رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئول المزرعة المصرية بزامبيا: لوساكا تطلب المزيد من خبراتنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد الدكتور هانى درويش مدير المزرعة المصرية فى زامبيا تقدير التنزانيين حكومة وشعبا لمصر ومتابعتهم بإهتمام لخطوات الاصلاح الاقتصادى الحاصلة فى مصر كنموذج يجب الاستفادة منه لما يجب ان تسير عليه بلدان افريقيا لتحقيق التقدم فى وقت تتطلع فيه أفريقيا للدور المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى حيث ستتولى مصر رئاسة الاتحاد الافريقى بدءا من العام القادم.

جاء ذلك في تصريحات خاصة للدكتور هانى درويش لوكالة انباء الشرق الأوسط بمناسبة مشاركة المزرعة المصرية فى زامبيا فى معرض لوساكا الدولي الذي انطلقت فعالياته فى الأول من الشهر الجارى وتستمر حتى السادس منه.

من جانبه، أعلن الدكتور نور السعدونى الباحث بمعهد بحوث البساتين وخبير المحاصيل البستانية، ونائب مدير المزرعة المصرية فى زامبيا عن طلب زامبيا اقامة مزرعة مصرية نموذجية ثانية على اراضيها وقال انه سيتم يتم توقيع عقد المزرعة المصرية الجديدة فى سبتمبر القادم في مدينة كابوى التى تبعد 130 كيلو عن العاصمة لوساكا بعد ان اكتملت كافة التجهيزات الخاصة بها.

وقال السعدونى في تصريحات لوكالة انباء الشرق الأوسط من لوساكا:" تأتى المشاركة المصرية من خلال المزرعة المصرية في زامبيا انطلاقا من حرص مصر على تعزيز تعاونها فى مجالات التنمية والأمن الغذائى مع الاشقاء الافارقة، وتحرص المزرعة المصرية فى زامبيا على المشاركة فى كل المعارض الدولية المقامة فى زامبيا فى مدن اندولا وشيسمبا ولوساكا كنموذج للتعاون الثانى المصرى الافريقى ".
وأضاف " ان المزرعة المصرية فى زامبيا تحصد دائما المراكز الأولى نظرا لما حققه نموذجها من نجاحات فى الآونة الأخيرة بفضل جهود القائمين عليها ".

وتابع: إن المشروع يقدم نموذجا "عمليا" للخبرة المصرية للاشقاء الأفارقة ويجسد حرص مصر على نقل خبراتها فى شتى المجالات الى الافارقة وفى مقدمتها تحقيق الأمن الغذائى، وتعرض المزرعة المصرية فى معرض لوساكا الدولى جميع منتجاتها والتى تتمثل فى شتلات الطماطم والكرنب ومحاصيل الخضر مثل البصل والفلفل والخيار والباذنجان وثمار البرتقال والليمون وفاكهة القشطة والمحاصيل الحقلية مثل الفول الصويا والاذرة الشامية والفول السودانى وعباد الشمس.

وبشأن الوضع الأمني فى زامبيا قال السعدونى"ان زامبيا بلد آمن يتعايش فيه أصحاب الديانات والعقائد المختلفة جنبا الى جنب فى سلام ومؤاخاة، وبفضل هذا المناخ الايجابى فهناك خطة للتوسع في الاستثمار الزراعي فى زامبيا، وإنشاء العديد من المزارع المشتركة فى معظم البلدان الأفريقية لأنها أرض واعدة".

وتعتبر المزرعة المصرية فى زامبيا ثمرة تعاون مشترك بين وزارة الزراعة المصرية ممثلة في إدارة العلاقات الخارجية لمشروع المزارع الأفريقية، ووزارة الخارجية متمثلة فى السفارة المصرية فى لوساكا، وبين وزارة الداخلية الزامبية متمثلة فى قطاع السجون والتي تمتلك برنامجا طموحا لاعادة تأهيل السجناء، ويتمثل اسهام زامبيا فى توفير الأرض والكهرباء والعمالة، فى حين تسهم مصر بتقديم عناصر المكينة والمعدات الزراعية، وإيفاد الخبراء والمدربين المصريين ويتم تقاسم الأرباح مناصفة بين البلدين من خلال حساب مصرفى مشترك.

وأوضح نور في تصريحاته أن المزرعة تم إنشاؤها عام 2004، وبدأ العمل بها بالفعل عام 2006، ومساحتها 240 هكتارا، وكانت مقتصرة على زراعة الذرة الشامية فقط، حيث كان يعتمد على الري المطري الذى يبدأ من شهر أكتوبر حتى شهر مايو، لأن المناخ فى زامبيا استوائي بطبعه، وبداية من عام 2013 نجحت مصر فى إدخال نظام الرى المحورى، حيث تمتلك المزرعة ثلاثة من محركات الرى المحورى البيفوت وكذلك استحدث الجانب المصرى فى زامبيا إدخال نظام الرى بالتنقيط والرش والميكروجت بالاضافة إلى تحسين نظم الرى بالغمر.

وأشار إلى أن أهم الزراعات، هى الذرة الشامية والفول الصويا صيفًا، والقمح والذرة شتاءً باستخدام نظام الرى المحوري، وكذلك تنتج المزرعة المحاصيل البستانية المتمثلة فى الطماطم والكرنب والبصل والخيار والكنتالوب والبطيخ والفراولة، وكذلك تم جلب عدد أصناف مانجو مصرية إلى زامبيا والترويج لها فى الاسواق الزامبية وتشمل اصناف العويس والكيت والكنت والناعومى والتومى، وجميعها الآن فى مرحلة الاثمار التجارى الكامل ومزروعة على مساحة خمسة هكتارات، كما تحتوى المزرعة المصرية فى زامبيا على هكتار موالح يوسفى بلدى وبرتقال صيفى وبرتقال واشنطن نيفال (ابوسرة) وجميعهم من عائلة البرتقاليات الفولكاماريانا، وكذلك تحتوى على صنف فاكهة القشطة، وكذلك 4 أصناف عنب وهي الفليم والكرمسون والاسبريور والبناتى، وجميعها الآن فى مرحلة التقييم، والمزرعة تحتوى على صوبة لانتاج شتلات الخضروات لخدمة المزرعة والمزارع المجاورة.

وحول الصعوبات التى تواجه عمل المزرعة، يقول المسئولون عن ادارتها انها تتمثل بصورة اساسية فى ارتفاع تكلفة النقل التصديرى وذلك نظرا لكون زامبيا " دولة حبيسة " لا تطل على سواحل. وأوضحوا أن المزرعة المصرية فى زامبيا تقع فى منطقة مومبيشى، 45 كيلو مترا غربى العاصمة لوساكا، ولذلك فإن أقرب ميناءين تصديريين لها هما ميناء دار السلام فى تنزانيا وميناء لواندا في انجولا، وبالتالى يتم بيع المحاصيل فى السوق المحلى ووضع الأرباح فى الحساب المشترك بين البلدين.

وبشأن المناخ الزراعي في زامبيا وفى افريقيا بصورة عامة، قال الدكتور نور السعدونى إن الأراضى الزامبية حامضية وهو ما يعنى أن معظم العناصر الغذائية سواء الكبرى أو الصغرى ميسرة للامتصاص، ما عدا عنصر الحديد، وبالتالى يتم استخدام كميات منخفضة من الأسمدة الكيماوية والاعتماد على الأسمدة العضوية وهو ما يعطى انتاجها قيمة صحية اضافية.