رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة مكان وُضع في قائمة التراث المهدد بالخطر بسبب سد النهضة

سد النهضة
سد النهضة

أرض التوركانا، أوكما يُطلق عليها -منتزهات بحيرة تروكانا الوطنية-، بمجرد أن تطأ قدميك هذا المكان، وتبدأ تتفحصه بعينيك، تجد لافتة كبيرة، لا تحتاج التدقيق وإجهاد نظرك للحصول على ما بها، فستجد عظمتان متقاطعتان وجمجمة كتب تحتها "مقبرة السائقين المتهورين".

ينتمي سكان هذا المكان للحبشة، ويُقال في الأساطير ؛ إن امرأة عجوز خرجت من هناك؛ نتيجة الجفاف، وقلة المطر،وبحث في أماكن عدة، حتى استقرت في هذا المكان، وبدأت تعيش على ما ينبت فى الصحراء من فواكه، وغيرها من الخيرات التي تمتلأ بها هذه الأرض.

تقع أرض التوركانا فى شمال غرب كينيا، ويجاورها إثيوبيا من ناحية الشمال، وهم ينتمون إلى الشعوب النيلية، وهم من الرعاة شبه الرحل، ومن ثم فإن الحيوانات تمثل الجانب الأساس فى ثقافة هذه القبيلة، فلم تكن مصدر للغذاء فقط، ولكنها أداة للبيع والشراء وامتلاك المال، فالصبى حينما يصل مرحلة الشباب يمنح عددا من الماعز ليكون نواة قطيعه وبداية حياته الخاصة، وعدد رؤوس الماشية التى يمتلكها الشخص يحدد مكانته فى القبيلة،كما أن ثروته من الماشية تمنحه القدرة على امتلاك أكبر عدد من الزوجات.
وبسبب درجة الحرارة والجفاف وصعوبة الوصول الجغرافي، تحتفظ البحيرة بطابعها البري، وعلى الرغم من أن البحيرة والمناطق المحيطة بها كانت شائعة كوجهة للرحلات، من كل نوع تحت إشراف المرشدين وحراس البحيرة والأشخاص ذوي الخبرة، إلا أنه يجب اعتبارها مصدر خطورة للسياح الذين ليس لديهم مرشدون.

الحدائق الوطنية لبحيرة توركانا مدرجة كأحد مواقع التراث العالمي التي ترعاها منظمة اليونسكو، وتقع حديقة سيبيلوي الوطنية على الشاطئ الشرقي للبحيرة، في حين أن حديقة الجزيرة الوسطى الوطنية وحديقة الجزيرة الجنوبية الوطنية تقعان في البحيرة، وتُعتبر منطقة بحيرة توركانا من قِبل العديد من علماء الأنثروبولوجيا مهد البشرية نتيجة وفرة الحفريات البشرية.

جدير بالذكر أن لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، التى اجتمعت في العاصمة البحرينية المنامة، أمس الجمعة، قررت إدراج موقع منتزهات بحيرة تركانا الوطنيّة، في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، لا سيّما بسبب تأثير أحد السدود الموجودة على الموقع، والمتمثل في سد النهضة.


وأعربت اللجنة عن قلقها بشأن الأعطال غير المسبوقة التي يسببها السد الإثيوبي "جيب الثالث"، فيما يتعلق بمنسوب مياه بحيرة تركانا ونظامها الإيكولوجي، ناهيك عن مشروع "كوراج" لإنتاج السكر في إثيوبيا، والذي يمثل تهديدًا آخر للموقع.