رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الرومانسية الإسلامية".. حكايات أشهر ١٤ رواية فى مصر الآن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

- أغلبها عاطفى بما لا يخالف شرع الله

«الروايات الرومانسية ذات الطابع الإسلامى» نوع جديد من الكتب وجد لنفسه مكانًا داخل مجتمعنا، ليلبى نداءات خفية لبعض الفئات التى ترغب فى إشباع حاجتها العاطفية، ولكن وفقًا لـ«الشرع»، كما يرونه.

هذه الظاهرة فى القراءة أصبحت تغذيها مواقع الكتب بتجميع كمية من هذه الروايات وتقديمها للفتيات «بما لا يخدش حياءهن» كبديل عن «الروايات الرومانسية التى لا تقف عند الحب كمشاعر».

ويبدو أن معضلة «الحلال والحرام» التى انسحبت على كثير من المجالات فى حياتنا ومنها السينما والتليفزيون، وصلت إلى ساحة الأدب الآن، وبات سؤال «هل الأدب حرام أم حلال؟» مطروحًا على الروايات الرومانسية تحديدًا.

والملاحظة الجديرة بالتسجيل هنا أن أحداث هذه الروايات تبدو وكأنها تدور فى «كوكب تانى» غير الذى نعيش عليه؛ فالأبطال إما مثاليين جدًا أو أشرارًا للغاية، أبيض ناصع أو أسود كُحل.
بالطبع المثالى هنا يجب أن يكون الملتزم دينيًا حتى ولو شكليًا، بينما الشرير هو الرجل «بتاع العلاقات» أو البنت «اللى بتحط ميك أب ومش لابسة حجاب أو نقاب».
الروايات أيضًا مبنية «وفقًا للشريعة الإسلامية»، وهو أمر يضرب فى أصل الأدب، إذا أردنا تناولا جادا للموضوع، فمهما كانت قصتها أو حبكتها الدرامية لا توجد تفاصيل رومانسية، لا مشاهد جنسية بالتأكيد، لا تعمق فى دوافع الأبطال ولحظات نزواتهم، فقط حكاية بسيطة مثالية لها هدف واضح من البداية فى إظهار فريق من البشر على أنه ضال وفريق آخر على أنه مؤمن، أو إنقاذ واحد من الضالين إلى فريق المؤمنين، بخلاف الأحكام المطلقة على الشخصيات من ملابسهم.
«الدستور» تلخص لكم ١٤ رواية من هذا النوع من الكتابة، ومن القصة فقط نستطيع أن نفهم طبيعة هذه الكتابة التى لا يمكن أن نتعامل معها بمعايير الأدب الأصلى من حيث الموضوعات أو الأسلوب أو حتى التدقيق الإملائى، لكنها أصبحت جديرة بالملاحظة، وجديرة أيضا بنوع من الفهم لتحليل أسبابها ودوافع انتشارها.

حتى لا تموت الروح.. قصة خطوبة بلا خلوة أو غزل أو خروجات
كاتب هذه الرواية عضو بما تُسمى «رابطة الأدب الإسلامى العالمى»، ويبدو أنه يضع أحلامه فى شخصيات أبطاله. «لا أخفى عليك أننى منذ هذا التاريخ وأنا أحمل على عاتقى إعادة تقديم نموذج المسلم الملتزم لمحيطنا الاجتماعى من جديد، على أن يكون نموذجًا ناجحًا هذه المرة، وكانت شريكة حياتى المنتظرة هى فرس الرهان لتقديم هذا النموذج».

هكذا تلخص الرواية سطور «المهمة» التى افترضها «عماد» بطل الرواية لنفسه عند اختيار شريكة حياته، لـ«تصحيح الصورة المرسومة لدى العائلات عن الشباب الملتزم والمحافظ على دينه»، كما يرى. خطبة «عماد» لـ«منال» أخت صديقه، كانت خير موضح وشارح للتفاصيل التى تمر بها العائلات أثناء فترة الخطوبة والزواج، كما جاءت ساردة للتوترات التى تمر بها الأسر عند خطبة الابنة الصغرى قبل الكبرى.

