رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف كان عبدالرحيم منصور يعرف أن الموت يترصد له؟

الشاعر عبد الرحيم
الشاعر عبد الرحيم منصور

كان الشاعر عبدالرحيم منصور يستشعر موته، وكتب هذا مجدي نجيب في كتابه "من صندوق الموسيقى.. زمن الغناء الجميل"، قائلا: "كان دائما يحن للرحيل فى اتجاه الجنوب، وسألته كثيرا لماذا لا تشعر بالاستقرار؟"

قال: "يا صديقى.. دائمًا يركبنى إحساس بأن القاهرة ستأخذ عمرى مبكرًا.. وإحساسى بالوحدة وسط الزحام يخنقنى كل يوم.. والغربة تقتلنى، فأحن إلى رائحة أمى وذكريات إنشادها وهى تطهو الخبز أمام الفرن".

قلت له: "أنت مدلل فى غربتك.. والناس كلها تحبك.. وتشتاق لسماع أشعارك.. وفى أى مكان من الوطن لن تستطيع الهروب من الغربة".

وتابع: "يتذكر أنه على موعد قد يفوته، فيبدأ قلبه يدق بسرعة ويحاول التغلب على حالته بمصمصة شفته السفلى لكى يمنح نفسه فرصة للتفكير، فأراه شاردا، فأسأله مالك؟، يتركنى دون كلمة.. ويذهب إلى محطة القطار للرحيل ناحية الجنوب متخيلًا فتاة بملابسها المدرسية تنتظره بلهفة على رصيف محطة المنيا ولكنه لا يجدها.. فيعود إلىّ باكيًا بعد أن كتبت إليه: كل الشعراء بلا عناوين.. يتعلقون بالوهم، ويتلذذون بمضغ الألم واحتساء عصير وجع القلب".

ورثاه فؤاد حداد بقصيدة ألاقي فين عبدالرحيم منصور جاء فيها:
عبدالرحيم ما راحش من بالى
الليل عتر فى الشمس قايمه لى
على حيلها لا بتقعد ولا بتمشى
والدمع ما بيسقطش من وشى
ولا خد ميزان الخير على غشى
ولا خداعى
ولا عاتبنى وقال مافيش داعى
والليل عتر فى الشمس بالصدفه
القاهر] فى ديل المعزيين
يوم ما الحبايب يشبهوا المعازيم
وعساكر البلدية والتنظيم
بيشيلوا بالقفه
عيونى وعيونك يا عبدالرحيم
حفظنى دور الأوله بتحلم