رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: سر #السيسي_رئيسي_وأفتخر.. لا تجعلوا أعداء الوطن يرسمون لكم مستقبلكم

محمد الباز
محمد الباز

- «الإخوان» تُحرّك الحرب على الرئيس قبل احتفال المصريين بـ«٣٠ يونيو»
لم أندهش أبدًا عندما وجدت من يحدثنى عن هاشتاج يسعى أصحابه إلى زرع الفتنة ونزع السكينة والاستقرار وتكريس القلق اللا متناهى فى قلب هذا الوطن.
منذ أربعة أيام وهاشتاج «ارحل يا سيسى» يحاصر عددًا كبيرًا من رواد شبكات التواصل الاجتماعى، وأصدقكم القول إننى لم أندهش من وجوده، فهو طبيعى جدًا فى ظل الحرب الإلكترونية الشرسة التى تشنها جماعة الإخوان الإرهابية، ومن يتحالفون معها، على الرجل الذى صدق المصريين بالفعل وليس بالكلام، فوقف إلى جوار ثورة الشعب التى ما خرجت إلا للتخلص من فاشية الجماعة وإرهابها.
لن يتراجع الإخوان عن هدفهم، يشعرون أن مؤامرة جرت عليهم لإخراجهم من السلطة، ولا أدرى أى مؤامرة تلك التى يشترك فيها شعب كامل، يخرج فى ثورة حاشدة لخلع رئيس فاشل وجماعة متهافتة.
تابعت خط سير الهاشتاج الملعون، وتتبعت من يضيفون إليه ومن يمولونه، ولست فى حاجة لأن أقول لك إن كل من يتفقون على إلحاق الإيذاء بهذا الوطن يشتركون فيه، فهو ليس تعبيرًا صادقًا عن رغبة حقيقية، بقدر ما هو مخطط إرهابى واضح جدًا للشوشرة وبث الشائعات قبل أن يحتفل المصريون بإنجازهم الكبير فى ٣٠ يونيو.
لا ينسى الإخوان ومن يحركونهم أن حلمهم الكبير فى احتلال مصر تقوّض تمامًا فى ٣٠ يونيو، سيظل هذا التاريخ يطاردهم حتى قبورهم، ولذلك أستوعب حرصهم الشديد على محو ذكراه، واستبداله بانتصار لهم حتى لو كان إلكترونيًا.
ما اندهشت له بالفعل هو تورط كثيرين من أبناء مشروع ٣٠ يونيو فى مجاراة الإخوان فيما يفعلون، أعرف أن هناك من تفلت من صف الثورة العظيمة، بعضهم خرج بسبب مصالحه الخاصة، وبعضهم لم يصمد أمام تحديات برنامج الإصلاح وضروراته وأولوياته، لكن ليس معنى أن ترهقك الأيام بمصاعبها أن تذهب إلى صف عدوك وتأنس له، لأنه لن ينسى لك ما فعلته أبدًا.
يخطئ من يعتقد أن ثأر الإخوان مع الجيش والشرطة فقط.
هذه الجماعة الإرهابية تحمل حقدًا مركّبًا تجاه الشعب المصرى كله، لن تنسى للجيش مساندته الثورة عليها، وبالمنطق لن تنسى لا مَنْ ثار ولا مَنْ فوّض لمواجهة الإرهاب والعنف، ولذلك فلا تعتقد أن الجماعة الإرهابية ومن يقفون وراءها ينظرون إليك على أنك حليف إذا ما ذهبت إليهم، أنت فقط أداة يحققون بها أهدافهم، وبعد ذلك حتمًا ستلقى جزاءك منهم، وإذا تمكنوا من رقبتك فلن يفلتوها أبدًا.
لا أخوفك بشىء، ولا أبعث الرعب فى قلبك حتى أجعلك تتبنى رأيًا بعينه، أنا أحدثك عن واقع قد تكون لا تدرك أبعاده بشكل كامل، بسبب الشوشرة التى تمارسها الجماعة الإرهابية عليك، من خلال إعلامها المضلل، ومنصاتها الإلكترونية الممولة التى تقتحم عليك بيتك، وتلح عليك بأن تتبنى وجهة نظر معينة.
يعرف أبناء مشروع ثورة ٣٠ يونيو- وأنا منهم أعلن ذلك بوضوح ولا مواربة أو مداراة- أن مستقبل الوطن لن تحسمه الهاشتاجات، ولن تقول الحملات الإلكترونية كلمة الفصل فيه، ولكننا ندرك أيضًا أن هذه الهاشتاجات والحملات الإلكترونية مثل الوسواس الذى يهز ثقتك فيما تعتقد أنه صحيح، خاصة أن من يقفون وراءها يصورون الأمر على أنه لوجه الوطن، رغم أنه ليس كذلك على الإطلاق.
