رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجيب محفوظ يدفع نفقات مائتي حاج لغير القادرين

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

كان نجيب محفوظ يحرص على حجب الخاص من شئونه حتى لو كانت مما يشرف صاحبه، فقد دفع نجيب نوبل نفقات مائتى حاج من ماله الخاص لغير القادرين من محدودى الدخل على أداء تلك الفريضة لعل ذلك يكون تعويضًا عن تلك الفريضة التى لم تتيسر له سبل أدائها فى الوقت المناسب لصحته وقدرته.

وكأنى به هو الذى يتحدث فى زقاق المدق على لسان السيد رضوان الحسينى قبيل شروعه فى الحج: "أخى أموت شوقا إلى استطلاع أفق مكة، واستجلاء سماواتها، والإنصات إلى همس الزمان بأركانها، والسير فى مناكبها، والانزواء فى معابدها، وإرواء الغلة من زمزمها، واستقبال الطريق الذى مهده الرسول بهجرته فتبعته الأقوام من ثلثمائة وألف عام ولا يزالون، وثلوج الفؤاد بزيارة القبر النبوى والصلاة فى الروضة الشريفة، وأن بقلبى من مكنون الهيام ما يقصر الزمان عن بثه، ولدى من فرص الزلفى والسعادة ما يعجز العقل عن تصوره.. أرانى يا إخوان ضاربا فى شعاب مكة تاليا الآيات كما أنزلت أول مرة، كأنما أسمع درس اللذات العلية، أى سرور. وأرانى ساجدا فى الروضة متخيلا الوجه الحبيب كما يتراءى فى المنام، فأى سعادة، وأرانى متخشعا لقاء المقام مستغفرًا، فأى طمأنينة، وأرانى واردا زمزم أبل جوارح الشوق بندى الشفاعة، فأى سلام.. أخى لا تذكرنى بالعودة وادع الله معى أن يحقق لى المنى".

ولايفوت محفوظ وزوجته عطية الله، حرصًا على قيمة التضحية أن يذبحا بقرة وكبشين ليأخذ كل محتاج نصيبه وذلك حسبما ذكر الباحث إبراهيم عبدالعزيز في مقدمة كتابه "ليالي نجيب محفوظ في شيبرد".