رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسن البنا: ليسوا إخواناً .. وليسوا مسلمين!!


السؤال المطروح هنا: ما مصير الإخوان بعد 30 يونيو إذا فشلت فعاليات هذا اليوم.. وكيف سيكون شأنهم إذا سحقهم الشعب؟؟.. وهل فعلا قدمهم المجلس العسكرى السابق كوليمة للشعب .. أم أنه سلمهم البلاد والعباد معا؟!

هل تعرف عزيزى القارئ «لينين»؟!.. طبعا طبعا كلنا يعرف الكاتب المسرحى البارز لينين الرملى.. لأ.. أنا أقصد «لينين» المؤسس الأول والأب الروحى للشيوعية.. لقد مات الرجل بحسرته قبل أن يطبق نظرياته فى مجتمعه.. مات بفشله وخيبة أمله على ضياع حلم عمره ومجهوده.. مات قبل أن يرى مشروعه النور.. مات عاجزاً مقهوراً من توحش الرأسمالية الغربية وتوغلها فى بلاده.. لكنه لو كان حياً اليوم لسعد كثيرا وفرح وانتشى وربما فكر ألف مرة أن يوزع الشربات على أصدقائه وأعدائه معا.. ليه بقى؟؟.. لأن هناك من كان يطبق دعوته وفكرته باسم الدين الإسلامى الحنيف!!.. تقصد مين بالكلام ده؟؟

أقصد إن فيه جماعة نشأت عام 1928 بطريقة يحيطها الشك وعلى يد قيادات كثر الحديث والتهم حولهم.. وإيه علاقة كل ده بالشيوعية؟؟.. العلاقة قوية جداً.. إزاى يا عمنا؟؟.. تعالوا نراجع معا فترات استخراج بطاقات الانتخابات المحلية والبرلمانية وكمان بالمرة الرئاسية والاستفتاء على الدستور البااااطل.. ألم تلاحظ عزيزى القارئ أن الإخوان فى كل هذه المعارك حققوا نجاحاً ساحقا على خصومهم؟؟.. طيب إيه السبب؟؟.. السبب واضح جدا فى اهتمامهم المبالغ فيه بالشعارات الدينية غير الصادقة من جانب.. ومن جانب آخر بالتنظيم دون الفرد.. مش فاهم!!.. الفرد عند التنظيم الإخوانى غير معترف به على الإطلاق أمام نجاح فكرة التنظيم.. وهو المنطق نفسه الذى يورثه مكتب الإرشاد منذ نشأته للأجيال المتعاقبة .. وهذا هو باختصار شديد عالم الإخوان الخفى الذى يربط وجود الفرد بمقدار ما يقدمه من خدمات للتنظيم .. وهذا يأتى حسب مكانة الفرد وما يتم تكليفه به ومدى إظهار طاعته لمسئوليه.. ويتساوى فى ذلك مندوبهم فى الرئاسة مع مندوبهم فى متابعة رغيف الخبز فى الأفران.. فإذا خالف هذا الفرد ما يعرف بـ «السمع والطاعة» لرؤسائه.. فإنه فى هذه الحالة خارج عن الجماعة ومتهم بما لم ينزل الله به من سلطان.

يعنى الشعارات اللى وجعوا دماغنا بيها مثل «الإسلام هو الحل».. و«على القدس رايحين.. شهداء بالملايين».. و«نحمل الخير لمصر».. و«يسقط يسقط حكم العسكر» .. وكل ده طلع «فشوش»؟؟ آه والله طلعوا كدابين وبيضحكوا علينا.. وبيستغلوا شبابنا البسيط فى تنفيذ مخططاتهم.. فمثلا هناك مواقف استغلوا فيها هذا الشباب أسوأ استغلال.. ومنها الشحن العاطفى الناجح الذى ظهروا به فى مظاهرات يناير 2008 فى الإسكندرية وغيرها من محافظات المحروسة والتى كانت تدعو لفتح الحدود مع غزة مستخدمين فى ذلك شعاراتهم التى لا يكلون منها ولا يملون.. وهى شعارات معادية للحكومة آنذاك..ولا ننسى أيضا شعاراتهم منذ بداية ثورة 25 يناير.. مرورا بهتافاتهم ضد المجلس العسكرى.. ختاما بآخر ما قالوه منذ أيام فى مظاهرات نصرة القدس.. مع أن مندوبهم الرئاسى وقف فى استاد القاهرة يطالب الجيش والشعب المصرى بنصرة السوريين ضد بشار الأسد .. ولم يجرؤ على فعل الشيء نفسه مع إسرائيل!! .. والله حاجة تكسف بصحيح.

