رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أختام مستقلة لدخول الإيرانيين وخروجهم من لبنان تثير بلبلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خلق إعفاء الإيرانيين من أختام الدخول والخروج على جوازات سفرهم في مطار بيروت بلبلة ومخاوف واسعة من وجود دوافع سياسية وأمنية لهذا الإجراء، رغم نفي الأمن العام ذلك وتوضيح طبيعته.

وتم تخصيص الإيرانيين الداخلين إلى لبنان أو الخارجين منه وحدهم، بأختام توضع على بطاقات منفصلة تربط بجوازات سفرهم، وليس على صفحات الجواز الخاصة لذلك، كما هو الحال مع بقية المسافرين الأجانب. وما زاد الريبة في هذا التطور الملتبس أن الجهات الرسمية السياسية المعنية، من وزارة الخارجية إلى رئاسة الحكومة، لم تصدر خلال عطلة عيد الفطر أي بيان أو توضيح حول أسباب الاستثناء هذا، إذ ترك الأمر للجهة الأمنية المعنية وحدها، في حين أن إجراء كهذا لا بد أن يكون نتيجة قرار سياسي ودبلوماسي.

وبعد الأصداء التي أثارها هذا الإجراء الملتبس، أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية، بعد ظهر أمس، بيانا جاء فيه: "إزاء المعلومات المتداولة عن السماح للرعايا الإيرانيين بالدخول إلى لبنان من دون ختم جوازات سفرهم على المعابر الحدودية، يهم وزارة الخارجية والمغتربين أن توضح للرأي العام أن هذا الإجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني، وهو من اتخذ قرار ختم بطاقة الدخول بدلا من الجواز، وينحصر دور وزارة الخارجية والمغتربين بالإبلاغ عنه فقط لا غير".

وكانت المديرية العامة للأمن العام قد أصدرت في هذا الصدد بيانا: "تناولت بعض المواقع الإلكترونية خبرا عن إلغاء ختم الدخول والخروج للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان.. يهم المديرية العامة للأمن العام أن توضح أن هذا الخبر عار من الصحة، وتؤكد أنها تعتمد إجراء متاحا أمام رعايا عدد من الدول الوافدين إلى لبنان وللراغبين منهم بتوشيح أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلة ترفق بجوازات سفرهم".

وأوضح مدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، مسألة عدم ختم جوازات السفر لإيرانيين يأتون إلى لبنان عبر المطار، قائلا إن من المفارقات أنّ هناك مَن ذهب بعيدًا في تفسيره لهذا الإجراء وأعطاه أبعادًا أمنية وسياسية عابرة للحدود، إلى درجة الافتراض بأنّ الغاية منه هي تسهيل دخول عناصر الحرس الثوري إلى لبنان وخروجهم منه.

وقال اللواء إبراهيم تعليقًا على هذا التفسير وما شابهه، لـصحيفة "الجمهورية": "للأسف، لدى البعض في لبنان خيال واسع يقودهم إلى فرضيات لا تمتّ إلى الواقع والحقيقة بأيّ صلة، بل هي مجرد سخافات تبعث على الضحك والشفقة في آن واحد"، مضيفا: "بعيدًا عن نظرية المؤامرة، أؤكد أنّ التدبير الذي اتّخذه الأمن العام هو طبيعي وعادي، ولا ينطوي على أيِّ غايات أو نيّات مضمرة، علمًا بأنه معتمد في الكثير من الدول الخليجية والأوروبية منذ سنوات طويلة".

وشدد إبراهيم على أن "حركة دخول وخروج الإيرانيين عبر المطار مسجلة وموثقة في الكمبيوتر، وهذا هو المهم بالنسبة إلينا"، لافتًا إلى أن "تاريخ الوصول والمغادرة يصبح موجودًا لدينا بمجرد إمرار جواز السفر على "الماشين" (الآلة)، ولو أنه لم يُختم".

ولفت إبراهيم إلى أن الختم على جواز السفر ليس إلزاميًا بحدّ ذاته، موضحًا أنّ من حقّ المسافر أن يطلب وضع الختم على بطاقة منفصلة لاعتبارات تتعلّق به، من نوع امتلاء صفحات جواز السفر العائد إليه أو رغبته في تسهيل دخوله إلى دول أخرى قد ترفضه إذا وُجد ختمُ دولة معينة على جواز سفره.