رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شعير": دمج القارة في منطقة تجارية واحدة فرصة للشركات والعملاء

الدكتور محمد شعير
الدكتور محمد شعير

قال الدكتور محمد شعير، العضو المنتدب لشركة النصر للتصدير والاستيراد، إنه من المتوقع أن يصل عدد سكان أفريقيا إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، أي 26% من سكان العالم في سن العمل، مؤكدا أن أن سوق التجارة الحرة ديناميكية للغاية مع اقتصاد يقدر أن ينمو بمعدل ضعف معدل نمو العالم المتقدم.

وأضاف أنه مع متوسط التعريفة الجمركية بنسبة 6،1% تواجه الشركات حاليا تعريفات أعلى عند تصديرها داخل أفريقيا، خاصة عندما تصدر خارج القارة، موضحا أن ذلك سيجعل اتحاد التجارة الحرة يزيل تدريجيا التعريفة الجمركية عن التجارة البينية الإفريقية، مما يسهل على الشركات الإفريقية التجارة داخل القارة، وتلبية احتياجات السوق الإفريقية المتنامية والاستفادة منها.

وأشار إلي أن اللجنة الاقتصادية لأفريقيا لدى رابطة التجارة الحرة تناقش الإمكانية لتعزيز التجارة فيما بين البلدان الأفريقية بنسبة 53.2% من خلال إلغاء رسوم الاستيراد ومضاعفة هذه التجارة إذا انخفضت الحواجز غير الجمركية، موضحا أن دمج القارة في منطقة تجارية واحدة يتيح فرصا كبيرة للشركات والعملاء التجاريين في أفريقيا.

وأوضح أن التجارة داخل منطقة الكوميسا زادت بين أعوام 2004 و2014، من 8 مليارات دولار إلى 22 مليار دولار، وخلال الفترة نفسها زادت التجارة داخل المجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي من 20 مليار دولار إلى 72 مليار دولار، وبالنسبة لمجموعة شرق أفريقيا ارتفع من 2.6 إلى 8.6 مليار دولار وارتفعت التجارة الإجمالية بين المناطق الثلاث من 30.6 مليار دولار إلى 102.6 مليار دولار خلال نفس الفترة.

وأوضح أنه على الرغم من هذا النمو، فإن حوالي 12% فقط من تجارة أفريقيا هي داخل المنطقة و22% في أمريكا الجنوبية، و40% في أمريكا الشمالية، و50 % في آسيا، و70% في أوروبا الغربية، مشيرا إلى أن تحرير التعريفة بنسبة تتراوح بين 60 و85% وسيكون له أثر كبير في تيسير تدفق السلع والخدمات عبر الحدود.

وأشار إلي أن مناطق التجارة الثلاث الحرة وقعت اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية بين السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا، الكوميسا، والمجموعة الإنمائية للجنوب الإفريقي ومجموعة شرق إفريقيا، وذلك من خلال توفير مساحة اقتصادية واحدة مع سياسات تجارية منسقة وإطار تنظيمي وترشيد المفاوضات التجارية، بهدف التقليل من تكلفة ممارسة الأعمال التجارية، ودعم التصنيع، والتحفيز على مشاريع البنية التحتية عبر الحدود.

وأوضح أن الدول الإفريقية ترغب حاليا في التجارة مع بعضها البعض، بينما تتاجر منذ فترة طويلة مع العالم، ويجب على أفريقيا أن تتحد لبيع المواد الخام فيما بينها وليس إلى خارج القارة، ولا تزال البلدان الأفريقية تتداول مرتين مع أوروبا كما تفعل مع بعضها البعض، بيد أن روح الوحدة هذه قد جلبت الآن رغبة في إقامة منطقة للتجارة الحرة القارية تضم جميع البلدان الـ 54 في المنطقة.

وِأشار إلي أنه يوجد أكثر من نصف التجارة البينية الأفريقية في المنتجات المصنعة، وسوف توفر سوقا أكبر وأكثر تنافسية، مما يساعد على تعزيز التصنيع المتوقف في أفريقيا.

وأوضح أن اتفاق التجارة الحرة لأفريقيا هو إطار استراتيجي للتحول الاجتماعي والاقتصادي في القارة على مدى السنوات الخمسين المقبلة، وهو يستند إلى المبادرات القارية السابقة والقائمة من أجل تعزيز النمو والتنمية المستدامة لقارة إفريقيا.