رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ننشر كلمه البابا فرنسيس في يوم الصلاة من أجل الشرق الأوسط

صورة من الحدث
صورة من الحدث

ندد البابا فرنسيس، اليوم السبت، اللامبالاة والصمت المتواطىء من قبل العالم إزاء مواجهة المأساة التي لا تنتهي في الشرق الأوسط، والتي وصفها بأنها "بكاء ومعاناة وصمت، بينما يدوس الآخرون على تلك الأراضي بحثًا عن السلطة أو الثروات"، وفيما يلي كلمة البابا قبيل الصلاة المسكونية:

لقد وصلنا كحجاج إلى باري، النافذة المُشرَّعة على الشرق، حاملين في قلوبنا وكنائسنا الشعوب والعديد من الأشخاص الذين يعيشون أوضاع ألم كبير.

وبالتالي نقول لهم "نحن قريبون منكم"، في مسيرتنا المشتركة تعضدنا أم الله التي تُكرَّم هنا كتلك التي تدلُّنا على الطريق، هنا نجد ذخائر القديس نيكولا، أسقف الشرق الذي يخترق إكرامه البحار ويعبر الحدود بين الكنائس. ليشفع بنا هذا القديس العجائبي من أجل شفاء الجراح التي يحملها العديد من الأشخاص في داخلهم، هنا نتأمّل الأفق والبحر ونشعر بأننا مدفوعين لعيش هذا اليوم وأذهاننا وقلوبنا موجّهة نحو الشرق الأوسط.

هناك افتقدنا الرب "الشمس المشرق من العلى"، ومن هناك انتشر في العالم أجمع نور الإيمان. هناك انبثقت ينابيع الحياة الروحيّة والحياة الرهبانيّة، هناك تُحفظ الطقوس القديمة الفريدة وغنى الفنّ المقدّس واللاهوت الذي لا يُقدّر بثمن. هذا التقليد هو كنز ينبغي علينا الحفاظ عليه بكامل قوانا لأن جذور نفوسنا هي في الشرق الأوسط، ولكن تكاثفت على هذه المنطقة ولاسيما خلال السنوات الأخيرة غيوم الظلام: حرب وعنف ودمار، احتلال وأشكال من التطرُّف، هجرات قسريّة وترك، وهذا كلّه في صمت العديد وتواطئ الكثيرين، فأصبح الشرق الأوسط أرض اشخاص يتركون أرضهم.

يبدأ هذا اليوم بالصلاة لكي يبدّد النور الإلهي ظلام العالم. لقد أضأنا أمام القديس نيقولا مصباحًا ذات شعلة واحدة كعلامة للكنيسة الواحدة؛ ومعًا نرغب في أن نضيء اليوم شعلة رجاء، إن المسيحيين في الواقع هم نور العالم ليس فقط عندما يكون كل ما يحيط بنا مُشع وإنما أيضًا في لحظات التاريخ المظلمة، فهم لا يستسلمون إزاء الظلام الذي يخيّم على كلّ شيء ويغذّون فتيل الرجاء بزيت الصلاة والمحبّة.

نصلّي متّحدين لنطلب من رب السماء ذلك السلام الذي لم يتمكّن بعد مقتدرو الأرض من إيجاده، من أجل الإخوة الذين يتألَّمون ومن أجل الأصدقاء من جميع الشعوب والمعتقدات نكرّر: "سلام بك!" ومع صاحب المزمور نطلب السلام بشكل خاص للقدس المدينة المقدّسة المحبوبة من الله والمجروحة من البشر والتي لا زال الرب يبكي عليها: سلام بكِ!

ليحلَّ السلام! إنها صرخة العديدين، هابيل اليوم، التي تصعد إلى عرش الله. ومن أجل هؤلاء لا يمكننا أن نسمح بأن يُقال بعد الآن في الشرق الأوسط كما في أي مكان آخر: "أحارس أنا لأخي؟"، إن اللامبالاة تقتل ونريد أن نكون الصوت الذي يتعارض مع جريمة اللامبالاة، نريد أن نعطي صوتًا لمن لا صوت له، وللباكين لأن الشرق الأوسط اليوم يبكي ويتألّم ويصمت، فيما يدوسه آخرون بحثًا عن السلطة والمال. من أجل الصغار والبسطاء والمجروحين، من أجلهم هم الذين يقف الله إلى جانبهم نتوسّل السلام! ليصغِ إلى صلاتنا، "إله كلِّ تعزية"، الذي يشفي القلوب الكسيرة ويضمد الجراح.