خطوبة «منال» قبل أختها الكبرى كانت سببًا فى فرض أحكام جائرة من الأم، التى أصبحت تقف حارسًا على كل تصرفاتها، وترفض أن تتحدث الأختان معًا فى أى شأن يخص الخطبة والعريس والزواج المرتقب. أحكام الأسرة كانت تتضمن رفض «الخلوة» بين المخطوبين باعتبارها لا تجوز إلا بعد عقد القران، كما لا تسمح التقاليد بتبادل كلمات الحب والغزل، ومن غير المقبول أيضًا النظر المباشر فى وجه الخطيب، كما لا يُسمح لهما بالخروج معًا إلا بعد الزفاف.

هذه العادات والتقاليد التى كادت تتحول إلى شريعة لم يكن ممكنًا الخروج عليها طيلة فترة الخطبة، كما كانت تراقب بصرامة من قبل الأهل.
فى الرواية، يسرد «عماد» و«منال» تفاصيل كل دقيقة من حياتهما كما عاشها كل منهما، ويحكيان عن أيامهما فى ظل الحدود المفروضة وقت الخطبة، ثم التطور إلى مرحلة ما بعد عقد القران، التى صاحبتها بعض المباحات القليلة، وصولًا إلى لحظات ما بعد الزفاف التى انطلقت معها المشاعر الجياشة للتعبير عن نفسها دون رقيب.

المنتقبة الحسناء.. نهاية سعيدة لثلاث منتقبات بـ«الزواج الإسلامى»
بـ«الالتزام الدينى وتطبيق الشريعة الإسلامية»، تسير حياة أسرة «زينب» بشكل طبيعى، إنها أم كرّست حياتها لأبنائها الثلاثة، بعدما انفصلت عن زوجها لأنه خانها مع رفيقتها.
«على» الابن الأكبر خرج من المرحلة الثانوية إلى العمل للمساعدة فى تعليم أخويه، «زياد» بكلية الهندسة، و«حسناء» بكلية التربية قسم اللغة العربية.
لكن يحدث أن تُعكر الكوابيس منام «حسناء»، ولا تستطيع أن تجد تفسيرًا لذلك، رغم أدائها الفروض الخمسة ووردها اليومى، تزامنًا مع مطالبات أخيها الأكبر ووالدتها لها بالالتزام بالنقاب، باعتباره الزى الإسلامى الرسمى.
وخلال رحلتها للبحث عن تفسير لهذه الكوابيس تستنبط أنها «رسائل ربانية» هدفها تنبيهها لغفلتها عن الالتزام الدينى الكامل، لترتدى النقاب، وبعده تطلق عليها رفيقاتها «المنتقبة الحسناء».
فى اليوم الذى تقرر فيه «حسناء» ارتداء النقاب، تكون رفيقتها الوحيدة «مها» شاهدة ومشاركة، لترتديه هى الأخرى، وكذلك البطلة الثالثة «مريم»، وهى زميلة «على» فى الشركة التى يعمل بها، فتصبح رفيقة لأخته.
تقرر الرفيقات استغلال موهبة «حسناء» فى كتابة الشعر والقصائد، فى «هداية» الفتيات ودفعهن للالتزام بالزى الكامل للإسلام. وعلى مدار ٣٢ فصلًا من الرواية، تنشأ قصة حب تجمع «حسناء» مع ابن عمها «أسعد»، الشاب الملتزم، وبين «على» وزميلته فى العمل «مريم»، وبين «زياد» و«مها» رفيقة «حسناء»، وتكلل جميعها بـ«الزواج الإسلامى».