تلقفت هاشتاج «السيسى رئيسى وأفتخر»، وأدركت أن أبناء ٣٠ يونيو يدركون أبعاد الحرب على مشروعهم وعلى رمزهم، وهى حقيقة لا يستطيع أحد أن يتجاهلها أو يتنكر لها، فعبدالفتاح السيسى هو رمز هذه الثورة بانحيازه لها ومساندته إياها ووقوفه إلى جوارها وإكمال طريقها، ولولا بسالته وشجاعته لتغيرت الصورة كثيرًا، ولدفع كل من عارضوا الإخوان ثمنًا غاليًا جدًا لمواقفهم، ولذلك سارعوا إلى التأكيد على أنهم متمسكون برئيسهم فى مواجهة حملة عشوائية نعرف مَنْ وراءها، ونعرف أيضًا ما يريدون.
إذا أردت أن تعرف من يقف وراء هذه الحملة، فتصفح فقط بعض المواقع والقنوات الغربية وقنوات ومواقع الإخوان، ساعتها ستعرف أن الاحتفاء المبالغ فيه بها مريب، ويقول ما لن نخفيه، بل سنعلنه بجرأة.
لقد راهنت الجماعة الإرهابية ومن يمولونها على إفشال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فترته الرئيسية الأولى، هاجموا كل وأى مشروع، سخروا منه وحطوا من شأنه، بثوا أكبر عدد من الشائعات فى تاريخ البشرية حوله وحول كل ما يفعله، دعموا الإرهاب لإضعافه، وحاربوا الاقتصاد لتركيعه، ولما فشلوا فى أن ينالوا منه، حاولوا إفشال الانتخابات الرئاسية الماضية، حتى ينزعوا شرعيته ويفتتوا التفاف الشعب من حوله، ولما فشلوا فى ذلك، قرروا أن يخوضوا معه جولة جديدة من الحرب القذرة.
تعالوا إلى أرضية صراحة مطلقة، هذه الحملة، وغيرها الكثير مما واجهه السيسى وعاناه خلال السنوات الماضية، ليست حربًا عليه فقط، ولكنها حرب على الشعب المصرى الذى قرر مصيره واختار أن يُخرج الإخوان من بين صفوفه، لكنهم يريدون أن يفصلوا بين السيسى والشعب، حتى يستفردوا به، وبعدها يلتفتون لكل من وقف ضدهم.
هذه حقيقة الحرب، لا شىء أكثر من ذلك.
لقد تتبعت هاشتاج «السيسى رئيسى وأفتخر»، رأيت كثيرين ممن يؤيدون الرئيس يجتهدون فى الرد على من يحاولون قطع الطريق عليه، يدعون إلى المشاركة فيه، وهو أمر طبيعى جدًا، ولا يحتاج إلى دعوة بالمناسبة، وعندما تشارك فيه فأنت تدافع عن اختيارك، ليس للسيسى فى الانتخابات الرئاسية الأولى أو الثانية، ولكن عن اختيارك عندما خرجت ضمن ملايين المصريين فى الثورة العظيمة لتقول «لا» للإخوان ولمن يمثلونهم ويتحالفون معهم.
الفارق بين الدعوتين، الدعوة الخبيثة التى تريد أن تنزع ثقتك من بين ضلوعك، وتلك التى تثبت بها أنك متمسك بمشروعك واختيارك ورئيسك، هو الفارق بين الباطل والحق، بين الخطأ والصواب، بين الزيف والحقيقة، وإلا ما أنفق أصحاب الدعوة الملعونة كل هذه الأموال على دعوتهم الخبيثة.
لقد تحركت الحرب ضد السيسى فى جولتها الجديدة عبر أكثر من مسار، ويمكن أن تجد فيديوهات على اليوتيوب يتحدث أصحابها عن مظاهرات فى شوارع القاهرة تطالب الرئيس بالرحيل، وعندما تتأملها قليلًا ستعرف أنها فيديوهات قديمة، يجلبها المتآمرون مرة أخرى فى محاولة يائسة لتثوير الشعب، اعتقادًا منهم أن الناس يمكن أن تثق فيهم مرة أخرى.
قد أكون براجماتيًا جدًا، وأقول لك لا تلتفت لدعوات جنود الشيطان هؤلاء، لأن دعوتهم لن تنجب إلا الفوضى، والفوضى لن تكون فى صالحك أبدًا، هم المستفيدون منها وحدهم، سأقول لك كُن مخلصًا لنفسك، لا تعمل من أجل نظام ولا حكومة ولا دولة ولا مشروع.
لكن، فعليًا، لن أستطيع أن أنصحك بذلك، لأنك لو أصبحت براجماتيًا، فستكون وحدك، وما نحتاجه الآن أن نقف صفًا واحدًا من أجل هذا الوطن، ولوجه هذه الدولة التى إذا سقطت فلا مكان آخر يمكن أن يجمعنا أو يستوعبنا، وفى قلب هذه الدولة رمزها، لا تجعلهم يأخذونك من صف الدولة، لأنهم بعد أن يفعلوا ذلك سيلقونك على قارعة الطريق، ويدوسون عليك بالأقدام.
الأمر لا يتجزأ.. وهذه الحملة والحملات المقبلة- أثق بالطبع أن هناك حملات مقبلة- لا تستهدف السيسى فقط، ولكنها تستهدف الدولة المصرية كلها.. فحافظوا على بلدكم، ولا تركنوا لمن يريدون خرابها، وهم كثيرون، كثيرون جدًا.