رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلافات حماس بسبب الأزمة السورية قد تدفعها لتغيير حلفائها

خلافات حماس بسبب
خلافات حماس بسبب الأزمة السورية قد تدفعها لتغيير حلفائها

تجد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، نفسها في موقف صعب في الأزمة السورية حيث تبدو منقسمة على نفسها ما بين المحور الشيعي المؤلف من سوريا وحزب الله وإيران الذي دعمها لسنوات، وما بين محور القوى السنية التي تقاربت معها مؤخرا مثل مصر وتركيا وقطر - بحسب محللين.

وكشفت مصادر مطلعة وقريبة من حماس، موقفين متباينين داخل الحركة أحدهما يدفع باتجاه تعزيز العلاقة مع محور إيران وحزب الله مع موقف متوازن من الأحداث في سوريا، مبررين أن هذا المحور يقدم دعما علنيا ماليا وعسكريا ولوجستيا للحركة وحكومتها في غزة كما يقف في مواجهة الغرب.

أما الموقف الثاني فيسعى منظروه في مقدمتهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، لتعزيز العلاقة مع دول ذات توجه سني خصوصا قطر وتركيا ومصر بعد صعود الإخوان المسلمين في مصر، على حساب العلاقة مع إيران وحزب الله.

والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، والذي قاد هذا التقارب بعد أن ترك دمشق وانتقل إلى الدوحة، الثلاثاء في أنقرة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورافقه في زيارته رئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية.

وطالبت الحركة الثلاثاء أيضا حزب الله الشيعي اللبناني بسحب قواته من سوريا وإبقاء سلاحه موجها فقط ضد إسرائيل، مشيرة إلى أن دخول قواته في سوريا أسهم في زيادة الاستقطاب الطائفي في المنطقة.

وكتبت صحيفة القدس العربي مؤخرا، أن قادة كتائب عز الدين القسام وهي الجناح العسكري لحركة حماس وجهوا رسالة إلى خالد مشعل لتحذيره من التحالف مع قطر على حساب إيران، مذكرا إياه بأن المساعدة العسكرية من إيران وحزب الله وليس الدعم المادي من دول الخليج هو ما سمح للحركة بمواجهة العملية العسكرية الإسرائيلية في نوفمبر الماضي.

وقال مسئول في حركة حماس، طلب عدم ذكر اسمه "للأسف تراجع الدعم الإيراني المالي لحماس وللحكومة بسبب دعمنا المطالب العادلة للشعب السوري" مقرا بوجود "تباينات في وجهات النظر".

ويشرح "هناك من يؤيد الحفاظ على علاقة مميزة مع إيران في مواجهة المحور الأمريكي الصهيوني، فإيران وحزب الله دعمونا عسكريا يوم تخلى العرب عنا، وإسرائيل باتت غير قادرة على توجيه ضربات قاصمة للحركة أو غزة، وهذا الرأي يحظى بدعم من قادة سياسيين ومن القسام".

واعتبر وليد المدلل، أستاذ التاريخ والفكر السياسي في الجامعة الإسلامية في غزة، أن "حماس كحركة مقاومة ينبغي أن تنأى بنفسها عن لعبة المحاور وتبقي علاقاتها متوازنة".

وبحسب المدلل فإن حماس "تصرفت بذكاء عندما اصطفت لجانب الشعب السوري وأبقت العلاقة بحدها الأدنى مع إيران وحزب الله، حماس تتلمس الدعم من أي جهة لا تملي شروطا"، مشيرا إلى أن "حماس تلقت دعما من دول خليجية محسوبة على المحور الأمريكي ولديها مصادر متعددة للدعم الآن".

وخلص المدلل إلى أن "دعم حماس للنظام السوري كان سيجلب لها مضار كبيرة حتى لو حقق نظام الأسد مكاسب ستكون مؤقتة، حماس تجيد اللعب حين فضلت المبادئ على المصالح وهذا سيكسبها شعبية أكبر رغم أن إيران قلصت دعمها".

أما المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة، فيرى أن "حالة غليان" داخل حماس أوجدت تيارين متباينين بعد الموقف من الأزمة السورية، وأن حسم الخلاف بين التيارين مرهون بتطور نتائج الأزمة السورية".

وقال أبو سعدة: "إذا حسمت الأزمة لصالح نظام الأسد فالأمور أسهل بالنسبة لحماس بإمكانية تصويب الموقف واستعادة العلاقة، أما إذا حسم لصالح المعارضة والثوار، وهذا أمر مستبعد، لأن التيار الذي يدرك أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي يهدف لتصفية المقاومة الفلسطينية والعربية لن يرضى بالارتماء في أحضان محور الاعتدال الذي ينطلق من منطلق فكري ومذهبي ويقوده الشيخ يوسف القرضاوي".

ولا يتردد قادة حماس في نفي ادعاءات وجود خلافات؛ حيث قال إسماعيل هنية في غزة "هناك حملات إعلامية متواصلة تهدف لتشويه المقاومة وحماس تتمثل في الحديث عن خلافات أو أجنحة متصارعة داخل الحركة، حماس هي حركة لا تبيع نفسها لأحد.. من الداعمين".

ويقر خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، بـ "تراجع كبير في الدعم الإيراني" لحماس "بسبب خلافنا مع الإخوة في إيران حول الملف السوري، وحتى نكون منصفين فإن الدعم على قلته القليلة لم ينقطع".

ويرى الحية أن "حماس اليوم أكثر قوة من قبل، المنطقة تشهد حالة من إعادة الصياغة والتشكيل خدمة ودافع للقضية الفلسطينية، والحديث عن أن المحاور تلاشت هذا غير دقيق، نحن في حماس لنا محور واحد وهو محور فلسطين، محور الممانعة والمقاومة.. من اقترب منا فنحن معه ونشكره على تأييده أما من ابتعد عنا فله خياراته".