فى قلبى أنثى عبرية.. قصة حب تقود يهودية إلى الإسلام
ربما ينطبق على هذه الرواية مقولة إنها أضرت من حيث أرادت أن تنفع. «ندى»، بطلة الرواية، تخوض رحلة شيقة بكل ما فيها من مطبات ومآسٍ وهلاك، بمجرد إعلان إسلامها، وتركها الديانة اليهودية، بعدما نشأت مع والدتها وأختها «دانا» اليهوديتين، وزوج والدتها «جورج» المسيحى و«ميشال» ابنه الكاهن.
كانت الصدفة التى جمعتها بـ«أحمد»، ذلك الشاب المسلم طالب كلية الهندسة، أحد أفراد الكتائب السرية المقاومة للاحتلال الإسرائيلى فى جنوب لبنان، هى السبب فى تغيير «ندى» ديانتها، خاصة بعدما تقدم إلى خطبتها لقدرته على إقناعها باعتناق الديانة الإسلامية.
رفضت «سونيا» والدة «ندى» الارتباط، بعدما ذاقت مرارته من قبل، عندما تزوجت «سالم» الشاب المسلم الذى حاربت أسرتها من أجله فى تونس، لكن فشلت زيجتها لتهاجر بابنتيها إلى لبنان وتتزوج «جورج».
استمر «أحمد» و«ندى» فى نقاشاتهما الدينية، كل طرف يدافع عن دينه بكل ما أتيح له من قوة حتى يثبت للآخر أن دينه هو الصحيح، ورغم صلابة «ندى»، وتأكيدها صدق إيمانها اليهودى، وعلى قدرتها فى إقناع خطيبها بالديانة اليهودية، يتسبب اختفاء «أحمد» بعد إحدى عمليات المقاومة اللبنانية، لما يقرب ٤ سنوات، فى قربها أكثر للديانة الإسلامية، خاصة بعد قراءتها كتب السيرة النبوية والقرآن الكريم، التى أهداها لها ذات مرة، ومنها تدخل فى رحلتها الجديدة مع الإسلام.
معارك عديدة خاضتها «ندى» مع والدتها لعدولها عن الدين الإسلامى، تسببت فى تركها منزلها والعيش بمنزل والدة خطيبها المختفى، الذى لم تظهر إشارات على حياته أو مماته طوال الأعوام الأربعة، ليستمر انتظارها وتعمقها فى ديانتها الجديدة.

