارضة أزياء وممثلة فى بداية حياتها، بالولايات المتحدة، قبل أن تنتمى إلى مجموعة مسرحية مدعومة من مجتمع المهاجرين الإيطاليين فى منطقة خليج سان فرانسيسكو، ثم ظهرت فى العديد من المسرحيات والأوبرا والأفلام الصامتة فى أواخر ١٩١٠ وأوائل العشرينيات».
وتابعت: «وفى عام ١٩١٧، التقت روبيه دى لابى ريتشيكان، وكان فنانًا وشاعرًا بوهيميًا، وفى عام ١٩١٨، بدأت مودوتى علاقة رومانسية معه وانتقلا إلى لوس أنجلوس من أجل متابعة مسيرتها فى صناعة السينما، وعلى الرغم من أنهما كانا يعيشان معًا، إلا أنهما لم يتزوجا، ودخلا فى دائرة أصدقاء غريبة، ومن بين هؤلاء الأصدقاء ريكاردو جوميز روبيلو، وإدوارد ويستون».
كما أضافت المجلة: «ودخلت مودوتى بعد ذلك مهنة التصوير، فهى فى الأصل كانت مهتمة بالتصوير عندما كانت طفلة صغيرة فى إيطاليا، حيث كان عمها، بيترو مودوتى، يحتفظ باستديو للتصوير الفوتوغرافى، وفى وقت لاحق فى الولايات المتحدة، كان والدها يدير لفترة وجيزة استديو مشابه فى سان فرانسيسكو، وفى أثناء وجودها فى لوس أنجلوس، التقت بالمصور إدوارد ويستون وشريكته الإبداعية مارجريت ماذر، وتطورت مودوتى كمصورة مهمة».
وأكملت: «وفى عام ١٩٢٧، بدأت مودوتى علاقة مع كزافييه جيريرو، الذى كان عضوًا فى الحزب الشيوعى، وتم إرسال جيريرو إلى موسكو لمدة عام للمشاركة فى تدريب الأحزاب السياسية، وبحلول عام ١٩٢٨ بدأت مودوتى علاقة مع الناشط الكوبى المنفى جوليو أنطونيو ميلا، وخلال هذه الفترة نفسها، بدأت التناقضات الاقتصادية والسياسية داخل المكسيك، فبدأت مودوتى نشاطها الثورى».
واختتمت المجلة: «وفى عام ١٩٤٢، عندما كانت مودوتى فى سن الـ٤٥، توفيت بسبب قصور فى القلب، بينما كانت فى طريقها إلى منزلها فى سيارة أجرة، بعد أن شاركت فى مأدبة عشاء فى منزل بابلو نيرودا، فى مكسيكو سيتى، وكان من أجمل أقوالها (نقى اسمك اللطيف ونقى حياتك الهشة)».