رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسلحة البرازيل وبلجيكا فى ربع النهائى

جريدة الدستور

عندما يضم أى فريق لاعبين من أمثال: هازارد ودى بروين ولوكاكو وكاراسكو، ويواجه منافسا يضم: نيمار وكوتينيو وخيسوس وويليان، فمن المؤكد أننا سنكون أمام قمة مبكرة لبطولة كأس العالم، تتضمن الكرة الجميلة والمتعة الهجومية، فى حضرة منتخبى البرازيل وبلجيكا، ثانية مواجهات الدور ربع النهائى المقررة مساء الغد.
كثيرون رشحوا منتخب بلجيكا للتتويج بهذه النسخة المونديالية بعد البداية الرائعة وتصدره مجموعة تضم إنجلترا، بينما ما زالت الشكوك تحاصر شكل الفريق البرازيلى، رغم تحسنه بشكل كبير فى آخر مواجهاته أمام المكسيك.
كيف سيكون شكل المباراة المرتقبة؟، وما خطط كل فريق فى مواجهة خصوم بهذه القوة؟، وما التشكيل الذى سيلعب به كل من المديرين الفنيين؟.. هذا ما تحاول «الدستور» الإجابة عنه فى التقرير التالى.

الشياطين الحمر.. «١٤١٤» تنهى أزمة الجهة اليسرى وتمنح دى بروين حرية أكبر
فى مواجهة اليابان، اتضحت عيوب الفريق البلجيكى المخيفة، بعدما كاد يودع البطولة على إثرها، وثبت لـ«روبيرتو مارتينيز»، المدير الفنى الإسبانى للفريق، أن الاعتماد على طريقة ٣٤٣ ليس الحل الأفضل، وعندما قام بتعديل الطريقة إلى ٤١٤١ ظهرت القوة الحقيقية للشياطين الحمر.
فى الطريقة الأولى اعتمد المدرب على كاراسكو فى الجهة اليسرى، وهذا ما ولد فراغات كبيرة فى المناطق الدفاعية، نجح الفريق اليابانى فى استغلالها وسجل هدفين منها، لذا لو ركز لاعبو البرازيل على استغلال هذه الجبهة حال اللعب بالطريقة الأولى، فمن المؤكد أن الأمر سيكون أخطر مما كان عليه فى مواجهة اليابان.
هذه الطريقة تحرم «دى بروين» من القيام بالأدوار المعتادة له مع فريقه «مانشستر سيتى» فى «البريميرليج»، رغم كونه أهم وأفضل صانع ألعاب بالبطولة، لكن مدرب المنتخب البلجيكى يبقى عليه كلاعب ارتكاز ثان إلى جوار فيتسيل، فلا تظهر قوته الهجومية الحقيقية مع المنتخب.
الحل يكمن فى التحول إلى طريقة ٤١٤١ والاعتماد على جناحين صريحين لفتح عرض الملعب هجوميًا، وتأمينه أمام الظهيرين دفاعيًا، بدلًا من الاكتفاء بثلاثة قلوب دفاع.
وهنا سيكون على مارتينيز الاكتفاء بقلبى دفاع والدفع بظهير أيسر صريح مثل جوردان لوكاكو، على أن يكون مونييه ظهيرًا فى الجهة اليمنى لا جناحًا.
وفى هذا الشكل سيدفع بناصر الشاذلى وكاراسكو جناحين صريحين، بينهما هازارد ودى بروين فى مركز صناعة اللعب، خلف روميلو لوكاكو، وهنا ستكون القوة الهجومية الضاربة القادرة على خلق التنوع بين الهجوم من العمق واللعب على الأطراف، كما ستبقى الجهتان مؤمنتين عندما يعود كل من كاراسكو والشاذلى لمساندة مونييه وجوردان لوكاكو، للتخلص من مخاطر المباراة السابقة.
الخطة الجديدة أيضا ستمنح دى بروين حرية كبيرة، لأنه لن يكون مجبرًا على تغطية أحد الأطراف فى وجود جناحين صريحين، خلافا للأمر فى الطريقة الأولى.

السامبا.. اللعب خلف كاراسكو أهم الأسلحة.. وبطء كومبانى يمنح التفوق
أول العوامل التى ترجح كفة البرازيل على بلجيكا، الدفاع بشكل منظم حال افتقاد الكرة، وممارسة جميع اللاعبين عملية الضغط ومطاردة الخصم، فحتى نيمار وخيسوس اللذان يتمركزان فى المناطق الأمامية فإنهما يكونان خطا دفاعيا قويا لا شكليا، ببحثهما الدائم عن خطف الكرة.
خلف اللاعبين المتميزين يملك الفريق البرازيلى خطى دفاع قويين، عندما يعود كوتينيو للتمركز فى الجهة اليسرى أمام مارسيلو وويليان، وكذلك فانجر فى الجهة الأخرى، بينما يبقى باولينيو كارتكازٍ ثانٍ مع فيرناندينيو، الذى يحل بديلًا لـ«كاسميرو»، الغائب للإيقاف. نجاح فيرناندينيو فى تنفيذ أدوار كاسميرو والتواجد أمام قلبى الدفاع لإغلاق تلك المساحة سيكون إحدى أهم نقاط القوة دفاعيًا، التى تمنح الفريق القدرة على صد أى هجوم، بينما تمركزه بين قلبى الدفاع فى عملية التحضير يكون الأساس السليم للتدرج بالكرة إلى الأمام.
هجوميًا، ستكون المساحة متاحة خلف كاراسكو فى الجهة اليسرى، وهنا يبرز ويليان كأحد أهم الأسماء المرشحة للتألق فى هذه المباراة، وهو لاعب يمتاز بالسرعة والحلول الفردية، سواء عبر المراوغة أو التسديدات البعيدة والتمريرات البينية.
الفرصة إذن متاحة أمام الفريق البرازيلى للتفوق بشكل كاسح فى الهجوم المرتد بالتحديد، بسبب الفارق الشاسع فى السرعات لدى نيمار وخيسوس وكوتينيو، فى مواجهة البطيئين كومبانى وفيرمايلين.
يتميز منتخب السامبا أيضا بأدوار باولينيو غير المرئية بالشكل الكامل، فهو أذكى لاعبى الارتكاز القادرين على اختيار التوقيت المثالى لدخول منطقة جزاء الخصم وتشكيل الخطورة، لذا فهو دائم التسديد والتسجيل، وغالبا سيكون نقطة القوة أمام منافس يركز على الأدوار الهجومية، أكثر من الميل للصلابة الدفاعية وإغلاق المساحات.