اكتشفت زوجى فى الأتوبيس.. تحوّل طالبة من «اللبس والعلاقات» إلى النقاب والزوج الملتزم
فى نظرة حادة للغاية، قسمت الكاتبة أبطال الرواية إلى فئتين، الأولى الملتزمة المتدينة، فالجلباب واللحية هما زينة الرجال، والنقاب هو تاج النساء، وهؤلاء يسيرون على الطريق القويم للحياة المثالية التى لا مثيل ولا سبيل غيرها.
أما الفئة الأخرى فهم هؤلاء الذين سيكون مصيرهم العذاب والخراب والانحلال، وهى الفئة المعاكسة تمامًا للفئة الأولى فى زيها الرسمى، حتى وإن كانت تؤدى صلواتها وتقوم ليلها، دون التزام ظاهرى بالملبس فقط.
«منى» فتاة الثانوية العامة، التى تلتحق بعد ذلك بالجامعة، لديها رفيقتان، إحداهما «حياء» التى تمثل الجنة بالتزامها وأخلاقها وحجابها، والأخرى «سماح» التى تعينها على وضع مساحيق التجميل والملابس التى تخالف ما كانت عليه أمهات المؤمنين، وفقًا لوصف الكاتبة.
تسير «منى» فى بداية طريقها على نهج رفيقتها «سماح» فى عدم المذاكرة وتخبئة المساحيق فى حقيبتها حتى تصل إلى الجامعة وتتزين كما طاب لها، كما ترافق «سامح» الأخ الأكبر لصديقتها، وتعيش معه قصة الحب الوهمية التى رسمها لها، للتسلية بها فقط كما تحلل لها رفيقتها «حياء». يأتى اليوم الذى تخونها فيه «سماح» وتدبر مع أحد الرفاق مكيدة تهتك شرفها، لكن «حياء» تستطيع أن تنقذها، وفقًا للتفاصيل الدقيقة والسردية للرواية، ومن هذه الحادثة تتحول حياتها، للمسار الآخر، طريق الالتزام والدين.
بعد وفاة والدها، تنفد «منى» بجلدها من تربص أخيها الأكبر بها بعد الموافقة على الزواج من «أدهم»، الشاب الملتحى الملتزم فى صلواته وتدينه وخلقه، ورغم رفضها هذا الزواج فى البداية تنشأ بينهما قصة الحب التى لم تبدأ قبل زفافهما.
تختم الكاتبة روايتها بمشهد واحد داخل أتوبيس هيئة النقل العام، تجمع داخله بطلة روايتها «منى» وهى ترتدى النقاب وزوجها «أدهم» مرتديًا جلبابه، بحبيبها السابق «سامح» وزوجته غير المحجبة.
ولكى تصل المؤلفة إلى ما تريده، يعتدى «سامح» على زوجته علانية ويعنفها بأبشع الألفاظ، حتى إن «أدهم» يقوم من مكانه مدافعًا عنها، ناصحًا إياه بأن يبر زوجته ويعاملها خير معاملة.
عندها تقول «منى» لنفسها: «يا رب لقد حرمتنى من البذاءة لتعطينى المروءة والشهامة، حرمتنى رجلًا سيئ العشرة بذىء اللسان لتعطينى رجلًا حسن العشرة حلو الكلام. يالله كم فى الكون من مليون سامح لهم غلاف خارجى لامع جاذب وبواطنهم خربة كريهة مقززة، وكم من فتاة غرها هذا البريق اللامع وطارت إليه كالفراش الذى يطير إلى النار ليلقى حتفه فى النهاية وهو يظنه النور. لا أملك إلا الحمد من قلبى»، وهكذا تلقى الكاتبة العظة الأخيرة لنظرتها السطحية عن الأخيار والأشرار.

غربة الياسمين.. قصة متاعب مسلمات باريس
بهدف «خدمة القضية» حتى لو على حساب فن الأدب، نسجت الكاتبة ثلاث قصص لأبطال تتشابك قصصهم دون علم مسبق، ليصبح مصير كل منهم متصلًا بالآخر، لكن لا تتضح أى معالم إلا بعد كوارث أنبتت بذرة الألم فى حياتهم لتسقيها الدموع والدماء.

هجرة «ياسمين» إلى باريس للحصول على الماجستير فى علم الاجتماع، شغفًا منها بالعلم والتعلم، لم تكن كافية أمام الشركات التى سعت للتقديم بها، فحجابها كمسلمة ملتزمة كان عائقًا أمام تنفيذ حلمها، رغم تفوقها العلمى والدراسى. لم يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة لـ«عمر»، الذى اغترب عن بلده للعمل كباحث فى إحدى الشركات الكيميائية، إلا أن انفجارًا وقع دون سابق إنذار ودون وضوح لملابساته، تسبب فى اتهامه بالضلوع فى الجريمة وتصنيفه كعنصر إرهابى، تابع لخلية إرهابية هدفها زعزعة الأمن فى باريس وفرنسا عامة، وبالفعل يواجه حكمًا بالمؤبد.
أما «رنيم» المحامية العشرينية، التى لا يقف أى عائق أمام طموحاتها ونفوذها، فتقدمها الرواية على أنها «المسلمة اسمًا وبطاقةً فقط»، حتى تدخل حياتها «ياسمين» فتُغير منها لتجعلها «فتاة ملتزمة ضمن القابضين على الجمر من المحجبات» فى المجتمع الغربى.

