رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتصال السيسى وعودة الفدية.. القصة الكاملة لحادث "طفل الشروق"

طفل الشروق
طفل الشروق

"well summer"، والتي تُعني بالعربية صيف جيد، هو عنوان لمخيم صيفي، قررت ريهام أن يقضي فيه ولداها "كارين" 9 أعوام، سامي 7 أعوام إجازتهم الصيفية هناك، خاصة أن مدرسة كايروبوليتان ذات السمعة الدولية هي من دعت لتكوينه، لكن هناك معضلة واجهت الأم في أول أيام المخيم، خاصة يوم الأحد من الأسبوع الماضي والموافق 1 يوليو، وهي توصيل الولدين من المدرسة الواقعة في التجمع الخامس والمنزل في المجاورة الرابعة في مدينة الشروق.

"ساندرا" الجارة التي تكفلت بإيصالهما، مراعاة لظروف الأسرة من سفر الأب لأيرلندا لحاجة العمل، وكذلك انشغال الأم في عملها هي الأخرى، لكن ما غفل عنها هو تعقبها من أول يوم وحتى الثلاثاء 3 يوليو، وانتهت مهمة المتعقب حين وصل وجهته، والتي كانت مقابلة لمنزل فايز مالك چورچ جد الأولاد، وتحديدًا في الرابعة ونصف من عصر هذا اليوم.

حتى الآن هذا ما ترويه 64 كاميرا، رصدت لحظات بدأت من باب المدرسة وحتى الكاميرات الخاصة بڤيلا 145 حيث تقطن الأسرة، ركضت "كارين" خلف خاطفي أخيها لأكثر من 100 متر صارخة ومتوسلة، وراجية أن يعود إليها، في هذه الأثناء عادت ساندرا لتجلب عربتها وتلحق الجناة لكن لسرعتها الهائلة انقلبت بها السيارة في منتصف الطريق.

من الجهة المقابلة كانت "فاتن" الجدة تنتظر عودة حفيديها حتى تفتح لهما بوابة المنزل عن طريق جهاز التحكم عن بعد، فتحته لكن تلك المرة دخلت البنت دون الصبي.

في الحال اتصلت بزوجها وابنها الأكبر وائل، الذي روى لنا تفاصيل هذا اليوم الأليم في حياة العائلة، والذي انتظر من أول لحظة اتصال من الخاطفين، وكانت أول مكالمة بينهم وبين فايز (جد الأولاد) في العاشرة من مساء اليوم التالي، امتدت المكالمة لـ7 دقائق، طال فيها شعور اللهفة المسيطر لرغبتهم في سماع صوت آخر عنقود الأسرة ومدللها، حرمهم الخاطف من هذا، وكان يبرر فعلته بأنها بدافع الانتقام من هشام (والد الطفل)، طالبا فدية قدرها ١٠٠ ألف دولار، وهنا جاء الشك في أن يكون أحد موظفي البنك الذي يعمل به هشام بعد أن تم تسريحهم العام الماضي.

لكن بالتحقيق مع مديرة الموارد البشرية، أكدت حصولهم على كامل مستحقاتهم وتسكينهم في وظائف بأماكن أخرى، مما أبعد هذا الاحتمال عن الجناة، استمرت المهاتفة رغبة في التفاوض معهم على المبلغ لتطول المدة فتستطيع أجهزة الأمن معرفة مكانهم.

في هذه الأثناء، يذكر "وائل" أن المنزل تحول لغرفة عمليات أقامها رجال الأمن الذي توافدوا إليه من اللحظة الأولى، وعلى رأسهم مدير أمن العاصمة، لكن حقًا ما أثلج صدورهم لبعض اللحظات هو اتصال من رئيس الجمهورية في اليوم الثالث يطمئنهم على حتمية عودة ابنهم، لكن لم يدم هذا طويلًا حتى وردتهم مكالمة من الخاطفين بشروط جديدة وموعد تسليم للطفل.

في الواحدة والنصف من صباح أمس الأحد، كانت مكالمة أخرى تأمرهم بتحضير مبلغ ٢ مليون جنيه، ويذهب أحد أفراد الأسرة وحده للتسليم والتسلم، اختار الجد صاحب الـ71 عاما، والذي يعاني من أمراض الشيخوخة أن يؤدي هو تلك المهمة حتى لم يسمح بخروج ابنه هشام، والذي قطع رحلته في الخارج بعد أن كان مقررا انتهاؤها في العشرين من الشهر الحالي، لكنه عاد بعد أن رأى صور ابنه في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.

كانت مهمة الخاطفين في تلك الأثناء، تضليل "فايز" بين عدة أماكن متفرقة من ميت نما والطريق الدائري وحتى المعادي، وعلى الدائري قرر اثنان من الخاطفين أن يلتقيا بـ"فايز" ويأمرانه بإلقاء المبلغ في سيارتهما، لكن لم ينل رجائه بعودة حفيده، كل هذا كان على مرئى ومسمع من أجهزة الشرطة التي كانت تتعقب السيارة عن طريق جهاز وُضع بداخلها.

لكن ظلت عملية التمويه من مكان لآخر، وهو لم يعص لهم أمرًا، حتى أخبروه في الثانية ظهرا بالذهاب لهايبر وان بمنطقة السادس من أكتوبر، بعد أن كان المتفق عليه المعادي هنا أمرت الشرطة فايز بأن يعود للمنزل وستتولى هي مهمة إرجاع الطفل.

وكشفت وزارة الداخلية، أمس الأحد، تفاصيل إلقاء القبض على مرتكبي واقعة اختطاف «طفل الشروق» وإعادته سالمًا لأهله.

وقالت الوزارة، في بيان مساء أمس، إنه فى إطار جهود الأجهزة الأمنية لكشف غموض وتحديد وضبط مرتكبي واقعة بلاغ موظفة بأحد البنوك لقسم شرطة الشروق بقيام مجهولين باختطاف نجلها (7 سنوات) من أمام مسكن والد زوجها الكائن بالحي الثالث باستخدام سيارة ملاكي، وورود اتصالات هاتفية لأهلية المُختطف من الجناة طلبوا خلالها مبلغا ماليا كفدية نظير إعادة الطفل المختطف.

أسفرت جهود فريق البحث المشترك بين قطاعى الأمن الوطني والأمن العام ومديرية أمن القاهرة عن تحديد مرتكبي الواقعة، كما توصلت التحريات إلى تلقّى جد الطفل تهديدًا من الخاطفين بقتله ما لم يبادر بدفع الفدية وخوفًا على حياة الطفل ولكسب مزيد من الوقت لتحديد مكان الجناة، تم التنسيق مع جد الطفل المختطف لدفع جزء من مبلغ الفدية للمتهمين.

وعقب تقنين الإجراءات، بالاشتراك مع قوات العمليات الخاصة، تم تحديد مكان الطفل المختطف وتحريره وإعادته سالمًا إلى أهله، وضبط منفّذي الواقعة وبحوزتهم (مبلغ الفدية، والأسلحة النارية المستخدمة فى الحادث).

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، والعرض على النيابة التى باشرت التحقيق، وجار مناقشة المتهمين؛ للوقوف على باقي تفاصيل الواقعة.