رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة الشيخ حسام بدراوي إلى صِباه

حسام بدراوي
حسام بدراوي

لو سَمِعَ أحمد شوقي أمير الشعراء وإبراهيم ناجي وأحمد رامي وأمل دنقل أبيات الشعر التي نشرها حسام بدراوي، لاعتزلوا الشِعْرَ ومسحوا جميع أبياتهم من كُتب الأدب.

"المصري اليوم".. كانت النافذة التي أطل علينا منها الدكتور حسام بدراوي بشيء دخيل على الشعر، في 21 يوليو الجاري، حيث احتوى شِعره على سطورٍ مكونة من 84 كلمة، أي 391 حرفًا دون مسافات - وبالمسافات إحقاقًا لأي حق له 475 حرفًا- 11 كلمة منها "أحب" فقط، و10 كلمات "فيكي".. أي يتبقى 60 كلمة غارقة في حرف "الياء".. ومُذيل آخرها بكلمة "شعر: د. حسام بدراوي".

وفور أن تنتهي من قراءة هاتين الفقرتين تتذكر مشهدين يحفظهما الشعب المصري عن ظهر قلب من فيلم "مرجان أحمد مرجان"، الأول: "الحلزونة والحلزون اتقابلوا في ثقب الأوزون.. الحلزونة تاهت جوة متاهة، والحلزون لما استناها.. هربت وقعت جوة البير.. السما بتمطر مسامير.. والحلزون مكبوت وأسير".. والثاني لقصيدة السنونو: "أبيع نفسي لأول مشتر آت، أبيع مقهورا حبيباتي وكلماتي".

هرتلات تعيسة مليئة بالأخطاء، انتهت بكلمة "شعر"، وكأن الشعر هان إلى تلك الدرجة التي يوصف بها، وقد كان يمكن لنا أن نقبل بوضع ما كتبه "بدراوي" تحت فن الخواطر، وهو فن راق يعد متنفسا للجميع سواء أصحاب الأساليب أو غيرهم من العامة، شريطة أن يتقنوا القواعد البسيطة للغة العربية، وهو ما لم يتوفر فيما كتبه "بدراوي"؛ إذ جاء مزيجًا ركيكًا بين العامية والعربية الدراجة.

كما كان يمكن لنا أن نضعه في تصنيف فن القصيدة الحلمنتيشية، التي يوظف فيها الشاعر المفردات العامية داخل قصيدته الفصيحة في سياق فن الشعر، لكن ما نشرته المصري اليوم ووضعته في تصنيف الشعر، لا يرقى إلى الانتماء لأي شكل أدبي، والكارثة الأكبر أن ما كتبه الدكتور العلامة عضو مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، حسام بدراوي الأستاذ في طب النساء والتوليد في كلية طب جامعة القاهرة، مليء بالأخطاء اللغوية والنحوية، والأدهي من ذلك أنه لا يرقى حتى إلى كتابات من هم في مرحلة المراهقة الأدبية.

جاءت القصيدة التي كتبها عضو مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، في مطلع القصيدة المزعومة المعنونة "أحبك" كالتالي:
"أحب فيكى نفسك الحرة الطليقة
أحب فيكى انطلاقة تعبير عيونك
الهامسة الجريئة" ثم يكرر "أحب فيكي" مع كل سطر.... وألخ ألخ"؛ فنقف تباعا على تعثر العلامة الكبير في اللغة وضبط اللغة، ثم فى قواعد النحو؛ يقول:
"أحب فيكى تعبير مشاعرك
على ثغر جميل
وعيون بالحب تشدو".. أخطاء في النحو لا يقع فيها تلميذ في الابتدائية.
وهكذا دواليك؛
أحب فيكى صوتًا حنونًا يملؤنى
ورغبة ودودًا تشدنى
وآهات أبثها إليكى
فتفهميها.
ويختم ما أطلق عليه شعرا:
وبالنفس رغبة
تترجم لكى
بعض معانيها".

عضو مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، الدكتور حسام بدراوي، لم يدرك حتى الآن أن "لكِ" تُكتب بكسر الياء للمخاطب المؤنث، ومن ثم وجب علينا أن نوجه الدكتور حسام بدراوي إلى أن ما نشره في "المصري اليوم" محض هرتلات، لا تنتمي للأدب، وعليه أن ينتبه لأن البعض -ومنهم تلاميذه- قد يعتبرون هرتلاته تلك "إبداعات"، فيقلدونه ويجدون أيضًا من ينشر لهم؛ والشعر بريء منه وممن نشروا له.

وحتى لا يكون حديثنا –في نظر الدكتور حسام بدراوي- انتقادات موجهة لشخصه، ونحن أبعد ما يكون عن شخصنة الأمور، علق عمر شهريار، الناقد الأدبي، على ما يُسمى شِعر، قائلًا إن ما نشره حسام بدراوي ما هي إلا خواطر ارتجالية عابرة ولا يمكن التعاطي معها بوصفها "شِعر" بأى حال من الأحوال، مؤكدًا "ليس فيها من الشعر شيء".

"هناك من يقول أنه بلعب كرة قدم أفضل من محمد صلاح وكريستيانو رونالدو وميسي مع بعض، فهو حر فيما يقول عن نفسه ما يعجبه، لكن يبقى السؤال: هل ما أقوله صحيح أم مجرد أوهام؟!"، كان هذا تعليق "شهريار" على إطلاق حسام بدراوي كلمة "شِعر" على ما كتبه.

وحول وجود أخطاء فيما كتبه حسام بدراوي قال شهريار: "هذا لا يُصنف فُصحى ولا عامية ولا موزون ولا قصيدة نثر"، واصفًا إياها بالخواطر التي يكتبها أي طالب في الثانوية العامة يعبر بها عن مشاعر حب المراهقة اللطيف ليبعث بها إلى حبيبته المراهقة.