أنتَ لى.. ميلاد ووفاة قصة حب على «أنغام الشريعة»
من الممكن أن نصف هذه الرواية بـ«الرائدة» فى هذا النوع من القصص، إذ صدرت فى ٢٠٠٧ لكاتبة سعودية، وحققت رواجًا بين مجتمع فتيات الثانوية وبدايات الجامعة، وعززت من تأثير «الأدب الإسلامى» من وقتها.
منذ أن كانت طفلة رضيعة، وكان هو فى الصف الثالث الإعدادى، جمعت «وليد» وابنة عمه «رغد» قصة حب خلال صراعات وحروب تتعرض لها مدينتهما، ما يجعلهما يرتحلان منها لتتغير حياتهما على مدار ١٥ عامًا.
«رغد»، الطفلة التى توفى والداها فى حادث سير وهى لم تكمل عامها الأول بعد، يتولى خالها مسئولية تربيتها مع أولاده الثلاثة «وليد» و«سامر» و«دانة»، فأصبحت رابعة أبنائه، فيما تقع مسئوليتها على نجله الأكبر الذى استطاع دونًا عن الجميع أن يهدئ من روعها ونحيب عمرها المعتاد.
لم يكن «وليد» يعلم أن قصة الحب هذه ستكلفه من عمره وهو بعد فى آخر عام له بالمرحلة الثانوية، متأهبًا لدخول الجامعة، لتكون سببًا فى دخوله السجن عشر سنوات، بعيدًا عن والديه وأخويه الاثنين، بالإضافة إلى محبوبته التى أودى به حبها خلف القضبان.
حبكة درامية رومانسية لم تغفل كاتبتها تفاصيلها الدقيقة التى تبين صدق وعمق مشاعر أبطالها، لكن دون البوح «بما يخالف الشريعة الإسلامية»، فالأساس فى الحب فى الرواية أن يُعلن من خلال عقد القران، وهو ما تم بين «رغد» و«سامر» الأخ الأصغر لـ«وليد» بعد دخوله إلى السجن، وهو ما كان عكس المتوقع.

حبيبى داعشى.. يأس مطلقة يقودها إلى حب فى أحضان الإرهاب
طلاق مفاجئ يفرضه «محمود» على «ليلى» دون سبب واضح ومعلوم، يدخلها فى دوامة من اليأس والعجز، خصوصًا بعد أن أصبحت من فئة «المطلقات» المحسوبة خطواتهن بمقادير محسوسة.
تعد عليها أسرتها أنفاسها بالطبع، ثم يفرض عليها والدها هذه المرة الزواج من ابن عمها حتى لا تصبح «سيرتها على كل لسان».
لكن «ليلى» تجد نجدتها فى كلام المرأة التى حدثتها عن «حريتها» المنشودة من خلال انضمامها لتنظيم «داعش» الإرهابى، بالعمل بشهادتها كمترجمة للغة الألمانية لنشر «فكر التنظيم» بمختلف اللغات لدول العالم.
تهرب من منزلها وتنطلق إلى سوريا، تبدأ حياتها الجديدة وسط التنظيم الذى تجد رفيق جامعتها «عمر» هناك، الذى استقطبه «داعش» بعد فشله فى إيجاد وظيفة ملائمة له بمصر.
الحب الذى ينشأ بين «ليلى» و«عمر» كان سببًا كافيًا لهما للزواج والهروب من هذا التنظيم الإرهابى الذى اتضحت حقيقته وجرائمه التى لا تمت للدين الإسلامى بأى صلة، لذلك تبدأ مغامراتهما الجديدة عند الهروب إلى اليمن، وتسافر «ليلى» إلى جده فى انتظار عودة زوجها الذى ألقى «داعش» القبض عليه، ولقى على يديه شتى أنواع العذاب عقابًا على انفصاله عنهم.
تحمل الرواية خلال فصولها الأربعة، رحلة الحبيبين خلال انضمامهما إلى التنظيم الإرهابى، ثم النتيجة التى لحقت بهما بعد أن تخلفا عنه، من خلال أحداث دامية، تنتهى بموت بطليها.