والكلام ده.. ملخصه إيه؟!.. ملخصه أن د. مرسى مجرد فرد.. وزى ما قلنا إن الفرد فى التنظيم الإخوانى «نكرة» ويمكن الاستغناء عنه والتضحية به عند اللزوم.. المهم أن يكون هذا التنظيم فى منأى عن الضياع والفناء.. يعنى ممكن الجماعة تتخلى عن مرسى لو غضب الشعب فاق قدرتهم؟؟.. بالتأكيد.. لأ لأ.. مش معقول.. فى النهاية مرسى رئيس وشكلهم هيبقى وحش جدا لو تخلوا عنه.. مش معقول ليه؟؟.. هو إمامهم حسن البنا ما عملهاش مع الطالب الإخوانى اللى اغتال محمود فهمى النقراشى؟؟.. استنى استنى.. بتقول حسن البنا تخلى عن شاب إخوانى متورط فى عملية قتل بأمر التنظيم؟.. آه والله ده حصل حسب العديد من المصادر.. رغم أن هناك من أكد أن هذه التعليمات صدرت من قيادات التنظيم وعلى رأسهم البنا نفسه!!

معنى كده أنهم خافوا على التنظيم من التوريط فى عملية الاغتيال فضحوا بالشاب المسكين المغرر به؟.. بالضبط كده .. هو ده اللى حصل بالأمس وبيحصل الآن.. لقد قال «البنا» حينها عن كل من اشترك فى عملية الاغتيال بمن فيهم الشاب القاتل: «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين»!!.. يا خبر أسود.. بالبساطة دى؟!.. آه والله العظيم.. وهنبعد ليه.. تعالوا نشوف معظم القيادات الإخوانية التى ابتعدت عن الجماعة كان مصيرهم إيه؟؟.. اتهموهم وشتموهم وأنكروا وجودهم فى التنظيم من الأساس.. وأظن كلام المرشد السابق محمد مهدى عاكف عن ثروت الخرباوى خير دليل على ما أقول.. وذلك عندما تجاهل عاكف حتى مجرد معرفته بـ «الخرباوى»!!.. ولم يقف الأمر عند «الخرباوى» فقط.. بل شمل هجوم الجماعة على عناصرها المنشقين أسماء كبيرة ومعروفة فى عالم الدعوة والسياسة والعمل العام.

الكلام اللى فات ده وراه شيء مهم.. إيه هو؟؟.. الشيء المهم فى موضوع المقال عن الشيوعية وتضحياتها بالفرد لصالح الجماعة لا يمت للإسلام بصلة لا من بعيد أو قريب.. وحتى لا نبتعد عن مضمون ما نهدف إليه.. فتعالوا نتأكد من كلام رب العزة عن قتل المسلم أو التضحية به مهما كانت الأسباب.. يقول تعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا».. معنى ذلك أن ما حدث فى عهد نظام جماعة الإخوان من قتل لشباب مصر بدم بارد والتضحية بشباب وقيادات الإخوان أنفسهم يؤكد لنا يوما بعد يوم أن هؤلاء القوم ينطبق عليهم الكلام الذى قاله إمامهم «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين».

طيب .. لو قلنا اللى فات مات.. وتعالوا نتعاون على البر والتقوى وليس على القتل فى 30 يونيو.. إزاى بس وفيه شخصيات إخوانية ومحبة للجماعة هددت وتوعدت وكفرت كل من يخرج فى هذا اليوم وينادى بإسقاط د. مرسى؟!.. ده كلام صحيح.. طيب والحل هيكون إيه؟؟.. الحل من وجهة نظرى المتواضعة أن يسارع أعضاء مكتب الإرشاد بحقن دماء المصريين ويعلنون تخليهم عن السلطة بعد فشلهم الذريع فى حكم مصر.

ختاما.. أنصح شبابنا بالرجوع إلى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول فى النار»، فقيل يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه».. فانتبهوا أيها الشباب .. هذه مصركم التى إن ضاعت ضعتم .. عاشت مصر عزيزة كريمة وذهب إلى الجحيم كل من أراد لها سوءاً.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.