رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى ميلاده.. نجيب سرور شاعر العقل والكادحين

جريدة الدستور

يحل علينا اليوم 1 يونيو، ذكري ميلاد الكاتب نجيب سرور، عام 1932، أحد أهم كتاب في مصر في الثمانينات، فمنذ صغره ولع بالأدب والفلسفة وشغفه بالقراءة وكتابته للشعر بالعربية الفصحى، لم يكبت رغبته الدائمة بمخاطبة الناس عبر المسرح، وكان له من المهارة في الأداء والتحكم بتعابير الوجه وحركة اليدين ما يشد الناس إليه فينشدوا بكليتهم إلى موضوع القصيدة أو الحديث، مثيرا عواطفهم ومشاعر الحب أو الكراهية والضحك أو العبوس وتدفق الدموع حسب الموقف.

وتحيي "الدستور" ذكرى ميلاد "شاعر العقل" في السطور التالية، وترصد أهم المحطات في حياته

محمد نجيب محمد هجرس، ولد بقرية إخطاب، مركز أجا، محافظة الدقفي هلية، وتوفي يوم 24 أكتوبر 1978، وهو شاعر مصري، لقب بـ"شاعر العقل"، وكان متزوجا من الفنانة المصرية سميرة محسن، وكان للبيئة القاسية والفقيرة التي عاش فيها سرور دور كبير في تأسيس شخصيته، فشبّ على رفض الاستغلال والإقطاع، والمناداة بتحقيق الحرية والعدالة في المجتمع.


وبعدما أنهى سرور دراسته الثانوية، التحق بالجامعة لدراسة الحقوق فيها، ولكنه تركها في السنة الأخيرة كي يحقق حلمه في الانضمام إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك درس التمثيل والإخراج وتخرج منه ليبدأ حياته المهنية، وعهد سرور مع الشعر بكتابته قصيدة "الحذاء" سنة 1956، والتي صور فيها ما عاناه والده من ظلم وقهر على يد عمدة القرية.


وانتمى سرور خلال شبابه إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)، وهي إحدى المنظمات الشيوعية في مصر، وفي عام 1958، سافر سرور في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي هناك.


وعانى سرور خلال تلك الفترة من مشكلتين: فقد عمد الطلاب المرافقون له في البعثة إلى كتابة تقارير أمنية مسيئة بحقه، في حين أن الشيوعيين كانوا يشكّون في انتمائه الشيوعي نظرًا لأنه كان موفدًا ضمن بعثة رسمية، ولكن شكوك الشيوعيين اتجاه سرور تبددت لما ألقى بعض الخطب الحماسية التي هاجمت نظامي مصر والأردن لسياساتهما القمعية بحق الناس؛ ونتيجة لهذه المواقف الثورية المعارضة، قررت الحكومة المصرية سحب المنحة الدراسية منه.


وبقي سرور في الاتحاد السوفييتي ولكنه لم يكن على وئام مع التنظيمات الشيوعية هناك، ولذا قرر الذهاب إلى المجر، ومنها عاد إلى مصر سنة 1964، ولكنّ كل ما تعرض له من اعتقال وتعذيب لم يقف حائلًا أما نشاط سرور الإبداعي، فألف مسرحية "بهية وياسين" عام 1965، وبعدها بعامين أنهى كتابة مسرحيته الثانية "يا بهية وخبريني".


وفي عام 1969، كتب مسرحية "الكلمات المتقاطعة"، وفي ذات العام أصدر مسرحية نثرية بعنوان "الحكم قبل المداولة"، وقدم مسرحية "ملك الشحاتين" عام 1970، وهاجم طريقة معاملة الفلسطينيين في مسرحيته "الذباب الأزرق".

أصدر نجيب سرور طوال حياته عدة دواوين شعرية منها: "لزوم ما لا يلزم" التي كتبها في المجر وصدرت عام 1975، وديوان "الأميات"، و"بروتوكولات حكماء ريش"، و"رباعيات نجيب سرور"، وديوانا "الطوفان" و"فارس آخر زمن"