مع وقف التنفيذ.. المعنى السطحى لـ«لأن الحلال أجمل سأنتظر»
«بلال»، طبيب علاج طبيعى، ملتحٍ وملتزم دينيًا بالطبع، يأخذ بيد «فارس» بعيدًا عن ملذات الدنيا لطلب الجنة، خلال رحلة استغرقت ٣٤ فصلًا ترافق خلالها الصديقان.
«فارس» خريج كلية الحقوق، كان ينتظر قبول طلبه فى تعيينات النيابة، إلا أن «الواسطة» حالت بينه وبين حلمه حتى حرمته منه، ليفاجأ بنظرة استنكارية من خطيبته «دينا»، بعدما فقدت حلمها هى الأخرى فى أن تصبح زوجة لرجل ذى منصب مرموق يحقق لها من المكانة المجتمعية ما يميزها ويُرضى غرورها.
توطدت علاقة كلا البطلين ببعضهما البعض، ويتناقش «بلال» مع «فارس» فى مستقبله، ويسدى له نصائح ليتعامل مع خطيبته بـ«ما تنص عليه الشريعة الإسلامية».
تظهر الكاتبة «دينا» كفتاة طائشة من الجيل الحالى غير الملتزم، الذى يمشى وفقًا لأهوائه غير عابئ بتعاليم الإسلام، وتدخل فى علاقة محرمة مع رئيسها فى العمل، وتتاجر فى المخدرات، وتبلغ عن «فارس» ورفيقيه «بلال» و«عمر» فى مباحث أمن الدولة، بتهمة أنهم من جماعة الإخوان حتى تتخلص منهم.
فى المقابل، ترسم الرواية قصص حب واعدة بين «بلال» و«عبير»، الحسناء المنتقبة، وبين «عمر» و«عزة» لتتكلل وتتوهج بعقد قرانهم، كى يزدهر الشعار المشهور «الحلال أجمل».

فى بيتنا ملتحى.. الملتحى «شاطر وشهم ويركب المرجيحة»
على أحد أغلفة هذه الرواية الإلكترونية لدينا صورة لشاب ملتحٍ يركب «مرجيحة» مع فتاة منتقبة فى حديقة ما، فيما يبدو أنه يلاعبها ويحاول إسعادها، كنموذج للبطل المثالى.
هذا ما تحاول أن تصوره الكاتبة التى تسرد قصة حياة «هاجر»، طالبة كلية الآداب، التى تستهجن تصرفات زميلها «أحمد»، الشاب الملتحى الملتزم بدينه الذى يحاول تغيير مفهوم زملائه عن الشباب المتدين، رغم تفوقه الدراسى والعلمى.
«هاجر» التى لا تعيره اهتمامًا من الوهلة الأولى، ترى فيه أنه مجرد «ملتحى من اللى بيقولوا قال الله وقال الرسول»، وتستمر فى نظرتها إليه حتى إلقاء القبض عليه بتهمة الانضمام لجماعة مشبوهة، كما تصبح هى متهمة بالإبلاغ عنه، حتى تثبت براءة كليهما.
بعد خروجه يصبح «أحمد» سببًا فى التزام أخيها «حازم»، بل يصبح نجدتها فى الكلية من كل المشكلات التى تتعرض لها، خاصة بعد سرقة أحدهم صورها الشخصية ونشرها على الملأ، واتهامها بأنها فتاة لعوب، تتعمد إثارة غرائز الشباب.
فى هذه اللحظات يكون «أحمد» الذى انتقدته سابقًا هو الحامى والمنقذ لها، لتتغير نظرتها تجاهه وتجاه الأشخاص الملتزمين إلى الأبد.

