رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لوتس عبدالكريم: تعرفت على معظم أبطال «سيرتى وأسرارهم» فى الخارج

جريدة الدستور

أثار كتاب «سيرتى وأسرارهم » للدكتورة لوتس عبدالكريم، ردود فعل واسعة على المستويين الثقافى والنقدى؛ إذ كشفت فيه عن ملامح الزمن الجميل بكل مفرداته، وقدمت خلاله دعوة جادة للبحث عن الجمال فى كل ملمح من ملامح الحياة.
ودعت «لوتس » فى حوارها مع «الدستور »، إلى مجابهة طوفان القبح والشر والإرهاب الذى يعطل تمكين الوطن من تحقيق الإنجازات. وتناولت العديد من المحطات فى حياتها، خاصة فترة وجودها خارج مصر، وعلاقتها بأبطال كتابها وكيف ومتى قابلتهم.

■ فى «سيرتى وأسرارهم » أكثر من 30 شخصية.. من أقربهم إليك؟
- جميعهم قريبون منى، ولهم أثر كبير فى حياتى، فهم فئة لا تتكرر وعصرهم أيضًا لا يتكرر، وقد تعرفت إليهم مبكرًا، فأنا قارئة نهمة وساعدتنى أيضًا ظروف عملى كدبلوماسية على لقائهم، فجمعتنى صداقات بهؤلاء الكبار، كالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، الذى أعتبره رقم واحد بالنسبة لى، فهو أكثر الشخصيات التى أثرت فى حياتى، وتعرفت عليه قبل تعرفى على الملكة فريدة، وهو الذى علمنى الموسيقى، فقد كانت والدتى تردد ألحانه منذ نعومة أظافرها.
■ كيف تعرفتِ على كل هؤلاء الكبار؟
- المفارقة أننى التقيت معظمهم خارج مصر وليس داخلها، مثل يوسف السباعى، وإحسان عبدالقدوس، والدكتور مصطفى محمود- الذى اقتربت منه عندما اتجهت للدين فى فترة من فترات حياتى- وذلك بعد أن التقيت ك ًا من الشيخ عبدالحليم محمود وزينب الغزالى والشيخ الشعراوى، وما زلت أهتم بكتاباته وأعماله حتى الآن، وأعكف حاليًا على قراءة جميع أعمال الشيخ عبدالحليم محمود.
أما يوسف السباعى، فتعرفت عليه من خلال أعماله الرومانسية فى فترة المراهقة، فليس هو الذى التقيته بعد ذلك، فهو إنسان يزن الأمور، ويحب الناس بشكل غير عادى، حتى إنه أحب الشيوعيين، رغم أذيتهم له، وكان يرسل أموا لً لأسر المسجونين منهم. وكان للسباعى موقف من دخولى عالم الكتابة؛ إذ طالبنى بعدم الاختلاط بالأوساط الثقافية، على العكس من إحسان عبدالقدوس، الذى كان أول من وضعنى على درجات سلم الكتابة وشجعنى على النشر، ووقف إلى جوارى عندما قمت بإصدار مجلة الشموع.
■ هل تعتبرين الكتاب جزءًا ثانيًا من «رحلة البحث عنى.. رواية حياة ».. وماذا عن مشروعك المقبل؟
- بلا شك يعتبر «سيرتى وأسرارهم » جزءًا ثانيًا من كتاب «رحلة البحث عنى.. رواية حياة »، وأعكف حاليًا على كتابة أكثر من مشروع، أبرزها كتاب عن زوجات الأدباء، وأتمنى إنجاز كتب متعلقة بالدين، وأن أختتم حياتى بالقرب من القرآن الكريم، خاصة أن الكتابات المتعلقة بالدين للأسف مجرد كتابات سطحية.
■ لمن تقرأين.. وهل هناك من تتابعين أعمالهم من الكُتاب الشباب؟
- أحرص على متابعة أعمال الفيلسوف الكبير مراد وهبة، الذى يمتلك مشروعًا تنويريًا كبيرًا، وكذلك الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة، الذى أعتبره قاتل نفسه فى سبيل مصر، وكذلك كتابات صلاح منتصر. أما الكُتاب الشباب ف ا أتابعهم لكنى أتابع التشكيليين الجُدد، ومن أبرزهم الفنان رمضان عبدالمعتمد.
■ كيف ترى «لوتس » موقف المثقفين من الحرب على الإرهاب بمصر؟
- كل مصرى يقف ضد الإرهاب، لكن للأسف أصبح طوفان القبح والشر يغلب على الرغبة بتمكين وطننا من تحقيق الإنجازات، ورغم ذلك استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى إنقاذ المصريين من الطاغوت، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وهو يعمل كل ما باستطاعته لتحقيق إنجازات فى هذا الوطن، فبداية من الخمسينيات ومصر بدأت تتردى، وهى تركة ثقيلة على كاهله.
■ هل هناك رسالة تودين توجيهها إلى وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم؟
- أقول لها لقد جئت فى وقتِ ستتعبين جدًا فيه لأنك توليت مسئولية وزارة بميراث لا حيلة لك فى تعديله، لكن أملى بك أن الفن الذى بداخلك سيساعدك على عبور المشوار الصعب، وستضعين قواعد جديدة للتعامل فى وزارة الثقافة.
■ تخرجت فى قسم الفلسفة بجامعة الإسكندرية وحصلت على الدكتوراه.. كيف أثرت الفلسفة على كتاباتك؟
- الفلسفة أثرت فى حياتى، ليس على مستوى الكتابة فحسب، إنما كانت تكملة لطريقة تفكيرى أيضًا، خاصة أن تناولى للموضوعات من صغرى يتسم بالعمق، وليس السطحية، وبما أن الفلسفة هى التفكير إذن علينا ألا نأخذ الأمور بعشوائية أو دون تفكير وترتيب ودراسة، وبالدراسة نستطيع أن نصل إلى الحلول التى تقودنا إما للسعادة أو للاكتئاب.
■ بالإشارة إلى مسألة الاكتئاب.. هل تتعرضين للعزلة بسبب الكتابة؟
- بصراحة.. أتعرض للاكتئاب من وقت لآخر حتى فى أشد حالات السعادة، ولكن ذلك لا يستمر لفترات طويلة فخلال فترة عملى بأوروبا تعرضت للاكتئاب بسبب شعورى بالعزلة فى بعض الأوقات.