رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عودة الزمن الجميل".. شباب جاردن سيتي يبيعون التراث القديم

جريدة الدستور

ممر ضيق في شارع دار الشفاء، بمنطقة جاردن سيتي، تجمّع فيه عدد من الشباب وقرورا أن يعيدوا أيام الزمن الجميل، حبًا في الماضي الذي يتشاق إليه الصغير قبل الكبير؛ للهروب من ملل ورتابة الحياة، هدفهم البحث عن الهوية فيما هو تالف في نظر الآخرين، لذا خاضوا تجربة كايروبوليتمان.

فى 2006، كان يجلس أصدقاء علي أحد مقاهي منطقة البورصة، يحاولون رسم ملامح واضحة لمستقبلهم، بالخوض في تجربة جديدة، يقول عمرو عبده، أحد مؤسسي المشروع لـ"الدستور": الفكرة جت لينا لما حسينا إننا عايزين نعمل حاجة مختلفة وخاصة بينا"، فجاءت فكرة الرجوع للماضي المتمثل في رسم الاحتياجات اليومية، ومنذ عام 2018 بالتحديد في بداية يوليو بدأت رحلة الشباب للفانتزيا.

مناديل على شكل التاكسي، وكراسات تدوين في هئية تذاكر أتوبيسات نقل عام، وصابون نابلسي لكنه تحوّل إلى شمع بخفة يد وحب في العمل، وشكل الميزان، العديد من الرسومات والطبعات التي تجعلك تعود بخيالك للوراء، والاستمتاع بكل ما هو قديم، كل هذه الأشياء تحتاج للإبداع والموهبة، ما دفع "عبده" لإلغاء استكمال مسيرته الدراسية، والخوض في الحياة العملية: "انا اتعلمت فن النحت في سن صغير، وأيقنت أن الدراسة ملهاش علاقة بمجال العمل، في البداية عارضني والدي وبعد عرض فكرة المشروع وجدت استحسان كبير منه، وعلمني شوية أساسيات بحكم خبرته في فن النحت وحاولت أطور نفسي وشغلي".

12 عاما من أجل تحضير المشروع، كانت كافية لنضوج الفكرة من كونها منتجات بالية إلى شكلها الحالي، فهناك من آمن بنجاحها، والآخر راهن على فشلها، لكن الإصرار وحب النجاح مكنّ هؤلاء الشباب من اختراق الساحة، والتواجد على المنصة بالشكل الحالي، يقول محمد المقيمي، صاحب الـ21 عام، والشهير بـ"بلبل": "حفناوي وشناوي صحاب الفكرة أصلًا، حبوها، وكان عندهم إيمان بإننا هننجح لحد ما حصل فعلًا، على الرغم من يأس آخرين، نتيجة الفشل في إخضاع المنتجات لما نريده، في البداية، وكمان أنا حبيت الفكرة عشان دراستي، في فنون تطبيقية قسم جرافيتي، وحبيت تطوير القديم، وكان عندي يقين إننا هننجح، وأدينا عملنها".

كايروبولتيمان، ليس فقط لبيع المنتجات، وإنما يحتوي على ثلاث حجرات، منها ما هو معرض، والأخرى ورشة تنصيع، حيث يشير أحمد الشهير بـ"أوفا" إلى ممر ضيق، تتمكن من خلاله الوصول لتلك الورشة، "تحس إننا في كوكب تاني أساسًا مجرد الدخول والعمل مع هذا الفريق الطموح، أنا أجدد واحد فيهم، منضم بقالي شهرين، وبفرح جدًا لما بلاقي الناس جاية مخصوص، وكمان بتعرض علينا أفكار عشان ننفذها ونحسسهم بعودة الزمن القديم، بالإضافة إلى أننا تمويلنا ذاتي، يعني بنشتغل ديزاين وإعلانات عشان نصرف على مشورعنا وينجح".

كان المشروع بمثابة ملاحظات بصرية للحياة المعاصرة، والتي تحوّلت نتيجة الدراسة والعمل الجاد عليها لتتكون تدريجيًا، وتنوعت تطبيقاتها بين الرسم والنحت والتصميم الجرافيكي حتى توصلوا للوسيط المطلوب، الذي يجمع كل هذه التطببيقات من سلسة منتجات ترتبط مباشرة بحياتنا اليومية، لتعيد وتبث الروح في تفاصيلها التي اختفى بعضها وتلاشت ملامحها.