اغتصاب ولكن تحت سقف واحد.ز «وصية ميت» تتحول إلى جحيم
بـ«رومانسية ذات طابع دينى»، تتناول هذه الرواية مشاعر «الحقد والغيرة والحب والشك والثقة والعلاقة بربنا ونظرة المجتمع للبنت»، لكن كل هذا يتم بشكل مباشر ووعظى يدغدغ أحاسيس المراهقات لا أكثر.
«حسين»، رجل خمسينى، حقق وصية والده الحاج «جاسر» فى بناء منزل واحد يضم داخله أخويه «إبراهيم» و«على» وأولادهما، حتى تعيش الأسرة كلها على قلب رجل واحد غير متفرقة، وليصبح هذا المنزل هو الميراث الشرعى لأولاد «على»، الأخ الأصغر الذى توفى وهو فى الثلاثين من عمره.
حكايات عديدة حواها منزل الحاج «جاسر» وسجلتها جدرانه، بين أولاد الإخوة الثلاثة، بداية من أبناء «حسين» وهم «عبدالرحمن» و«يوسف» و«فرحة»، وابنى أخيه الأوسط «إبراهيم» وهما «وليد» و«عفاف»، وأخيرًا أبناء أخيه المتوفى «على» وهم «إيهاب» و«إيمان» و«مريم».
٢٠ سنة قضاها «حسين» فى البحث عن أبناء أخيه الأصغر، بعدما هربت بهم والدتهم، وزعمت أنهم فى لبنان، إلى أن وصل إليهم أخيرا بعد اكتشاف محل إقامتهم فى أحد الأحياء الشعبية، وأقنعهم بالعيش فى منزل العائلة مع باقى أفرادها، لتبدأ من هنا قصص الحب والعذاب والزواج، بالرضا تارة وبالإجبار تارات.
«عبدالرحمن» أجبره والده على الزواج من ابنة عمه المتوفى «إيمان»، وصراع نشب بين «يوسف» و«مريم» بعدما اتهمته باغتصابها، وأجبره والده على الزواج منها، بينما نشأت قصة حب طفولية بين «إيهاب» و«فرحة» وكلَّلها الزواج.

إيماجو.. نهاية سعيدة لـ«الحب الطاهر»
لم يستطع البُعد الجغرافى أن يعيق الحب الذى كتبه القدر على «حبيبة»، بعدما أمضت حياتها فى الإسكندرية والتقت صدفة «حسام» المقيم فى القاهرة، ليصبح لقاؤهما بداية لقصة حب نبتت داخل قلبيهما فقط، لكن الحياة لم تقرر له أن يحيا مطمئنًا على أرض الواقع. هكذا تنسج الرواية قصة حب بطعم تراجيدى مدغدغ للمشاعر، فمحاولات «حسام» البحث عن معشوقته استمرت عدة أشهر، حتى فاجأه القدر بأن هناك من سبقه إليها، وللسخرية كان ابن عمه «خالد»، الذى أحبها وطلب منها الزواج، وساعتها علم «حسام» أن معشوقته هى نفسها الفتاة التى عُقد قرانها على قريبه وأخيه.
لتجاوز الأزمة، تزوج «حسام» من قريبته «هدى»، لكنها لم تنجح فى إخماد شعلة حبه لـ«حبيبة»، لتبدأ رحلة صراع مكتوم بين الأطراف الأربعة، تزداد حدتها يومًا بعد الآخر، خاصة بعدما علم «حسام» بخيانة «خالد» لزوجته. وفاة «خالد» المفاجئة أشعلت قصة الحب من جديد، فاقترب «حسام» من «حبيبة»، بعدما أصبح زواجه منها ممكنًا للحفاظ عليها وعلى طفلتها، التى توفى والدها وهى فى شهورها الأولى، لتتوج قصة حبهما أخيرًا على أرض الواقع، وإن كانت حياتهما لم تخل من صراعات ومآسٍ.

أحببتها فى انتقامى.. رجل أعمال يعاقب ملتزمة على خطأ أبيها
كالعادة، «يارا» بطلة هذه الرواية فتاة محجبة وملتزمة دينيًا، هى طالبة الصيدلة لم تكن تعرف أن مصيرها سيكون فى يد «آدم» الذى أوهمها بالحب ثم الزواج، انتقامًا منها. من هنا تبدأ رحلة عذابها وإهانتها على خطأ لم تكن هى طرفًا فيه، بل إن والدها هو المسئول، عندما تخلى عن حب والدة «آدم» له، لتعيش الابنة فى حزن دائم ينتهى بوفاتها «مقهورة». لم تستسلم «يارا» على مدار أشهر عديدة لشتى أنواع العذاب الذى أذاقه لها «آدم»، فالتزمت بالدعاء والصلاة والمناجاة لله كى يرأف حبيبها بحالها، وهى التى عشقت وجودها معه فى فترة خطبتهما. تدريجيًا يتلاشى الانتقام الذى يضمره «آدم» لـ«يارا»، بعد أن مالت دقات قلبه لحبها، لتنمو قصة حبهما، ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهيه السفن، فمنصبه كرجل أعمال مهم فى البلد، يجعل منه فريسة دائمة لمن يرغب فى التنكيل به، وهذا ما حدث على يد زوجته التى تحاول اختطاف وقتل الحبيبين.

رُزقت الحلال.. «الزواج الشرعى» ينقذ صعيدية
تميل الرواية إلى التصور المعتاد لهذا النوع من القصص؛ الحب «مخادع» والزواج هو «المنقذ». «حياة»، الصعيدية ابنة محافظة سوهاج، لم تكن تعلم أن هروبها من منزل والدها للزواج من «شادى» الزائر الذى رسم لها شتى قصص الحب، سيكون سببًا فى عقابها أشد العقاب، منذ أن وطأت قدماها مصر «القاهرة». سريعًا تكتشف «حياة» أن «شادى» قواد يجبرها على العمل بالدعارة، بعد أن اغتصبها، ولكنها تستطيع النجاة برفضها هذه الحياة، إلى أن تعمل معلمة لإحدى الأطفال المتوحدات، فتلتقى «حمزة» بطلها المنشود، الذى يعشق وجودها رغم رفضها الحياة. تبدأ «حياة» حياتها الجديدة مع حمزة، الذى يحاول أن يصلح بينها وبين أسرتها المكونة من والدها وإخوتها الأربعة، الذين اعتبروها ميتة بعد أن «حطت رءوسهم فى التراب»، لتسترد دنياها من جديد، بعدما كادت تفقدها، بمحاولة «شادى» قتلها، عقابًا على هربها من وكره.

غزل البنات.. أربعينية تضيِّع حبيبًا مخلصًا
تحاول كاتبة هذه الرواية، وهى منتقبة تكنّى نفسها على الغلاف بـ«أم البنين»، رسم تخيلات الفتيات عن فارس الأحلام، ذلك السحر المنتظر بالمواصفات المثالية الذى سيخطفهن على الحصان الأبيض، ليعشن معه أحلامهن، وهذا الفارس هو ما يجعل «دعاء» تنتظر فارسها حتى شارف عمرها على الأربعين ربيعًا. عرسان لا يُعدَّون ولا يُحصون تقدموا لخطبتها، لكن لم يكن من ضمنهم من استطاع تلبية أحلام يقظتها التى رسمتها لزوجها وشريك حياتها. فى المقابل كان «أحمد» يهيم بها ويحاول الارتباط بها، خاصة أنها تعيش مع أخته وزوجها، شقيق «دعاء»، ما أتاح له رؤيتها فى كل مناسبة، لكنه فشل فى التقرب منها. كانت أحلام اليقظة هى المحرك الأساسى لـ«دعاء» فيما يتعلق بزواجها، وعندما اكتشفت حبها لـ«أحمد» وقبلت الزواج منه، كان الوقت متأخرًا، لأنه من جهته كان قد يئس وعقد قرانه على ابنة عمه.